نصر الله: عملية التبادل ستشمل كل الأسرى اللبنانيين
أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله انه منذ اللحظة الأولى لبدء المفاوضات مع اسرائيل حول عملية تبادل الأسرى كان الهم الانساني الذي يعني عودة الأسرى وكشف مصير المفقودين وإعادة الأجساد الطاهرة الى تراب الوطن هو هدف حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية.
وأضاف السيد نصر الله في مؤتمر صحفي اليوم نقلته قناة المنار ان عملية التبادل ستشمل إعادة كل الأسرى والمعتقلين اللبنانيين وفي مقدمتهم عميد الأسرى العرب واللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار وماهر كوراني وحسين سليمان وخضر زيدان ومحمد سرور وكل أجساد الشهداء الذين دخلوا من لبنان سواء كانوا لبنانيين أم فلسطينيين أم عرباً وما زال العدو يحتفظ بأجسادهم ورفاتهم خصوصاً الذين فقدوا عام 1982 أو قبله ولدينا لوائح بوجود شهداء من العام 1978 ويقدر عدد الشهداء بنحو المئتين.
وأوضح السيد نصر الله أن المسؤول عن مرجعية هذه المفاوضات هو الأمين العام للأمم المتحدة الذي كلف مسؤولاً ألمانيا لمتابعتها مشيراً إلى أن الحكومة الألمانية بذلت جهداً خلال المفاوضات وفي بعض مراحل التعقيد الصعبة كانت تتدخل لمصلحة الوسيط الألماني لحل بعض العقد.
وأكد السيد نصر الله أن مسؤولي حزب الله الذين كانوا يفاوضون حول عملية تبادل الأسرى هم أصحاب كفاءة عالية جداً وخبرة وإخلاص وجدية ولديهم تجربة من خلال كل عمليات التبادل السابقة خصوصاً مع الوسطاء الألمان الذين بذلوا أيضاً جهداً كبيراً وعقدوا لقاءات مطولة لساعات. وأضاف السيد نصر الله انه في يوم التبادل سيتحدد مصير محمد فران الصياد الذي اختفى في الناقورة مع قاربه الذي وجد وفيه بقعة دماء بشكل قاطع ونهائي وبالنسبة الى بقية المفقودين تقرر أن تعطى معلومات عنهم واعتقد أننا سنتمكن من حسم عدد كبير من ملفات المفقودين.
وقال الأمين العام لحزب الله نستطيع القول إننا أنجزنا كامل المهمة وسنعيد كل الأسرى اللبنانيين وكل رفات الشهداء وجمعنا المعلومات ما أمكن عن كل المفقودين وإذا تم ذلك فهذا يعني إغلاق الملف بكامله.
وأضاف السيد نصر الله أنه سيوجه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة يتحدث فيها عن الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال ويخص بالذكر النساء والاطفال والمرضى والحالات الصعبة للمأسورين على غير وجه حق مشيراً الى ان الامم المتحدة والمجتمع الدولي لم يحركا ساكناً بهذا الخصوص وان الامين العام للامم المتحدة التزم بتحريك موضوع الاسرى العرب.
وقال السيد نصر الله نحن قبلنا بهذا الاتفاق ونعتبره إنجازاً كبيراً في الحد الادنى واعلن بشكل رسمي ان الاتفاق مقبول من طرفنا ومنجز ونسير بكل الترتيبات التنفيذية وتم الاتفاق على الآليات التنفيذية وبقي الجدول الزمني وأعتقد أنه سيتقرر ذلك في اليومين المقبلين وخلال فترة أسبوع أو أسبوعين سيكون الموضوع منجزاً.
وقال نصرالله: أبارك بهذه المناسبة للبنانيين جميعاً هذا الانجاز والانتصار وأتمنى ان يعتبر كل اللبنانيين ان هذا الانجاز هو انجازهم ونصرهم ونحن لا نريد الاستفادة من هذا النصر في أي معادلة داخلية وأتمنى ان يقدر اللبنانيون أهمية هذا الانجاز لأنه إذا أتمه الله يكون لبنان هو أول دولة عربية في الصراع العربي الاسرائيلي تنهي ملف الأسرى بعد أن أنجز تحرير كامل التراب الوطني باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وان مصير المفقودين سيحسم بشكل نهائي.
وأشار السيد نصر الله الى أن كل ذلك حققته المقاومة اللبنانية دون مفاوضات وتنازلات وقيد وشرط وهذا انجاز وطني وقومي كبير جداً موضحاً ان هذا الانتصار على العدو الاسرائيلي هو انتصار لكل المقاومة ولمشروعها ولكل حركات المقاومة في المنطقة والعالم العربي ولكل عربي ومسلم ولكل صاحب ضمير حر في هذا العالم ولكل من لديه مشاعر إنسانية تتألم للمظلومين.
وقال الامين العام لحزب الله أتمنى أن تكون هذه المناسبة وطنية جامعة موحدة وفرصة للم الشمل وفرصة للقاء مجدداً لأنه في الحقيقة إذا استحضرنا هذا التاريخ النضالي والمقاوم الوطني للكثير من الجماعات والفصائل والأحزاب ستكون هذه فرصة عظيمة لتحقيق هذا الهدف.
واضاف السيد نصر الله انه امام قدسية وعظمة هذا الانجاز الذي صنعته دماء الشهداء أعلن وكذلك الأخوة في قيادة حزب الله انفتاحنا السياسي المطلق على أي لقاء أو اجتماع سياسي تحت أي عنوان وأي إطار إذا كان يساعد في لم الشمل وجمع الكلمة وترميم الوحدة الوطنية وتكريس السلم الأهلي وتجاوز المرحلة السابقة في لبنان مع ما فيها من حساسيات وأحقاد وضغائن والتباسات داعياً كل اللبنانيين للاحتفال بهذه المناسبة في عرس وطني حقيقي يجمع الجميع.
وفي رده على أسئلة الصحفيين قال السيد نصر الله: إن همنا هو تحرير الارض وليس لدينا أي مشكلة والتجربة تقول ان الدبلوماسية لا تستطيع تحرير الأرض لكن إذا كانت الدبلوماسية تحرر أرضاً فنحن لا نمانع لأن هذا الأمر يوفر شهداء وتضحيات فهؤلاء الشهداء فلذات أكبادنا وليسوا مرتزقة جاؤوا من أماكن مقابل أجر مالي معين.
وأضاف أن تحرير مزارع شبعا هو هدفنا وإذا خرج الاسرائيليون في يوم من الايام سيكون يوماً سعيداً جداً بالنسبة إلينا وسنحتفل بذلك وأقول أنه إذا كان هناك أحد في العالم يتحدث عن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا فلأن في لبنان مقاومة مسلحة ولولا هذا السلاح لن تعود مزارع شبعا أو أي شبر من الارض اللبنانية.
وقال السيد نصر الله لا نمانع ان تخرج اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وتصبح تحت سيادة الامم المتحدة لكن لن نعتبر هذا الامر تحريراً كاملاً وإنما تحريراً منقوصاً لأن التحرير الكامل هو ان تعود الارض الى السيادة اللبنانية. وحول خرائط الالغام اكد السيد نصر الله ان اسرائيل قدمت خرائط في وقت سابق على ان هذه الخرائط هي كل ما لديها لكن هذه الخرائط لم تكن كافية والآن الامم المتحدة هي المعنية بهذا الموضوع.
وقال السيد نصر الله انه ليس لدى حزب الله أي خشية من أحد ونحن جاهزون لأي استراتيجية دفاعية مشتركة عن لبنان وتحرير الاسرى وحتى تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وإذا انجز ملف التحرير يبقى لدينا ملف ثان هو الدفاع عن لبنان ويجب على اللبنانيين مناقشته لأن هناك خروقات وتهديدات إسرائيلية وأطماعاً اسرائيلية في المياه وهناك موضوع اللاجئين الفلسطينيين ومجموعة ملفات لا تزال عالقة بين لبنان واسرائيل وهذا يعني ان لبنان يبقى في دائرة التهديد ونحن كلبنانيين حكومة وشعباً يجب ان نعرف كيف ندافع عن بلدنا في مواجهة التهديد والاعتداء والأطماع فهذه هي الاستراتيجية الدفاعية التي أتحدث عنها ونحن جاهزون لمثل هذا النقاش وبالتالي إذا كان هناك منطق يقول انه يمكننا ان ندافع عن بلدنا بوسيلة أخرى وليس هناك داع للمقاومة ولا لسلاحها ليس لدينا مشكلة ونحن لم نقل يوماً إن مقاومتنا أبدية وإننا نتمسك بسلاحنا الى أبد الآبدين وإنما قلنا ان المقاومة بتشكيلها ومقاوميها وسلاحها يؤدون وظيفة وطنية واخلاقية وانسانية كبرى.
وطالب الامين العام لحزب الله بانتخابات نيابية مبكرة منتقداً محاولات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تأجيل الانتخابات النيابية عن موعدها.
من جهة أخرى انتقد السيد نصر الله قرار بريطانيا اعتبار الجناح المسلح لحزب الله منظمة إرهابية ووضعه على لائحة المنظمات الارهابية موضحاً ان هذا القرار غير مفاجئ أبداً لأنه صدر عن دولة مؤسسة للكيان الصهيوني صاحبة وعد بلفور وشريك رئيسي في اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وقيام دولة اسرائيل الغاصبة عليها.
وأضاف السيد نصر الله ان قرار الحكومة البريطانية وكل القرارات التي تصدر عن المستعمرين والغزاة والمحتلين لفلسطين والعراق والمهيمنين على بلادنا وعلى خيراتنا بحق حركات المقاومة سواء في لبنان أم فلسطين أم العراق أم أي مكان من العالم نعتبرها شرفاً ووساماً على صدورنا وشهادة لنا أننا في الموقع الصحيح وأننا مع شعوبنا وخياراتها ومصالحها.
وأوضح السيد نصر الله ان توقيت قرار الحكومة البريطانية هو توقيت مشبوه لأن موضوع تبادل الأسرى يأخذ حيزاً كبيراً ليس فقط في العالم العربي بل في الغرب أيضاً وعملية التبادل تثبت مجدداً وتقدم صورة حضارية وانسانية عن المقاومة في لبنان وعن احترام هذه المقاومة للإنسان وقيمته وكرامته عندما ترفض أن يبقى أحد من أبناء وطنها أسيراً في السجون وحتى عندما تصر على استعادة رفات الشهداء وكشف مصير المفقودين فهذا يعني ان هذه المقاومة لها قيمة إنسانية راقية وقيمة حضارية عالية ومن أجل ذلك مطلوب في هذه اللحظة أن تصدر بريطانيا الراعي الأول والدائم للكيان الصهيوني هكذا قرار لتحاول ان تقدم صورة مختلفة عن ذلك.
وأكد السيد نصر الله أن الايام والاشهر والسنوات المقبلة والعقود المقبلة ستشهد ان كل حملات التجني على المقاومة وخيارها والمقاومين ستذهب أدراج الرياح.
في هذا الصدد أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان واضحا كعادته في رؤيته ومواقفه الوطنية منوهاً بالروح القيادية الجامعة التي عبر عنها في مؤتمره الصحفي بتأكيده أن تحرير الأسرى مناسبة وطنية وفرصة للم الشمل واللقاء مجدداً ودعوته اللبنانيين جميعاً للاحتفال بها.
وقال ميقاتي في تصريح له: إن السيد نصر الله فتح الباب أمام حوار لبناني داخلي لتجاوز المرحلة الماضية ولم الشمل الوطني واضاف أنه ينبغي على جميع الاطراف اللبنانية تلقف هذه المبادرة والتلاقي في منتصف الطريق لبلورة حل شامل للقضايا الخلافية والانطلاق بروح وطنية أصيلة لمعالجة المشكلات التي يعاني منها لبنان.
وأعرب ميقاتي عن الأمل بأن تشهد الأيام القليلة المقبلة تلاقياً بين الإرادات اللبنانية في حكومة وحدة وطنية تطوي معها صفحة الماضي بكل تداعياته.
بدوره أكد رئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب مصطفى علي حسين أن عملية تبادل الأسرى بين المقاومة الوطنية اللبنانية والعدو الصهيوني تعد استكمالاً للانتصار الذي حققته المقاومة على هذا العدو في عدوانه على لبنان صيف العام 2006.
وقال النائب حسين في تصريح اليوم إن استعادة الأسرى يؤكد صدق الوعد الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله بعدم ترك الأسرى في سجون الاحتلال ويدحض بشكل واضح وصريح كل ادعاءات وافتراءات الذين حاولوا النيل من المقاومة.
من جهته نوه الشيخ نصر الدين الغريب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان بعملية تبادل الأسرى التي أنجزتها المقاومة الوطنية اللبنانية التي حررت ببطولاتها جنوب لبنان وتصدت للعدو الاسرائيلي الغاشم.
وقال الشيخ الغريب بعد لقائه وفداً من مركز بيروت الوطن برئاسة الدكتور زهير الخطيب.. إن تاريخ لبنان هو تاريخ المقاومة والبطولة لا الذل والاستزلام.
واعتبر الشيخ الغريب إن عودة المناضل سمير القنطار مع رفاقه المجاهدين ليعرف من راهن على أمريكا وغيرها أن المقاومة هي حق مكتسب لكل لبناني.
من جهته أكد الخطيب أن الأيام والوقائع أثبتت أهمية المقاومة وضرورة الحفاظ عليها عنصر قوة للبنان واللبنانيين.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد