مجلس الأمن يؤكد على ضرورة الوضوح بشأن مزاعم استخدام الكيميائي في ريف دمشق

22-08-2013

مجلس الأمن يؤكد على ضرورة الوضوح بشأن مزاعم استخدام الكيميائي في ريف دمشق

أكد مجلس الأمن الدولي الأربعاء 21 أغسطس/آب أن أعضاءه يتفقون على ضرورة "الوضوح" بشأن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، لكنه لم يصل إلى حد المطالبة صراحة بأن يقوم محققو الأمم المتحدة الموجودون حاليا في سورية بالتحقيق في الحادث.وقالت مندوبة الأرجنتين الدائمة لدى الأمم المتحدة ماريا كريستينا برسيفال التي تترأس مجلس الأمن هذا الشهر، للصحفيين بعد اجتماع طارئ مغلق للمجلس إن "شعورا قويا بالقلق من هذه المزاعم وضرورة الوضوح فيما حدث، يسود المجلس، ويجب متابعة الوضع عن كثب".ولم يوجه المجلس دعوة صريحة إلى إجراء تحقيق دولي، لكنه أشاد بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التحقيق.وأضافت برسيفال: "رحب أعضاء مجلس الأمن أيضا بتصميم الأمين العام على العمل لضمان تحقيق شامل محايد وفوري".وقالت مصادر دبلوماسية إن روسيا والصين عارضتا أي تعبير في بيان المجلس يطالب صراحة بإجراء تحقيق للأمم المتحدة.

وكانت موسكو أعلنت على لسان الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب أن الصاروخ بالمواد الكيميائية اطلق على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين.وجاء في بيان للمتحدث: "أطلق صباح اليوم 21 أغسطس/آب على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين صاروخ يدوي الصنع مماثل للصاروخ الذي استخدمه الارهابيون في 19 مارس/آذار بخان العسل، يحتوي على مواد كيميائية سامة لم يتم تحديدها بعد".وقال لوكاشيفيتش إن "ما يلفت الانتباه، هو أن وسائل الاعلام الاقليمية المنحازة بدأت فورا، وكأنها تلقت أمرا، بهجوم اعلامي شرس، وحملت الحكومة السورية كامل المسؤولية. وعلى ما يبدو، فأنه ليس من قبيل الصدفة، كما يبدو أن ادعاءات قد ظهرت في وقت سابق، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، نقلت عن مصادر معارضة، باستخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية، لكنها لم تتأكد فيما بعد. وإن كل ذلك لا يمكن إلا أن يبعث على التفكير في أننا نرى عملا استفزازيا آخر، مخطط له مسبقا".وأشار لوكاشيفيتش إلى أن ثمة دلالة اخرى تؤكد هذه الفرضية وهي توقيت ظهور هذه الأنباء، حيث تزامن ذلك مع مباشرة فريق خبراء الأمم المتحدة عمله للتحقيق في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي.

من جهتها أكدت القيادة العامة للجيش السوري في بيان الاربعاء 21 أغسطس/ آب عدم استخدام السلاح الكيميائي5 في مناطق ريف دمشق.وجاء في البيان، الذي نشرته وكالة "سانا"، أن القيادة العامة للجيش "تؤكد أن هذه الادعاءات باطلة جملة وتفصيلاً وعارية تماماً عن الصحة". وأضافت القيادة أن ما تدعيه المجموعات المسلحة والقنوات التي تدعمها حول استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي ما هو إلا "محاولة يائسة للتغطية على هزائمها على الأرض ويعكس حالة الهستيريا والتخبط والانهيار الذي تعانيه هذه المجموعات ومن يقف وراءها".وكان ناشطون قد تداولوا على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الأربعاء خبرا عن سقوط مئات القتلى في مدن الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفيديو يظهر أطفالا من ضحايا ما أسموه "المجزرة الكيميائية الكبرى"، على حد زعمهم.   

وكتب الخبير في الشأن السوري محمد سعيد حمادة مقالا لافتا حول المجزرة التي وقعت اليوم في غوطة دمشق:
 ليس جديداً أن يترافق إعلان العصابات الصهيووهابية في سوريا أن الجيش السوري استخدم أسلحة محرّمة دولياً مع وصول فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة المكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، فقد عوّدتنا هذه العصابات على أنها ستقوم بجريمة جديدة كلما زار وفد عربي أو أممي سوريا وكلما كان هناك اجتماع في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو أي اجتماع دولي له علاقة بالحرب العدوانية على سوريا. وليس جديداً أن تترافق جريمتها مع أبواق إعلامية وسياسية في الداخل والخارج تتهم النظام السوري بارتكاب المجازر والفظائع بحق الشعب السوري، وتناشد المجتمع الدولي التدخل لحماية المواطنين السوريين. وليس جديداً كذلك أن يكون بيان أمين عام جامعة الدول العربية في بيت النار مع كل مجزرة يقوم بها هؤلاء الإرهابيون القتلة.

لكن الجديد هذه المرة هو أنهم استخدموا كل الذخيرة والتموين الحربي الذي تلقّوه على مدار عامين ونيّف من الدول الداعمة لهم وكأنها الطلقة الأخيرة أو المحاولة الأخيرة في جلب تدخّل خارجي سعوا إليه بكل ما أوتوا من قوة خلال السنتين والنصف الماضيتين، خصوصاً وأنهم كانوا يراقبون، ومعهم كل أجهزة الرصد في المنطقة، تحضيرات الجيش السوري للإطباق عليهم. لقد جمع هؤلاء الحثالة كل حقدهم وإجرامهم وصبّوه دفعة واحدة على أبناء شعبنا في المناطق التي يسيطرون عليها ويتّخذون أبناءها دروعاً بشرية، وبأوامر من المهلكة الوهابية السعودية و"إسرائيل" وتركيا وقطر وبدعم من كل الدول الدائرة في فلك الحرب على سوريا، وترافقهم في ذلك تغطية سياسية وإعلامية واسعة في اتهام الجيش السوري بارتكاب هذه المجازر الرهيبة. كل ذلك يبدو محاولة لوقف تقدّم الجيش السوري للإطباق عليهم، فما شهدته الأيام الأخيرة من تحضيرات وتعزيزات للجيش حول دمشق ينذر أن هناك عاصفة اجتثاث لهؤلاء ولمرة واحدة، فما كان من مشغّليهم إلا الإيعاز لهم بأن تترافق جريمتهم مع بدء تقدّم الجيش باتجاه الغوطتين الشرقية والغربية. وكان الإيعاز، على ما يبدو شاملاً للجميع من أحزاب وهيئات ومنظمات في الداخل والخارج، فما إن بدأت هذه العصابات بجريمتها حتى بدأت صيحات الاستغاثة للتدخل الخارجي من دون التأكد من أي شيء ومن دون معرفة أية تفاصيل، حتى بدأ محللون وكتاب ليس لديهم أدنى معرفة بالعلوم العسكرية أو الأسلحة المستخدمة ترديد جمل مكرورة لقّنها المشغّل الأساسي لهم لترديدها في كل مكان، من "تحدي المجتمع الدولي" و"القتل العبثي الجماعي في استخدام الأسلحة الكيميائية" وغيرها من العبارات التي سئم السوريون سماعها من جوقة مبرري الأعمال الإرهابية في الخارج ومردديها في الداخل السوري باسم المعارضة الداخلية.

فكيف يمكن إطلاق صواريخ تحمل رؤوس كيماوية على المعضمية وداريا من دون أن يتأثر أحد من جوار هاتين المنطقتين ولا تمتلئ مشافي دمشق بمن تأثّروا ولو بشكل طفيف بهذه الغازات؟ أو كيف يمكن أن تكون جوبر مسرحاً لأسلحة كيماوية ولا تتأثر العباسيين ومحيطها بهذا السلاح الفتّاك؟ لكن عشرات القذائف التي سقطت على سكان المناطق المجاورة لوجود العصابات الإرهابية كانت محاولة واضحة لجعل المشافي تكتظ بالجرحى كي يقولوا بتأثر المحيط في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، لكنهم فشلوا أيضاً في هذا المسعى وكان الله مع الحق، فبالرغم من استهداف مناطق مكتظة سكانياً كالدويلعة وجرمانا والقصّاع اقتصرت الأضرار على الماديات وعدد محدود جداً من الجرحى.

إذن، على الجيش السوري اليوم متابعة عملياته المقدّسة ضدّ هؤلاء الذين يأسرون شعباً بأكمله ويرتكبون بحقّه جرائم لا توصف لتحقيق مآرب أسيادهم، لإفشال محاولة الإنقاذ الأخيرة لهذه العصابات ولوأد مشاريع مشغّليها.

 

وكالات

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...