مواجهات البارد مستمرة وعائلة العبسي تتهيأ لنبأ قتله
تجددت الاشتباكات بين عناصر فتح الإسلام والجيش اللبناني أمس الأربعاء، حيث شدد الجيش قصفه على مواقع تحتلها عناصر مسلحة معلنا استيلاءه على مواقع جديدة للتنظيم بعد قتال عنيف اندلع الثلاثاء بين الطرفين على المدخل الشمالي للمخيم.وسقط أحد مواقع فتح الإسلام سقط في أيدي الجيش كما تحركت وحدات عسكرية في اتجاه موقع آخر داخل المخيم.
وقال مصدر عسكري إن الجيش سيطر على موقع رئيسي لفتح الإسلام في الجانب المطل على الساحل من المخيم، بينما أشار بيان للجيش إلى "انتزاع مواقع جديدة من المسلحين وإجبارهم على الفرار منها".وقال مصدر في الجيش أن ثلاثة جنود قتلوا الاثنين وأنه لم يتم الإبلاغ عن خسائر خلال مواجهات الثلاثاء.
وفقد الجيش اللبناني 60 عسكريا منذ اندلاع المواجهات مع فتح الإسلام يوم 20 مايو/أيار الماضي وسقط عدد مماثل من جماعة فتح الإسلام إضافة إلى مقتل 20 مدنيا على الأقل.
في هذه الأثناء اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان السلطات اللبنانية بسوء معاملة مدنيين هاربين من المعارك الدائرة بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام في مخيم نهر البارد للاجئين شمالي البلاد.وقال بيان للمنظمة إن الجيش احتجز البعض من المدنيين دون سبب أو أساء معاملتهم خلال استجوابات أجراها معهم. ونقل عن لاجئ فلسطيني في الـ21 من العمر أنه تعرض للضرب خلال أربعة أيام من الاعتقال والاستجوابات، وقال آخر "هددوني بأن يقطعوا أصابع رجلي بسكين إن لم أتكلم".
وأشار فلسطينيون آخرون إلى أنهم تعرضوا لسوء المعاملة والضرب بأعقاب البنادق. وطالبت المنظمة الحكومة اللبنانية بالتأكد من أن الفلسطينيين لا يتعرضون لسوء المعاملة من القوى الأمنية.
وأكدت المسؤولة بالمنظمة سارة ليا ويستون أن "من حق القوات اللبنانية استجواب فلسطينيي نهر البارد حول فتح الإسلام، إلا أن اللجوء إلى العنف الجسدي يناقض من دون شك القانون اللبناني والمعايير الدولية لحقوق الإنسان".وأضافت ويتسون أن "فلسطينيين يريدون مغادرة نهر البارد لكنهم يبقون فيه خوفا من تعرضهم للضرب على يد الجيش".وفر أكثر من 300 مدني من المخيم منذ الأحد، ولا يزال يوجد فيه حوالي ثلاثة آلاف مدني لم يتمكنوا أو لم يرغبوا بمغادرته، علما أن عدد سكانه الأصليين كان 31 ألفا.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة طالب أمس بضرورة إخلاء المدنيين الذين لم يغادروا نهر البارد بعد، داعيا إلى الحذر من إمكان انتقال عناصر فتح الإسلام واستغلالهم عملية الإخلاء، "حتى لا تنتقل الأعمال الإرهابية إلى خارج المخيم".
من جهة أخرى أكد عبد الرزاق العبسي شقيق زعيم فتح الإسلام شاكر العبسي أن عائلته "تتهيأ لنبأ مقتله".وقال شقيق العبسي"نحن نعلم أنه قد يقتل، لذا نحن متهيئون لسماع هذا النبأ"، واصفا الطريق الذي اختاره أخوه بأنه "خطر جدا" وليس فيه "مخرج ممكن".وأضاف العبسي أن شقيقه "اختار طريق التشدد الديني بسبب الإحباط الذي يعاني منه أكثر مما هو عن قناعة". يشار إلى أن شاكر العبسي محكوم عليه بالإعدام في الأردن بتهمة المشاركة في اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي عام 2002، كما أنه كان مسجونا في سوريا ثلاث سنوات.وأفادت مصادر أمنية لبنانية بأن الجيش اللبناني "صادر أوراق من منزل زعيم فتح الإسلام شاكر العبسي في ضواحي المخيم قبل أن ينسف المنزل".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد