نفط العراق هدية ل 4 شركات غربية
اتهم ليبراليون ووسائل إعلام في الولايات المتحدة الشركات النفطية الكبرى بالدخول بكل ثقلها لاستعادة هيمنتها على ثروة العراق النفطية من دون مناقصات، بتواطؤ مع إدارة الرئيس جورج بوش، التي تخوض الآن معركة نوعية في حرب العراق، لكن ليس في الشوارع، بل وراء الأبواب المغلقة من أجل صك اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد ترسم مستقبل الدور الأمريكي في المنطقة، في وقت لقي 20 عراقياً حتفهم بينهم 17 في تفجير انتحاري نفذته امرأة في بعقوبة، أسفر أيضاً عن أكثر من 40 جريحاً بينهم نساء وأطفال.
واعتبر ليبراليون أمريكيون أن قرار الشركات النفطية الأمريكية الكبرى “ايكسون موبيل” و”شل” و”شيفرون” و”توتال” الدخول بكل ثقلها لاستعادة الهيمنة على ثروة العراق النفطية من دون مناقصات، أمر يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الشعب العراقي، ويؤكد الآن ان سبب غزو العراق الحقيقي واحتلاله هو السيطرة على أكبر احتياطي نفطي في العالم. وخصصت صحيفة “نيويورك تايمز” واسعة الانتشار افتتاحيتها أمس (الأحد) للحديث عن “فضيحة باتت رائحتها تزكم الأنوف” وتهدد بإشعال الشكوك ومشاعر الكراهية وسط الرأي العام العراقي والعربي تجاه الولايات المتحدة.
وكشفت أن هذه الشركات الأربع إضافة الى “بريتش بتروليم” دخلت مؤخراً المرحلة النهائية من محادثات ضاغطة مع الحكومة العراقية، ليعود الخماسي رسمياً الى سوق النفط العراقية الذي طرد منها منذ ما يزيد على 36 عاماً عقب تأميم القطاع. ويثير حصول هذه الشركات على عقود الاذعان والأمر المباشر، دون المرور بإجراءات الشفافية المعتادة مثل المناقصات المفتوحة، المزيد من علامات الاستفهام والشكوك حول هذه التعاقدات الجارية الآن في غياب قانون حاكم للنفط وتوزيع الثروة.
وفيما تتسارع عملية توقيع الأكراد لعقود استغلال النفط في اقليم كردستان العراق وجدت الشركات النفطية الأمريكية في ظل سيطرتها ولو في إطار تقديم مشورات فنية لفترة محدودة (لعامين) فرصة كبيرة للحصول وبلا منافسة على عقود طويلة الأجل وهو الأمر الذي أخرج جريدة مثل “نيويورك تايمز” عن طورها لتصف افتتاحيتها هذه التعاقدات بأنها ستكون تعاقدات شرعية في حالة واحدة وهي أن تكون قد أتت في ظل الإعلان عن مناقصات مفتوحة وشفافة، إلا أن الحادث حالياً يثبت العكس تماماً لا سيما مع فشل البرلمان العراقي في اصدار قانون النفط وتوزيع الثروة وسط جدل عراقي حول ما اذا كان ينبغي السيطرة على صناعة النفط من قبل الحكومة المركزية أو عن طريق الحكومات المحلية في الأقاليم العراقية المختلفة.
ويأتي تصاعد الانتقادات لادارة بوش وللحكومة العراقية على السواء بسبب هذه الفضيحة في وقت بات ارتفاع أسعار الوقود هاجساً أساسياً لدى المواطن الأمريكي العادي، إلا ان ذلك الأمر الذي يتزامن مع اقتراب موعد مغادرة بوش وادارته كان يجب حسب منتقديه ألا يتم بهذه الصورة الفجة، حيث اتهم هؤلاء بوش ونائبه ديك تشيني ومن ثم ادارته بمحاولته تقديم هدية وداعية للشركات النفطية الكبرى التي تعد مع كبريات شركات السلاح الأمريكية حليفاً أساسياً بواقع المصالح لتوجهات هذه الادارة منذ وصولها للبيت الأبيض.
من جهة أخرى كشفت مصادر أمريكية وعراقية أن الرئيس الأمريكي عقد مؤتمراً عبر الدائرة المغلقة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشأن التزام الطرفين استكمال مفاوضات التوصل إلى اتفاقية أمنية استراتيجية. وكشفت المصادر أن واشنطن ترفض منح العراق حق الفيتو على أي عملية عسكرية قد تشنها القوات الأمريكية، كما ان عدد القواعد العسكرية التي يريدها الأمريكيون في العراق مازال مثار خلاف مع العراقيين. بيد أن وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري أكد ان المحادثات ستستمر لأن الموقف الأمريكي يتميز بالمرونة.
وقالت المصادر انه في حال الفشل في التوصل إلى اتفاق فسيعود الأمريكيون إلى مجلس الأمن لتمديد تفويضهم احتلال العراق.
حنان البدري
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد