مخزن بمطار بغداد يتحول مأوى قسريا لضحايا الاتجار بالبشر

05-12-2008

مخزن بمطار بغداد يتحول مأوى قسريا لضحايا الاتجار بالبشر

تحوّل مخزن مهجور في مطار بغاد الدولي إلى مسرح يجسّد مأساة عمّال فقراء من آسيا وأفريقيا وجدوا أنفسهم محاصرين بلا أمل بسبب الاتجار بهم.

في هذا المخزن، ولمدة شهور طويلة، ينام كلّ أربعة على سرير واحد دون غذاء ولا أموال بعد أن جلبتهم شركة كويتية إلى البلاد التي يهزها العنف، بعد أن أمضوا عقود عمل لمصلحة شركة أمنية متعاقدة مع البنتاغون، ليكتشفوا ساعة وصولهم أنّه لا وجود لتلك الوظائف.

وأبلغ من جلبهم إلى العراق، هؤلاء اليائسين-وهم من الهند وبنغلاديش ونيبال وسريلانكا وأوغندا- أنّ الوظائف بانتظارهم مع شركة KBR المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية عبر شركة كويتية تدعى "نجلاء لخدمات التموين."

وتلقت من جلبهم إلى العراق مبالغ تتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار من كلّ واحد من العمّال لجلبهم إلى "الإلدورادو" الجديدة، مما دفع الكثير منهم إلى بيع مزارعهم وممتلكاتهم من أجل الفوز بالحظّ الموعود.

لكن بمجرد وصولهم إلى بغداد، وضعت "نجلاء الكويتية" 1000 منهم في مخازن بالمطار 600 منهم في مخزن واحد، يحاصرهم حراس أمن يحملون بنادقهم صوبهم.

داخل تلك المخازن توجد حمامات ولكنها غير صالحة للاستخدام وهذا وحده يلخص الظروف التي تركوا فيها لمواجهة مصيرهم.

وبعد أن طرحوا أسئلة حول تأشيراتهم ووضعهم القانوني في العراق، وبعد أن عبّر الكثير منهم عن رغبته في العودة لبلاده أو من المكان الذي جاء منه، واجهوا الحقيقة المرة التالية: لا أموال لديهم حتى لإطعام أفواههم الجائعة.

وسألنا بعضا منهم عن موقف حكوماتهم فردّوا "لا شيء لا شيء" مضيفين أنهم كلما حاولوا الاحتجاج إلا وأطلق حراسهم النار في الهواء لفرض الانضباط بينهم.

ورفض مسؤولو "نجلاء" الردّ على الأسئلة الصحفية لكن مكتب الشركة في العراق قال إنّ "الوضع تحت السيطرة" وتتمّ معالجته.

وقال عدد من الأوغنديين إنّ الشرطة العراقية قيّدتهم واعتدت عليهم بالضرب "لقد قالوا لنا: إذا كنتم هنا من أجل الولايات المتحدة، فسنريكم الفرق بين الحكومة الأمريكية والحكومة العراقية. دعونا نرى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعدكم" وفق ما قال أحدهم.

ورفضت الشرطة العراقية التعليق على هذه الادعاءات.

وفي الوقت الذي كان فيه هؤلاء يتحدثون لكاميرا الصحافة، تقدّم شخص يتولى مسؤوليتهم وهدّدهم بإغلاق المخزن من دونهم وتركهم خارجه إذا رفضوا الدخول في غضون دقيقتين.

والمؤشرات تؤكد أنّ KBR ليست لها علاقة بتعيين هؤلاء العمّال، وأبلغنا أنه ليس من سياستها التصرف غير الأخلاقي، مشددة على أنّ المتعاقدين معها يلتزمون قبل كل شيء بميثاق عملها ويتلقون تدريبات بشأن الاتجار بالبشر.

وأضافت أنه عندما علمت باحتمال أن يكون الأمر متعلقا بالاتجار بالبشر، عملت على "معالجة الملف ونقله إلى السلطات المسؤولة."

في الأثناء أيضا، يعاني عمّال أجانب آخرون من وضع مشابه خارج المطار، بعد أن تخلى عنهم من جلبهم للعراق.

ويعيش هؤلاء على ما يجود به عليهم زملاؤهم العراقيون بعد أن اختفى من جلبهم عن الأنظار.

وقال عدد منهم إنّه تمّ حجز جوازات سفرهم وأضاف آخرون إنه تمّ اقتطاع صفحات التأشيرة من تلك الجوازات.

وأضافوا أنّ بارقة أمل تبدو أمامهم بعد أن اتصل بهم موظفون تابعون للأمم المتحدة.

وقالت المنظمة الدولية إنّها على علم بوضع هؤلاء وهي بصدد البحث عن حلّ لهم.

وشدّد متحدث باسم الجيش الأمريكي على أنّ الجيش يأخذ حقوق الإنسان على محمل الجدّ وأنه بصدد النظر في ملف انتهاك حقوق هؤلاء، في الوقت الذي حجزت فيه الحكومة العراقية جواز مسؤول شركة "نجلاء" إلى حين التوصل لحلّ.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...