مومباي تلتقط أنفاسها وباكستان تدعو الهند للاعتدال
مع إعلان السلطات الهندية أنها قتلت آخر المسلحين المتحصنين في أحد فنادقها، التقطت مومباي صباح أمس أنفاسها، وبدأت تلملم جراحها، بعد اكثر من يومين من المواجهات الدامية، أسفرت عن سقوط 195 قتيلا بينهم 27 أجنبيا (منهم 9 “إسرائيليين” و5 أمريكيين)، إضافة إلى 295 جريحاً، فيما تم إنقاذ 610 أشخاص كانوا محتجزين كرهائن، وفق حصيلة أعلنها مكتب إدارة الكوارث ومسؤولون أمنيون في المدينة، في وقت دعت باكستان جارتها الهند إلى الاعتدال، وأكدت استعدادها للتحرك ضد أي مجموعة إرهابية إذا قدمت نيودلهي الأدلة المطلوبة.
وقال حسن غفور مدير شرطة مومباي، بعد ستين ساعة تقريبا على شن الهجمات، إن “كل العمليات انتهت. وقتل كل الإرهابيين”، موضحاً أن تسعة مهاجمين قتلوا في عمليات القوات الخاصة وتم توقيف آخر، كما لقي 15 من عناصر قوات الأمن حتفهم. وتأكد مقتل ما لا يقل عن 27 أجنبيا من قبل حكوماتهم، وهم تسعة “إسرائيليين” وخمسة أمريكيين وفرنسيان وأستراليان وكنديان وبريطاني وسنغافورية وياباني وإيطالي وتايلاندية وألماني، إضافة إلى مواطن من جزر الموريشيوس.
دبلوماسياً، نفت إسلام أباد أي تورط في هذه الهجمات، وبدلت موقفها بعد انتقادات وجهها جنرالات الجيش الى الحكومة، وقررت عدم إرسال رئيس أجهزة استخباراتها كما كانت أعلنت من قبل، وأرسلت ممثلاً عن هذه الأجهزة للمساعدة في التحقيقات حول الهجمات. وتعهدت، في المقابل، بالتحرك ضد أي “مجموعة” متمركزة على أراضيها إن أعطت الهند دليلا على تورطها في الهجمات. وكانت مصادر عسكرية باكستانية ذكرت أن وزير الشؤون الخارجية الهندي براناب مخيرجي اتصل بمسؤولين باكستانيين بارزين ووجه إليهم تهديدات. ونقلت تقارير إخبارية عن المسؤولين الباكستانيين انهم رأوا في هذه التهديدات كما لو أن الهند ترغب في تصعيد الوضع بين الجانبين.
من جهته، دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الهند إلى عدم “الرد بطريقة مبالغ بها” على تلك الهجمات، متعهدا باستخدام أقصى قدر من الشدة في حال ثبت تورط باكستاني فيها. وفي الأثناء، ذكرت مصادر بريطانية أن وزير الخارجية ديفيد ميليباند بحث مع نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس في اتصال هاتفي سبل التهدئة بين الهند وباكستان.
إلى جانب ذلك، قدّم الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما تعازيه إلى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ خلال اتصال هاتفي، وأكد أن المسؤولين عن هذه الاعتداءات الدامية لن يزعزعوا “عزم التحالف العالمي” على التصدي للإرهاب، ولن ينجحوا في إفشال الديمقراطية الهندية.
وأكد الرئيس الامريكي جورج بوش دعم بلاده الكامل للهند، معتبراً ان “الارهاب لن تكون له الكلمة الاخيرة”.
وقال في كلمة له بالبيت الأبيض “نتعهد بتقديم دعم الولايات المتحدة الكامل للهند في سياق تحقيقها حول هذه الهجمات واحالة المذنبين الى العدالة والحفاظ على نمط عيشها الديمقراطي”، وأضاف ان “الادارة تراقب عن كثب الوضع في الهند منذ الأربعاء”.
وتشتبه اجهزة مكافحة الارهاب الامريكية بأن مجموعة متمركزة في كشمير قد تكون جماعة “عسكر الطيبة” دبرت اعتداءات مومباي في الهند.
وقال أحد مسؤولي الأجهزة ل”فرانس برس” “الأمر يتخطى كون بعض خصائص الاعتداءات تطابق نوع العمليات التي قامت بها في الماضي مجموعات قادمة من كشمير”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد