مجلس الأمن ينقسم حول لبنان والسفير الأمريكي يهدد حزب الله
تابع المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد استخدام لغة التهديد والوعيد في مواجهة «حزب الله» وحلفائه، والتلويح بالقيام بتحرك لم يحدده في مجلس الأمن الدولي، ردا على ما وصفه بـ«الاستخدام غير الشرعي للقوة من قبل حزب الله ضد المؤسسات الحكومية والشعب اللبناني».
وبرغم أن خليل زاد كان قد قال أمس الاول أنه يتوقع أن يبدأ المجلس تحركه أمس لإصدار قرار أو بيان رئاسي بشأن لبنان، فإن الأمور اقتصرت حتى الآن على مشاورات تجرى على مستوى الخبراء بقيادة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا التي ترأس المجلس للشهر الحالي، للبحث في التحرك المحتمل.
وقال عضو في البعثة الفرنسية أنه برغم أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير طالب المجلس بإصدار قرار يدعم الحكومة اللبنانية ويدين تحركات «حزب الله»، «فمن غير المؤكد إمكان إصدار قرار مماثل» مضيفا أنه سيتم الاكتفاء غالباً ببيان رئاسي لا يختلف في محتواه عن البيان الذي أصدره المشاركون في المكالمة الهاتفية التلفزيونية التي بادرت اليها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس وضمت ممثلين لما يعرف بمجموعة «أصدقاء لبنان».
وتابع الدبلوماسي الفرنسي أن النقاش الدائر بين أعضاء مجلس الأمن الذين يعملون على صياغة القرار، يدور عما إذا كان من المفيد إصدار البيان المقترح قبل زيارة وفد الجامعة العربية لبيروت المقررة اليوم، أو بعدها. وقال «البعض يرى أن المطلوب من المجلس ان يبعث برسالة دعم واضحة لوفد الجامعة قبل الزيارة أو أثناءها، بينما يرى آخرون الانتظار حتى تنتهي المهمة».
وكان بيان «أصدقاء لبنان» قد دعا للانتخاب الفوري للرئيس «من دون شروط، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وعقد انتخابات عامة تتسق مع قانون انتخابي يتفق عليه كل الأطراف وفقا لمبادرة الجامعة العربية».
وكانت فرنسا والولايات المتحدة قد حاولتا تمرير لغة مشابهة، في بيان صحافي شفوي صدر عن المجلس نهاية الأسبوع الماضي فور اندلاع الاشتباكات، ولكن أعضاء آخرين في المجلس وتحديدا روسيا وليبيا وجنوب أفريقيا وأندونيسيا، تمسكوا بلهجة أكثر توازنا واكتفوا بالدعوة لاجراء انتخابات رئاسية فورية وتم إسقاط تعبير «من غير شروط» باعتبار أنها إشارة إلى موقف المعارضة.
وقال خليل زاد للصحافيين أمس بعد اجتماع قصير للمجلس تبنى خلاله بيانا رئاسيا أدان هجوم متمردي دارفور على الخرطوم قبل أيام، أنه يواصل مشاوراته «مع الأصدقاء والحلفاء بشأن تحرك المجلس. نعتقد أنه من المهم أن يتخذ مجلس الأمن تحركا مع الوضع في الاعتبار الموقف في لبنان. استخدام حزب الله للقوة ضد مؤسسات الحكومة وشعب لبنان هو أمر غير مقبول. لا بد من انتهاء العنف، ولا بد من انتخاب رئيس. إن الاستخدام غير الشرعي للقوة والمكاسب التي تحققت بسبب هذا الاستخدام للقوة، لا يمكن مكافأته أو القبول به».
وردا على سؤال من قبل مراسل قناة «العربية» في الأمم المتحدة عما إذا كان التحرك الأميركي قد تأخر، خاصة في ضوء ما وصفه المراسل بالتصريحات «اللينة» للرئيس الأميركي جورج بوش بشأن لبنان في لقاءات صحافية أمس الاول، قال خليل زاد «نود القيام بتحرك بشأن لبنان، قلت ذلك منذ بدء الأزمة، وكان الرئيس بوش قويا وواضحا في حديثه أمس (الاول) واليوم (امس) بشأن لبنان. كما وتحدثت وزيرة الخارجية أمس (الاول). نود التحرك واتخاذ عمل فعال من قبل المجلس في أقرب وقت ممكن، ولن استبعد أننا سنتحرك بحلول الغد (اليوم). نحن نتشاور ونعمل مع الحلفاء والأصدقاء هنا وفي الخارج من أجل عمل مناسب وسريع من قبل المجلس».
وفي الإطار نفسه، قال دبلوماسي روسي ردا على سؤال حول التحرك الأميركي المحتمل بشأن لبنان في مجلس الأمن، أنه يعتقد أنه ليس من الضروري إصدار أي بيانات جديدة. وأضاف «لدينا ما يكفي من البيانات بشأن لبنان. الوضع الآن متوتر هناك ولا نرغب في صب المزيد من الزيت على النار». وتابع أنه يتوقع ألا يكون من الممكن اعتماد بيان يشابه في لهجته لهجة بيان «أصدقاء لبنان» وذلك لأن «روسيا ليست عضوا في مجموعة أصدقاء لبنان، ولا علاقة لنا بما صدر عنهم. وما قد يكون مقبولا بين هذه المجموعة، قد لا يقبله كل أعضاء المجلس بالضرورة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد