محمد رجب يغوص في وحول عالم العشوائيات

02-02-2009

محمد رجب يغوص في وحول عالم العشوائيات

يستعد المخرج السوري محمد زهير رجب لتصوير مسلسل تلفزيوني جديد بعنوان «شو بيبقى من الرواية» من كتابة أسامة العوابدة ورامي بارة، وبطولة مجموعة من نجوم الدراما السورية واللبنانية، مثل أسعد فضة وعبد الهادي الصباغ ونبيلة النابلسي وأمل عرفة وإلسي فرنيني وأحمد الزين. 
عن هذا العمل يقول رجب: «يدخل المسلسل في تفاصيل الحياة اليومية للمجتمعات المعدمة، فيسلط الضوء على مشاكلها وأحلامها ورؤاها، إذ يبدو لنا اختراق هذه التجمعات السكنية أمراً ضرورياً لمعرفة ما يدور فيها من أحداث وآلام وانكسارات. وتتقاطع أحداث المسلسل بين سورية ولبنان، حيث يقترب من أجواء حرب تموز 2006 بالإيحاء، وآثار هذه الحرب في هذين المجتمعين».
كيف؟ يجيب رجب: «من خلال بطلنا الذي يصور فيلماً وثائقياً عن هذه الحرب، ويتعرض لإصابة تسبب له عجزاً جنسياً دائماً تكون له دلالاته وأبعاده الرمزية الكفيلة بتغيير مجرى حياته بالكامل».
ويضيف: «لدينا أيضاً في المقابل الفتاة المقموعة التي لا تتمتع بمواصفات الجمال، ما يولّد لديها الرغبة في إقامة علاقة حب خارج الزواج. وليست هذه الفتاة حالة منفردة بالطبع، فهي تعيش مع الخالة زوجة الأب، وسنشهد على أخيها من أبيها وهو يرتكب جريمة قتل بحق شاب يدعي أنه أفقدها عذريتها. وبعد وقوع الجريمة وبدء المحاكمة القضائية سنكتشف أن الشاب المقتول هو مصور الأفلام الوثائقية العاجز جنسياً نفسه، وسنكتشف بالتدريج أن الخالة أجبرت الفتاة على أن تفقد عذريتها بنفسها كي يتسنى لها أن تفبرك براءة ابنها الذي يفترض في هذه الحالة أنه ارتكب الجريمة دفاعاً عن الشرف».
وعما إذا كانت هذه المعالجة الدرامية للعمل تحظى بشيء من الميلودراما الاجتماعية، يقول المخرج: «لا شك في إن الميلودراما هي أحد خطوط العمل، ولكن في المقابل سنجد خطوطاً درامية واقعية تطرح قضايا مهمة وتبحث في حلولها، وهي قضايا الجوع والفقر والحرمان، وما تسببه هذه الغيلان الثلاثة إن صح التعبير من اجرام وفساد وانحلال خلقي وتطرف أحياناً».
ويضيف رجب: «إن هذا المسلسل، ومن دون ادعاء، يعي تماماً وجهته، وهو يسلط الضوء على حالات تجب معالجتها، كما يحمل بطياته تنبؤات إلى حد ما عن مستقبل لن يكون كما نريد في حال لم نعالج مشكلات هذه العشوائيات».
ويشير المخرج الى ان مجموعة أسباب أدت الى انتشار هذه العشوائيات وتناميها في شكل مخيف حول بعض المدن العربية الحديثة في النصف الثاني من القرن العشرين، أهمها «الاحتكار والاستغلال والفساد والرأسمالية الطفيلية والجهل». ويرى أن الدراسات المتخصصة حول هذه العشوائيات والتي تؤكد انفتاح العلاقات الاجتماعية بعكس ما هو متصور عنها انما تؤكد أيضاً إن «هناك هامشاً لنشوء علاقات مكبوتة في أي مجتمع، وهي سترتبط هنا بثنائية الفقر والجوع، ما يعني انتشاراً للتطرف والانحلال والجريمة. وفي حكم أن عشوائياتنا تنتمي إلى مجتمع شرقي، فإما أن تقوى العقيدة فيها لتصل إلى مرحلة التطرف، وإما أن تضعف وتصل إلى الإجرام. فنحن مجتمعات روحية تكوّن العاطفة الأساس في بنائها الفكري والإيديولوجي».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان مسلسله الجديد يدرج في سياق موضة العشوائيات التي بدأت تزدهر في سوق الدراما السورية يقول رجب:«لا أدعي أنها موضة، ولا أقبل أن تسمى كذلك. فهي ليست مواضيع يريد هذا المنتج أو تلك الفضائية تقليدها والسير على منوالها. إنها قضايا اجتماعية ملحة في كل أنحاء العالم العربي، لأنها تلامس عمق حياته اليومية وتفاصيل بنيته الفكرية».
وعن مغزى الإعلان عن «شراكة استراتيجية» بين شركة «الهاني السورية للإنتاج الفني» التي يتسلم فيها رجب مسؤولية المدير الفني وبين «تلفزيون أبو ظبي» كما أعلن عنها أخيراً في مؤتمر صحافي مشترك في العاصمة السورية، يقول رجب: «هي محاولة لخلق حال تعاون انتاجي للوصول بالأعمال السورية الدرامية إلى مستوى جيد انتاجياً وفنياً، وهي لا تمثل احتكاراً من أي نوع، فشركة «الهاني» تتمتع بالحرية الكاملة في اختيار مواضيعها والأعمال التي تنفذها وستنفذها في المستقبل».

فجر يعقوب

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...