من يخطف البعث
بيان التحالف السوري العلماني:
هل باتت العلمانية تهمة يُفصل معتنقوها من حزب البعث الذي أسسه كوكبة من مفكري سوريا العلمانيين ؟! وهل يسمح النظام الداخلي للحزب بفصل أي من أعضائه من دون تنبيه او إنذار أو تحقيق أو حتى الإطلاع على تاريخه الغني بالعمل الوطني قبل ارتكاب فعل الفصل ؟!
بعد حديث الرئيس بشار الأسد الإيجابي عن خصوصية العلمانية السورية وعدم تعارضها مع الإيمان، فوجئنا بإقدام مكتب التنظيم في القيادة المركزية لحزب البعث بفصل تسعة من أعضائه (بسبب الانتماء إلى مايسمى التحالف السوري العلماني ) ! وقد رأينا في القرار عملا تعسفيا يسيء إلى تاريخ الحزب وإلى الرفاق المنتمين إليه، كون العلمانية إحدى مواصفات البعث عبر تاريخه الوطني الطويل.. كما يسيء إلى شركاء البعث من الأحزاب العلمانية في الجبهة الوطنية التقدمية.. إذ في الوقت الذي ينحو فيه بعض أعضاء قيادة الحزب المركزية إلى شرعنة عمل (الرفيقات القبيسيات) في التبشير بين نساء سورية، وفي الوقت الذي يتحالف "الاتحاد الوطني لطلبة سورية" مع "الفريق الديني الشبابي" ويفتح له بوابات جامعاتنا للتبشير الديني بين أبنائنا، فإنهم يمنعون بقية الأحزاب العلمانية في الجبهة التقدمية من النشاط بين الطلبة !؟
وياتي استغرابنا من هذه الخطوة العدائية تجاه تحالفنا الوليد كوننا أكدنا منذ بياننا الأول على أننا نعمل تحت مظلة مجلس الشعب بالتعاون مع نواب علمانيين يرغبون بتفعيل المجلس وتعميق علاقة النواب بناخبيهم، كما اكدنا أننا لسنا حزبا سياسيا وإنما تحالف وطني اجتماعي تنويري يهدف إلى ترميم النسيج الاجتماعي السوري وتحسين حياة المواطنين وتنمية علاقة المؤسسات الوطنية معهم بحيث يشاركون في إنتاج مستقبلهم كفاعلين وليس كمتفرجين.
هذا وقد أعلن بضعة آلاف من العلمانيين من مختلف القوميات والطوائف والتيارات السياسية السورية انضمامهم إلى تحالفنا، ونتوخى أن تكون خطواتنا مدروسة وغير متسرعة، بالتكافل والتشاور والتنسيق مع مجموعة المنضمين إلى تحالفنا، حسب ما أوضحناه في برنامج عملنا الذي لا يتعارض مع نهج أحزابنا العلمانية بقدر ما يعززها ويعيد تفعيلها، حيث نرى أن العلمانية قد تجذرت في شيفرة السوريين منذ الاستقلال، وهذه الشيفرة المؤصلة هي التي ساهمت في بناء الجمهورية وجابهت قيام الخلافة والدولة الإسلامية في سورية والعراق، وهي الأمينة على حماية البلاد من أخطار الدين السياسي، لهذا وجب علينا رعايتها وسقايتها حتى تغدو شجرة تكلل كل البلاد .
إننا في "التحالف السوري العلماني" ننظر بعين الريبة من ميل بعض أعضاء قيادة البعث إلى أسلمة الحزب عبر تحالفاته الأخيرة التي أثارت استهجان عدد كبير من قواعده، وتجلى ذلك خلال معركة قانون الأوقاف التي تحالف فيها العلمانيون السوريون معا لمنع أسلمة مؤسسات الدولة، بينما وقفت بعض قيادات الحزب ضدنا، إلى أن حسم الرئيس بشار الأسد الأمين العام لحزب البعث الأمر بإلغاء المرسوم 16 والموافقة على تعديل وحذف 26 مادة من قانون الأوقاف الجديد .
في الختام نذكر شرفاء الحزب بوصيّة الإخونجي مروان حديد لجماعته: "لا تواجهوا قطار البعث كي لا يأخذكم بطريقه .. ادخلوا من العربة الأخيرة حتى تصلوا إلى القاطرة الأولى وحينها تستطيعون السيطرة على الدولة.."
نقف إلى جانب المفصولين ظلما من حزبهم ، ونطالب بتحقيق معلن يكون لهم فيه حق الدفاع عن موقفهم، كما نهيب بمن تبقى من علمانيين في قيادة البعث بإعادة النظر تجاه "تحالف العلمانيين السوريين" حتى لا يناقضوا تاريخهم ويقلقلوا عظام الآباء المؤسسين في قبورهم .. سورية المبتدى وسدرة المنتهى
نبيل صالح: الناطق باسم التحالف السوري العلماني
إضافة تعليق جديد