من سينقذ القابون الصناعية من الزوال ؟

12-02-2019

من سينقذ القابون الصناعية من الزوال ؟

حرب لا دماء فيها هي تلك المندلعة بين الحكومة السورية و فريقها الاقتصادي من طرف و صناعيي منطقة القابون الصناعية من طرف أخر ،فقرار محافظة دمشق بإزالة القابون الصناعية في إطار قرار تنظيم مناطق جوبر و القابون و برزة و تجميل مدخل دمشق الشمالي و نقل مصانعها إلى منطقة عدرا الصناعية كان شرارة تلك الحرب .

 رفض الصناعيون ذلك القرار ورفعوا شعار ” بدنا القابون بالقانون ” متسلحين بالقانون والدستور والمرسوم الجمهوري..

فالمنطقة أسست بمرسوم جمهوري منطقة صناعية والدستور يمنع استملاك العقارات إلا بالتعويض العادل بسعر السوق..

والقانون يمنع تنظيم المنظم والمنطقة منظمة بمخطط تنظيمي حديث فالقانون يقف إلى جانبهم و عدم تضرر المنطقة الصناعية أيضا بالقدر الكافي لازالتها .

ومنذ ذلك الحين عقدت عدة لقاءات و اجتماعات بين الصناعيبن و الحكومة السورية حيث طلب رئيس الوزراء عماد خميس في أحدى الاجتماعات تقييم الأضرار و تسجيل أسماء الصناعيين الراغبين بالعودة لترميم معاملهم في المنطقة المذكورة .

تقييم الأضرار الذي أجراه مهندسون من نقابة المهندسيين جاء لصالح الصناعيين فأكثر من 95%من المنشأة تراوحت سلامتها الانشائية بين 90% و 100% و ستكون جاهزة للعمل بعد اصلاحات بسيطة و أبدا الصناعيون استعدادهم لإصلاح معاملهم بأسرع وقت بانتظار تزويد المنطقة بالكهرباء و المياه من قبل الدولة و منح تراخيص ترميم لهم .


وقام وفد وزاري كامل برئاسة رئيس مجلس الوزراء بزيارة المنطقة ووعد بتوفير الكهرباء والماء والبنية التحتية بالكامل ليعود إليها الصناعيون بتاريخ ٢١/٦/2018 إلا ان الوعود تغيرك لاحقا .

وبتاريخ ٢٦من شهر تموز تفاجئ الصناعيون بإصدار التوجه بالتنظيم وإخلاء المنطقة لتنظيمها علما أن جميع الصناعيين بدء بالترميم بناء على وعود الحكومة وصرفت عشرات الملايين وعند إصدار التوجه في وسائل الإعلام تم سحب ٦ محولات طاقة كهربائية فورا من المنطقة لكي تكون خالية من الكهرباء ولمنع أي صناعي من العمل وتم توجيه البلدية بالكشف اليومي على المنطقة لمنع أي صناعي من اعمال الترميم مهددة بالإغلاق بالشمع الأحمر

كما تم هدم شركة المغازل والمناسج لرفع نسبة الدمار بالمنطقة وهي قائمة بنسبة ٦٠٪؜ وهي من أعرق شركات الغزل والنسيج في سوريا تعود للعام ١٩٤٧ وملاكها ١٠٠٠ عامل ولليوم انقاضها مازالت بمكانها ولم يتم ازالتها..


ويتضمن القرار أيضا هدم أعرق شركة غزل ونسبج في سوريا وهي شركة الخماسية والتي تعمل بكامل كادرها لليوم ولم تتوقف وهي الشركة الوحيدة التي تنتج القطن الطبي والشاش..


و على الرغم من تقرير نقابة المهندسين إلا ان الحكومة مازالت مصرة على هدم تلك المعامل العريقة التي بقيت تعمل لعشرات السنين و تشكل ماركات صناعية اشتهرت بها سورية عموما و دمشق خصوصا و من أهمها :


– صناعة أفضل وأفخر أنواع الجوارب بالشرق الأوسط في القابون الصناعية وأشهرها السماح وكنزي وحواء وغيرها العشرات


– اعرق الصناعات البلاستيكية والميلامين وأجودها وكانت فخر الصناعة والجودة..


– معمل كراش للمشروبات الغازية من اعرق الصناعات الدمشقية وكان فخر للصناعة السورية وهو رمز من رموز القابون الصناعية واسم المنطقة كان يسمى على اسمه.. كتلة كراش الصناعية.


– اقدم المطابع الدمشقية و التي كانت توفر الدفاتر والكتب و ومستلزمات المدارس والمطبوعات الثقافية والدعائية والتي كانت تتوفر بدمشق بأقل الاسعار ولم يكن المواطن بحاجة لقرض لشرائها لاولاده.


– اعرق الصناعات النسيجية الدمشقية انطلقت من القابون الصناعية منذ أكثر من ٥٠ عام.. و بياضات ولحف وشراشف وقماش وتريكو ويتجاوز عددها ال٢٠٠ معمل نسيجي وكان مصدر موادها الأولية من المصانع العامة للغزل مثل اللاذقية وجبلة وحماه للغزل.. وجمعيها كانت تصدر لجميع دول العالم أفضل المنسوجات ومنها انطلقت سمعة القطن السوري من أفضل اقطان العالم..إضافة لأبناء مختار العقاد للصناعات النسيجية من أقدم واعرق المعامل في سوريا التي تعتبر تراث دمشقي تاريخي.. أول من صنع قماش الدامسكو والبروكار التي لبسته ملكة بريطانية وتفتخر سورية بهذه الصناعة عالميا..


– أهم مراكز توزيع وتغليف وصناعة المشروبات الغازية والعصائر في سوريا.. من معمل عصير فروتي و مركز مندرين وعصير بونجورنو وغيرها العشرات.. كانت توزع وتخدم مدينة دمشق وتكاليف النقل كانت منخفضة لقربها من المدينة مما يؤثر على سعر التكلفة والسعر الاستهلاكي.


– معامل الدبش وشمس وشرف من اعرق الأسماء الدمشقية لصناعة السخانات والخزانات قديما”.. وحديثا” والطاقة الشمسية والغسالات والبرادات وغيرها .


تصميم الحكومة على هدم المنطقة الصناعية أثار العديد من إشارات الأستفهام حول الأسباب على الرغم من الخسائر الكبيرة التي سيتكبدها الصناعيون إن هدمت معاملهم فالإنتاج سيتأخر 5 سنوات على الأقل و سترتفع تكلفة الانتاج عندما سيعاد إنشاء تلك المعامل في منطقة عدرا الصناعية التي تعاني من سوء الخدمات و تعرضت لفيضان في أول الشتاء الحالي


“م ع “احد صناعي القابون الصناعية كتب معلقا على القرار ” نحن أصحاب المعامل للصناعات النسيجية غير قادرين حاليا بعد سبع سنوات من الحرب الانتقال إلى أي منطقة بسبب الارتفاع في كلفه العمار والمده الزمنية الطويله . الأفضل البقاء في معاملنا والنهوض بالصناعة السوريه وتشغيل الأيدي العامله الفقيره وعوده التصدير كما كان قبل 2011 ”


تدمير القابون الصناعية سيسبب توقف 750 منشأة عن العمل و خسارة 20 ألف عامل لوظائفهم و هدر المليارات من الليرات تكلفة الهدم و اعادة الاعمار.


علما أنه تم اقتراح عدة حلول من الصناعيين للمحافظة لتنظيم المنطقة ونقل الشارع العام بدل نقل كافة المصانع إن كان الهدف تجميل مدخل العاصمة وترخيص طابقين لكل بناء تعود ربحيتها للمحافظة وتساوي اكثر من ٣٠٠ مليار لتجميل المنطقة والابنية والشوراع بقسم من هذا المبلغ إن كان الهدف ربح مادي من التنظيم


فهل سيجد الصناعيون من يقف لجانبهم و ينقذ معاملهم أم أن لجرافات الحكومة رأي أخر

 

 



آسيا-عمر أوشار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...