منشورات سورية 10: والورد إذا تفتّح

الجمل ـ عمار سليمان علي

منذ عشرة أشهر وجماعة 15 آذار ومرشدهم القطري يدعون لإيقاف الحل الأمني العسكري واللجوء لحل سياسي...
هل انشقاق العميد مصطفى الشيخ, ولجوءه لتركيا, وتشكيله مجلساً عسكرياً لقيادة العمليات بالتنسيق مع المنشق الآخر رياض الأسعد, وهل تصريحات أمير قطر اليوم عن إرسال قوات عربية إلى سوريا... هل هذا كله حل سياسي أم عسكري؟؟!!
يبدو أنهم جميعاً مقتنعون أن حل الأزمة أمني عسكري, ويتفقون بهذا مع توجّه النظام الذي عبّر عنه أمس الدكتور البوطي بشكل واضح بقوله: الإرهاب الإجرامي يحتاج لإرهاب عقابي!
وبكلمات أخرى: كما أنه لا يفلّ الحديد إلا الحديد, فكذلك لن يفلّ الإرهاب إلا الترهيب!!
***
بما أن حمد صرّح عن اقتراحه بإرسال قوات عربية إلى سوريا
فعلينا أن نبحث عن "البسوس" التي سيخترعونها أو سيعيدونها للحياة!!
***
عام 2008 قال وزير خارجية مصر الأسبق أحمد أبو الغيط:
"سنكسر رجل كل فلسطيني يجتاز الحدود"
طبعاً هي قمة المهزلة وذروة الانحدار أن نستشهد بأبو الغيط... ورغم الفارق الكبير والخلاف الجوهري في الحالتين, إلا أنه لو قام وليد المعلم أو فيصل المقداد اليوم بتقليد أبو الغيط بكلامه, فأنا معهما... طبعاً مع "كامل الأسف لأي نقطة دم عربية تراق على الأرض السورية" على حد تعبير البيان الصادر عن الخارجية السورية اليوم, والذي قصد, بطريقة فائقة الدبلوماسية, أن يقول: سنكسر رجل كل جندي عربي يجتاز الحدود السورية!!
 ***
تنسيقة إدلب تدعو إلى "جدولة ساعات الإضراب"!
تعبير مبتكر وفكرة خلاقة.. والحق يقال!
لكن هل تعمم الفكرة ونرى التنسيقيات تدعو إلى جدولة ساعات الخطف والقتل والتفجير والتخريب؟!
ويا ريت يكون مع سولد, بما أننا في موسم سولد!!
***
أسوأ خيار في المعركة هو الانسحاب.. حتى لو استشعرت الخسارة..
رسالة لمن يحكمون على أنفسهم بالنفي الطوعي خارج الوطن, بعدما استشعروا خسارة فريقهم وأدركوا فشل رهاناتهم, وإن صعب عليهم الإقرار بذلك... وآخرهم حازم نهار وإياد شربجي... والحبل على الجرار...
***
"إسرائيل" تفكر بإيقاف مفاعل ديمونة النووي
فهل تقتدي بها جماعة 15 آذار وتوقف "حراكها" الناتووي؟!
***
عندما تسمي جماعة 15 آذار جمعتها جمعة "دعم الجيش السوري الحر"
فهذا مؤشر واضح على الضعف والهزال والترنح في أداء ذلك "الجيش الحر"
خاصة وأنهم قبل أسابيع سمّوا إحدى جمعهم جمعة "الجيش الحر يحمينا"
فإذا كان حاميهم بات يحتاج إلى دعمهم, فليثقوا أن دعمهم لن يقوّي حاميهم,
وليعلموا أنهم, وكل حُماتهم, في ضعفهم.. يعمهون!!!
***
تارة يقولون: الشعب بدون ذاكرة!
وتارة أخرى يقولون: الشعب ذاكرته قوية! ولأنه يتذكر مآسيه القريبة فلا يمكن أن يقع في أتون الحرب الأهلية!
ربما! لكن لا يجوز أن يقول الثانية من قال الأولى! كما أن التعميم لا يجوز!
فماذا عن الذاكرة البعيدة للبعض التي تصر على أن تستحضر جميع صراعات التاريخ القذرة, ولا يريد أصحابها أن يخرجوا من ميدانها القميء, حتى ولو اضطرهم الأمر إلى تفجير "الميدان"؟!
***
ثبت بالتجربة العربية "العتيدة" أن أول وأهم ما تحتاجه اللجنة الوزارية العربية "العتيدة" هو حبر أصلي, غير مغشوش, تكتب به بياناتها "العتيدة".. وذلك لكي لا تتبدل الكلمات وتنزاح من أماكنها "العتيدة"!!
رجاء ما حدا يسألني شو يعني "العتيدة"؟!
***
مدّدوا لغليون
وفي التبريرات تمنيات "مبطنة" بأن يصبح بعد التمديد بقامة الرئيس بشار!
لكن ألم يلاحظوا أنه يوماً إثر يوم, وعلى عكس قوانين الطبيعة جميعها, تقصر قامته, وقامة مجلسه, وقامة رفاقه في 15 آذار حتى غدوا أقصر من جماعة 14 آذار نفسها التي بلغت سن الحضيض منذ زمن؟!
***
لا يحتاج الخطاب إلى تحليل محللين يحتاجون هم أنفسهم إلى تركيب!
***
رموز 15 آذار يتقاطعون في تعليقاتهم على خطاب الرئيس باستنتاج أنه "مقدمة لحمام دم" وإن بتعابير مختلفة..
لا أدري كيف وأين وجدوا في الخطاب ما يدل على هذا الاستنتاج, وإن قصدوا كلامه عن "الضرب بيد من حديد" فكل الدول تضرب الإرهاب والتخريب بيد من حديد, وليس في هذا أي جديد!
لذلك لا أرى في تقاطعهم وتقاطرهم على هذا الاستنتاج, وفي الإصرار على تكراره, إلا تغطية على ما يريدون جر البلد إليه من حمامات دماء!
فليغلقوا حماماتهم الدموية ولينظفوا قلوبهم السوداوية... وستصبح سوريا بلون الياسمين!
***
ذكر الكاتب الإسلامي المصري المعروف فهمي هويدي في مقالة له في صحيفة "السفير" اللبنانية أن الدكتور يوسف القرضاوي استشهد بقصة النبي موسى وأخيه هارون، التي وردت في القرآن الكريم، حين غاب موسى عن قومه فأغراهم أحدهم ـ السامري ـ بعبادة العجل فعبدوه. وهو ما فاجأ سيدنا موسى عند عودته، فنهر أخاه وأنَّبه جراء ذلك ـ لكن الأخير رد عليه قائلا «يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي» (سورة طه: 94). وحسب هويدي فقد أورد القرضاوي القصة في حديثه عن فقه الموازنات، حيث وجد أن هارون آثر أن يسكت على عبادة العجل ــ رغم أنها من قبيل الشرك ــ كي يحافظ على وحدة قومه ويتجنب فتنتهم. وهى الحجة التي قبل بها النبي موسى ولم ينكرها. إذ وجد وجاهة في الإبقاء على وحدة قومه، وذلك هدف جليل، رغم مروق بعضهم وعبادتهم للعجل من دون اللـه. (السفير عدد الثلاثاء 10 كانون الثاني 2012)
***
يحدث أن تنشق الأرض
لكي تبتلع من عليها
ويحدث أن تنشق الأرض
لكي تطلع منها سوريا!
***
كما تكونون يولّى عليكم
ولشعب عظيم رئيس عظيم
***
والورد إذا تفتّح
والأسد إذا تنحنح
إن دمشق لتفرح
وإن الكلاب لتنبح
***
تقول حكمة/نصيحة أوغاريتية قديمة:
(لا تشتر الثور في الربيع)
للعلم: الثور اسم جنس لكل من الثور والثورة!
والربيع لا يكون دائماً أخضر, خصوصاً جداً جزيلاً في بلاد العرب!
***
تقول حكمة/نصيحة أوغاريتية قديمة:
(لا تشتر الثور في الربيع)
للعلم: الثور اسم جنس لكل من الثور والثورة!
والربيع لا يكون دائماً أخضر, خصوصاً جداً جزيلاً في بلاد العرب!
***
لا وقت للحب
لا وقت للفن
لا وقت للشعر
لا وقت للموت
لا وقت للحياة
لا وقت للفرح
لا وقت للحزن
لا وقت للمرح
لا وقت للعب
لا وقت للوقت...
وقتي كله لكِ
لكِ وحدكِ
وحدكِ أنتِ
يا ســوريــا
***
قديماً قالت العرب: أحمق من الحَمَام.
ذلك أنه يضع بيضه على أعواد الشجر فيسقط بعضه وينكسر!
وحديثاً أثبت "حميماتية" 15 آذار أنهم أحمق من الحَمَام نفسه,
ذلك أنهم منذ عشرة أشهر, ما فتئوا يحلقون في أجواء "الرومانسية الثورية", ويطيرون في فضاء "الأحلام الوردية", ويضعون بيضهم أثناء تحليقهم وطيرانهم, فيقع كله على أرض الواقع وينكسر وينكسر وينكسر وينكسر!!! عفواً على ما يبدو علّق الشريط!!!
***
الرمادي هو الأكثر عرضة للتحول لرماد!
من القانون الأساسي للألوان السياسية
***
يا "ربيع"
ما أبردك!!
كأنك "بريطاني"
ولستَ عربياً!!
وحتماً حتماً لست ربيعاً!!!!
***
مع الأنظمة هرمنا خلال عشرات السنين...
وهذا تطور طبيعي...
مع المعارضات والانتفاضات هرمنا خلال أشهر...
وهذه شيخوخة مبكرة!!!
***
كلما سمعتُ كلمة "الديمقراطية"
لا أعرف لماذا تقفز إلى ذهني الدودوة الشريطية!!!
هل هو فقط التشابه ببعض الحروف؟ أم الخلفية المهنية؟ أم ثمة تشابهات أخرى خفية؟!
***
حيث تخفق النهضة, وترتبك الحداثة, ويتعثر التنوير, وتتهافت الثقافة, ويتسطح الفكر, ويهبط الفن...
لا يمكن, ولا يحتمل, ولا يُبرَّر ولا يعقل, ولا يجوز أن يرتجى, ولا يُنتظَر ولا يُؤمَل... أن تنجح الثورة!!
***
قبل أكثر من ألف عام كتب الجاحظ رسالته الساخرة "التربيع والتدوير" عن رجل مفرط القصر ويحسب أنه مفرط الطول..
فيا ليته كان بيننا اليوم ليكتب لنا بأسلوب أكثر سخرية وكاريكاتيرية, رسالة "التدوير والتربيع" عن الشتاء الذي يحسبونه الربيع, وينتفخ أصحابه كالفقاقيع!!
***
أكبر أعداء الفيسبوك
ليس الأنظمة
ولا الحكومات
ولا أجهزة الرقابة
ولا المخابرات
بل الكهرباء!!
فهل هو صراع الحضارات لكن بصيغة أخرى؟؟!
يعني بين منتَجَات الحضارة, وليس بين صنّاعها ومستهلكيها!!
***
اخشوشنوا فإن النعم قد تتأخر في طريق العودة!
***
المبالغة في الحداثة وما بعد الحداثة
لا تختلف عن العودة إلى الجاهلية وما قبل الجاهلية!!
***
الشاعر الثرثار
لا يحتاج لتابوت كبير
يناسبُ لسانه
الأطول والأشأم من لسان الغراب
فاصنعوا له تابوتاً صغيراً جداً
يتسع فقط لقلبه
المليء بالنعيق والخراب!!
***
من يستبدل اتحاد الكتاب العرب (على سيئاته وعواهنه وعرسانه وجمعته) برابطة الكتاب السوريين..
هل سيتورع عن استبدال الجامعة العربية (على سيئاتها وعواهنها ونبيلها وحمدها).. أو سوريا الكبرى (على عظمتها).. برابطة الدويلات السورية؟!
يا للبؤس! بل يا للعبث!! بل... يا للثقافة!!
***