مواد كيميائية استهلاكية تسبب السرطان
كشفت دراسة حديثة لمعهد الأبحاث الطبية بالعاصمة التشيكية براغ عن خمسة أنواع من المواد الكيميائية التي تحيط بنا وتدخل إلى الجسم بشكل روتيني مسببة أمراضا خطيرة منها السرطان والضعف الجنسي والتغير السلوكي غير الطبيعي للجسم عبر الخلل بالجهاز المناعي.
وبموجب تلك الدراسة فإنه من الصعب تجنب تلك المواد التي يتم استهلاكها بشكل يومي، وتدخل في طبيعة أغلب المواد المصنعة مثل المواد الغذائية والملابس والأثاث ومستحضرات التجميل والأطباق، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية التي تستخدم بالمنازل والحقول الزراعية حيث يوجد على الأقل نوع أو أكثر من تلك المواد الكيميائية في كل بيت بالعالم.
وحسب الدراسة التي شاركت فيها مختبرات رئيسية في التشيك ومختصون وخبراء فإن بعض الأجسام التي تم فحصها تبين أنه يوجد فيها أكثر من 50 ملوثا كيميائيا، دون أن يعي حاملو هذه الملوثات أنهم معرضون في أي لحظة للإصابة بالأمراض القاتلة.
وصنفت الدراسة هذه المواد الكيميائية ضمن المواد الأكثر خطورة على الصحة. وهذه لمحة مختصرة عنها:
مادة "بي بي أ"
هذه المادة مقاومة للحرارة وغير قابلة للكسر تدخل للجسم عن طريق استخدام العلب البلاستيكية والزجاجات التي يتم وضع حليب الأطفال فيها وكذلك استخدام المعدات الكهربائية وحشوات الأضراس.
ووجدت مادة "بي بي أ" في 93% من الناس الذين تطوعوا للفحوص وظهرت في البول، وتتسبب هذه المادة حتى بالكميات الضئيلة في الإصابة بسرطان الثدي والبروستات ومرض السكري والربو واضطرابات النمو وتؤثر سلبا على الجنين عبر تناول الأم لهذه المادة.
وحسب الدراسة فإن بعض الدول مثل كندا احتجت على الشركات التي تقوم باستخدامها وأجبرتها على تدوين هذه المادة الكيميائية على غلاف منتجاتها من أجل التحذير منها.
وللحد من دخولها في الجسم تنصح الدراسة بتجنب غلي العلب البلاستيكية والزجاجات أو صب الماء المغلي فيها ويجب تفضيل الخضراوات والمواد الطازجة والمجمدة على المعلبات لاحتوائها على مواد حافظة تكون هذه المادة الكيميائية ضمن محتوى العلبة كما يجب التخلص من الأواني البلاستيكية التي تم استخدامها لمدة طويلة، ونتيجة تنظيفها المستمر تعرضت لخدوش في قعرها ينتج عنه زيادة من نسبة تسرب تلك المادة للجسم.
مادة فتالاتي
وتستخدم في علب الشامبو وبخاخات الشعر والصابون وطلاء الأظافر والعطور ومستحضرات التجميل والأنابيب الطبية.
مادة "بي أف أو أ"
تستخدم في الأواني التي لا يلتصق بها الطعام وكذلك في صنع الملابس التي لا تتأثر بالنار والأثاث المنزلي مثل السجاد وغيره وهي مؤثرة بشكل فعال عندما تنبعث منها الغازات السامة بعد تعرضها لدرجات عالية من الحرارة.
مادة فورمالديهايد
وهي عديمة اللون ولها رائحة كريهة، وتشكل خطورة على أصحاب الحرف مثل النجارين حيث يستخدمونها في إلصاق ألواح الخشب وضغطها، وكذلك توضع في الأسمدة وتدخل إلى الجسم عن طرق الرئتين وجهاز الهضم.
مادة "بي بي دي ي"
تستخدم في إخماد الحرائق، وتدخل في صناعة الأجهزة الإلكترونية والتلفزيونات وعزل الأسلاك وتنتشر في الغبار الملوث وتدخل عن طريق الأكل والتنفس إلى الجسم.
ومن أجل التخفيف من أثرها يفضل تنظيف البيوت بشكل دوري من الغبار والانتباه للمنتجات التي تستخدم بكثرة هذه المادة.
الطبيب بيتر دوبيشيك رئيس الأجهزة التحليلية في مستشفى نافرانتيشكو ببراغ قال للجزيرة نت إن الفحوص عبر الأجهزة الحديثة تحدد بدقة نسبة وأنواع الملوثات الكيميائية التي تبقى بالجسم، "وقد تم رصد أنواع جديدة منها تلك التي جاءت بالدراسة وبنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة لدى نسبة تصل 91% ممن خضعوا للفحوص قبل وأثناء العلاج بالمستشفيات".
وإضافة إلى تلك المواد السامة أشار دوبيشيك إلى مادة "دي دي تي" التي منع استعمالها عام 1973 بعد ثبوت خطرها على حياة الإنسان وتسببها في بعض السرطانات، حيث تعمل تلك المواد الكيميائية على تخريب الخلايا وتضر بشكل رئيسي بالجهاز المناعي مما يسبب لاحقا ضعف الجسم وسهولة تغلغل الأمراض فيه والإصابة بالسرطان الذي يعالج اليوم بإخضاع المريض لجلسات يتم عبرها التخفيف بشكل كبير من الملوثات الكيميائية في جسمه قبل الدخول في المراحل والخطوات الرئيسية بطريقة العلاج المقدم للمريض.
أسامة عباس
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد