معارك ريف درعا تتسع، «داعش» يستنسخ تجربة دير الزور
اتخذت المعارك في ريف درعا منحى تصاعدياً، مع انتقال التوتر إلى الريف الشرقي بعد أسابيع من القتال في الريف الغربي، وكذلك مع تكريس التفجيرات الانتحارية كإحدى أهم أدوات المواجهة بين الفصائل بعضها بعضاً، وهو ما ينذر بأن الفصائل المحسوبة على تنظيم «داعش» تطبق نفس التكتيك الذي استخدمه في محاربة خصومه في دير الزور في العام 2014.
ونجا النقيب المنشق جهاد قطاعنة، قائد «ألوية العمري» من كبرى الفصائل في درعا، من محاولة اغتيال في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي، من قبل شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، حيث فجر أحدهما نفسه، فيما لاذ الثاني بالفرار.
وتعد هذه العملية الانتحارية الثالثة التي تحدث في محافظة درعا منذ حوالي أسبوعين، لكنها الأولى بريف درعا الشرقي، فيما حدثت العمليتان السابقتان في الريف الغربي على خلفية المعركة الدائرة بين الفصائل وبين «شهداء اليرموك» و «حركة المثنى».
وقد أثار تتالي العمليات الانتحارية، خلال فترة قصيرة، مخاوف الناشطين في المحافظة، إذ رأوا فيها استنساخاً للأسلوب الذي اتبعه تنظيم «داعش» في السيطرة على معاقل خصومه في المنطقة الشرقية. لاسيما أن العملية الأخيرة جاءت في ظل عجز الفصائل عن وقف تقدم فصيلي «اليرموك» و»المثنى» الأمر الذي اعتبره النشطاء دليلاً على إمكان وجود تقاعس متعمد، قد يكون سبباً في وقوع الجبهة الجنوبية بين براثن «داعش» الذي تشير معلومات عديدة أنه يزج بتعزيزات كبيرة في منطقة اللجاة بهدف تصعيد الموقف في درعا.
لكن «داعش» المهزوم حديثاً في مدينة تدمر، يواجه المزيد من التحديات في مناطق سيطرته، خصوصاً في ريف حلب الشرقي الذي تزداد المؤشرات على أنه قد يكون ساحة المواجهة المقبلة بينه وبين «قوات سوريا الديموقراطية»، التي تضع نصب عينيها أن تكون شريكاً أساسياً في أي معركة كبرى تستهدف محافظة الرقة، مستندة على التشكيل الفسيفسائي في تركيبتها، ووجود عرب وتركمان وسريان في صفوف مقاتليها، الأمر الذي يمنع حدوث حساسيات عرقية في حال تقدمها نحو الرقة.
وقد قتل في غارات التحالف الدولي في محيط منبج بريف حلب الشرقي قائد ميداني في «داعش» يدعى أبو الهيجاء التونسي، حسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي ظل عدم إمكانية التأكد من صحة ذلك، فقد كان لافتاً أن «المرصد» وصف التونسي بأنه «مرسل من قبل أبي بكر البغدادي لقيادة العمليات العسكرية في ريف حلب الشمالي الشرقي». ومن المعلوم أن أبي الهيجاء التونسي متواجد في ريف حلب منذ بداية العام 2014 ويعتبر من قيادات الصف الثالث في التنظيم، وعمل لفترة من الزمن تحت قيادة أبو مجاهد الروسي في نفس المنطقة.
إلى ذلك، أعلن «جيش الإسلام» أنه رمى منشورات تحذيرية فوق العاصمة دمشق باستخدام طائرة من دون طيار، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الخرق لأجواء العاصمة من قبل أي فصيل «ثوري» آخر. وقال المتحدث باسمه حمزة البيرقدار إن المقاطع المصورة للعملية ستنشر في وقت قريب.
وفي خطوة تحمل الكثير من الآمال، عاد الجنديان الشابان راغب وسوف ومحمود البيروتي إلى منزليهما في مدينة طرطوس، يوم أمس، بعد عملية تبادل خرجا بموجبها من معتقلات «جيش المعتز بالله» في درعا، بعد أن قضى الأول ثلاث سنوات والثاني أربع سنوات، وذلك مقابل إطلاق سراح ستة معتقلين، بينهم خمسة نساء. وهي عملية التبادل الثانية التي تجري بين الجيش السوري من جهة و «جيش المعتز» من جهة ثانية، حيث تمت عملية التبادل الأولى في كانون الأول الماضي.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد