مناقشات الجلسة الأولى لمؤتمر حوار الأديان بالدوحة
شهدت اليوم الجلسة الأولى من مؤتمر الدوحة السادس لحوار الأديان نقاشا جادا حول مبدأ المسالمة في الديانات السماوية، وتطلب الأمر من المشاركين في الجلسة استدعاء مفاهيم السلم والسلام من النصوص الدينية، والتطرق لبعض المسائل الحساسة المتعلقة بالانتهاكات التي تقوم بها المجموعات الدينية والإساءة لعقائد الآخرين.
وكان من أبرز المتحدثين في الجلسة الدكتور جوزيف كامينغ الذي تطرق إلى فضيحة أبو غريب معتبرا أنها لا تمثل الدين المسيحي، وطرح مسألة التنازع الذي يعتري الإنسان الجاني في مثل هذه المواقف، فبحسب قوله فإن أحد المتهمين البارزين في قضية أبو غريب كان قد كتب في إحدى رسائله وقبل ظهور مسألة أبو غريب "المسيحي الذي في داخلي يعلم أنه لا يجوز أن أفعل ما فعلت، ولكن الشرطي في داخلي يحب أن يجعل الرجل الكهل يبول في سرواله".
وأضاف كامينغ مدير برنامج المصالحة في مركز الإيمان والثقافة بجامعة يل الأميركية أن المسلمين الذين يمارسون العنف تتنازعهم مثل هذه المشاعر، معتبرا أن مفتاح الحل هو حبّ الله وحب الجار وهو ما اجتمعت عليه الديانتان المسيحية والإسلام.
- وتطرق كامينغ أيضا إلى مسألة مجدي علام الذي عمده بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بنفسه في مارس/آذار من العام الجاري، وقال كامينغ إن ما يراه المسلمون إساءة يرى فيه المسيحي هداية وخيرا للإنسان في الدنيا والأبدية.
وأشار إلى أن المسلمين أيضا يجتهدون لدعوة المسيحيين للإسلام ولا يرون في ذلك فعل كراهية بل فعل محبة ويرون في الإسلام فعل هداية ونور، ودعا من هذا المنطلق إلى إدراك وجهات النظر المختلفة والتطبيق العملي بين الاحترام والحرية، ورأى أن هذا سيساهم في حل كثير من النزاعات بشأن العديد من المواضيع ومنها مسألة مجدي علام وكيف نحترم ضميره واختياره وكيف نحترم الإسلام، وكذلك مسألة الرسوم المسيئة وغيرها.
وعقب رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب على ما طرحه كامينغ رافضا تبريره لما فعله البابا، وقال الطيب إن هناك عددا من الشخصيات المعروفة قد أسلمت مثل المفكر الفرنسي روجيه غارودي والدبلوماسي الألماني مراد هوفمان ورغم ذلك لم يحتفل بهم المسلمون، متسائلا من هو علام حتى يحتفي به البابا إذا لم يكن الاحتفاء موقفا من الإسلام؟
- ودعا الطيب إلى المقارنة بين سياسات وإرهاب دول وليس أفراد، مؤكدا أن ما جاء بالرئيس الأميركي جورج بوش ومن معه إلى العراق هو التفسير الديني الذي في ذهنه، وأن ما حصل ويحصل في فلسطين هو نتيجة تفسير لنصوص التوراة ليس إلا.
ووجه الطيب خطابه إلى الكنيسة قائلا إن ما يقرب من 14% فقط في أوروبا يؤمنون بالله، وختم حديثه متسائلا "أليس أولئك أولى بأن تعملوا على هدايتهم؟".
والجدير بالذكر أن المؤتمر سيستمر حتى مساء غد الأربعاء وتشارك فيه مجموعة من رجال الدين والعلماء والباحثين من الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية.
شفيق شقير
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد