مصرع باســاييف فــي غــروزني
استطاعت القوّات الخاصّة الشيشانيّة أمس، النيل من القائد الميداني المتمرّد، «الأمير»، رستم بساييف، في العاصمة غروزني أمس، بعد عملية لرجال الأمن تحت ستار التحقّق من وثائق إثبات الهوية. وبدلاً من إبراز أوراقه اختبأ بساييف في شقة قريبة وتبادل إطلاق النار مع رجال الشرطة، حيث نجح قبل موته في قتل اثنين منهم وجرح ثالث.
وقال وزير الداخلية الشيشاني رسلان ألخانوف، الذي قاد العملية شخصياً وأشرف عليها الرئيس الشيشاني رمضان قادروف، إنه تمت مصادرة مسدس بكاتم للصوت من مكان الحادث، مشيراً إلى أن المسدس استخدم لقتل عناصر من الشرطة في الشيشان وجمهورية إنغوشيا المجاورة أخيراً. وأضاف أنّ «بساييف وشقيقه عادا من أوكرانيا إلى الشيشان بعد القضاء في 7 تموز الماضي على أمير غروزني يونس أحمدوف بهدف الانتقام من رجال الشرطة الذين قتلوه».
ويُذكر أن بساييف كان مقرّباً من زعيم الانفصاليين الشيشانيين دوكو عمروف، الذي أعلنه المسلّحون في عام 2006، «رئيساً» لما يُسمى جمهورية «إتشكيريا» (الشيشان) بعد مقتل سلفه عبد الحليم سعد اللايف، الذي خلف الرئيس الشيشاني السابق أصلان مسخادوف، والذي قتل أيضاً على أيدي القوّات الفدرالية الروسية في 9 آذار 2005.
ويشارك عمروف منذ بدء أولى الحربين الشيشانيتين في عام 1994، في أعمال حربية ضدّ القوّات الفدرالية الروسية. وفي عام 2006، بعد مقتل القائد الميداني البارز شامل بساييف، أجرى عملية إعادة تنظيم شامل لبنية التنظيم السرّي المناهض لروسيا في شمال القوقاز. وكان رستم بساييف حينها يبلغ من العمر 35 عاماً وبطلاً رياضيّاً في المصارعة الحرّة.
وفي السياق، كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه في موسكو الأربعاء الماضي، أنّ غالبية المواطنين الروس كفّوا عن النظر إلى ما يجري في الشيشان على أنّه حرب. ومع ذلك فهم لا يزالون يرون أن هناك توتراً ما في شمال القوقاز، ولا يتوقعون تحسناًَ ملحوظاً في الوضع هناك. وقال 41 في المئة من المستطلَعين، إنّهم يرون أن الشيشان لا تزال تشهد حرباً. وانخفضت نسبة هؤلاء من 74 في المئة في عام 2003. فيما يرى 37 في المئة منهم أنّ الحياة في الشيشان تعود إلى طبيعتها السلمية.
والسلطات الشيشانية تبذل جهوداً للملمة جراح البلاد، التي مزّقتها الحروب منذ عام 1990، ووضعت خطة سياسية أمنية اجتماعية واقتصادية شاملة بهدف إعادة السلام إلى ربوع هذه الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز، حيث تخلّى آلاف المقاتلين الشيشان عن السلاح وانخرطوا في الحياة السلمية.
وتمكنت السلطات الشيشانية بتمويل من الحكومة المركزية الروسية من إعادة إعمار غروزني وإعادة بناء مئات من المدارس والمستشفيات، وكذلك عشرات المصانع بهدف الحد من البطالة، التي لا تزال تثقل كاهل الاقتصاد.
إلى ذلك، اختُتم في 23 تموز الجاري في مدينة غوديرميس الشيشانية المنتدى الدولي «الإسلام: دين السلام والإبداع»، الذي كرّس لذكرى رئيس جمهورية الشيشان الراحل أحمد قادروف، الذي اغتيل في 9 أيار 2004، في وقت أصبحت فيه مسألة مواجهة التطرف السياسي والديني الموضوع الرئيس.
حبيب فوعاني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد