مباحثات الأسدمع فايمان: السلام يشمل المسارين الفلسطيني واللبناني
ربط الرئيس بشار الأسد، أمس، بين تحقيق السلام على المسار السوري وتحقيقه على المسارين الفلسطيني واللبناني، مشدداً على ضرورة الانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران العام 1967. وأكد أن سوريا لم تكن معزولة، موضحاً «عندما اكتشفوا أن لسوريا دوراً مهماً في حل المشكلات بدأوا يتوافدون إليها».
وكرر الأسد، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان في دمشق، دعوته أوروبا لأداء دور فاعل في العملية السلمية. وقال «لطالما تحدثنا عن دور أوروبي في السلام، لا نريد أن نكون مجرد مشجعين بل نريد لأوروبا أن تكون لاعباً معنا في عملية السلام».
وأشار الأسد إلى أن مباحثاته مع فايمان تطرّقت لموضوع السلام. وقال «سوريا طرف أساسي، والنمسا طرف فاعل. شرحت موقفنا من السلام وضرورة الانسحاب من الأراضي المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران العام 1967، عبر المفاوضات المبنية على قرارات مجلس الأمن الدولي، والتي تشكل أساساً لراعي السلام أو الوسطاء لتحقيق السلام». وأضاف «تطرقنا الى الموضوع الفلسطيني، لأن السلام ليس على المسار السوري فقط، وتحدثنا عن المصالحة الفلسطينية وضرورة رفع الحصار عن غزة كطريق أساسي لدعم عملية السلام العادل والشامل الذي يمر عبر المسار السوري والفلسطيني واللبناني».
وأشار الأسد إلى أن المباحثات مع المستشار النمساوي هي «لإعادة تقييم العلاقات والمراحل التي قطعتها»، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الأسد إلى النمسا في نيسان الماضي، مشيراً إلى وجود مؤشرات إيجابية، موضحاً «بدأنا نرى شركات نمساوية تزور سوريا لسبر إمكانية الاستثمار».
وحول ما يسمّى عزلة سوريا، أوضح الأسد «لا أعتقد أننا كنا منعزلين، العزل ليس مجرد مجيء أو عدم مجيء هذا المسؤول أو ذاك، العزل هو منع سوريا من أداء دورها». وأضاف «سوريا دولة مهمة لم يتمكّن أحد من منعها من أداء دورها. لقد تغير المفهوم، عندما اكتشفوا أن لسوريا دوراً مهماً في حل المشكلات بدأوا يتوافدون إليها».
وبشأن دور النمسا التي تشارك في قوات حفظ السلام في الجولان منذ 35 عاماً، قال الرئيس السوري «تحدّثت عن حفظ الأمن، وأحياناً يفهم هذا المصطلح فقط من خلال الوجود العسكري فقط، وهذا ما تمارسه النمسا، ولكن حفظ الأمن يبدأ بالسياسة والنمسا تستطيع أن تؤدي دوراً في هذا». وأكد أن وجود القوات النمساوية بين قوات الأمم المتحدة العاملة في الجولان «هو مؤشر على التزام النمسا بعملية السلام، وهذا شيء طبيعي لأن الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط يعني الاستقرار والسلام في العالم كله».
وأضاف الرئيس الأسد «من الطبيعي أن تكون سوريا أكثر اهتماماً من غيرها بهذا الموضوع، لأنها تعيش في هذه المنطقة ولأن السلام يؤثر علينا سلباً وإيجاباً في جوانب الحياة كافة».
من جانبه أكد فايمان، الذي تفقد الجنود النمساويين في قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في الجولان، أنه لا يمكن التوصل إلى سلام عادل وشامل من دون التطرق إلى أسئلة المنطقة وأهلها. وقال «نحن ضمن الاتحاد الأوروبي، ونمارس دورنا في دعم السلام، وأنا سعيد أن يكون للنمسا دور في السلام ودعمه»، داعياً إلى ألا تقتصر اللقاءات على السياسة.
وحول التغيّر في النظرة الأوروبية تجاه المنطقة والعلاقات مع إسرائيل، أوضح فايمان «كان لنا العديد من القرارات والمواقف التي تمثل رأينا، وهو عدم موافقتنا على العنف، لأنه لا يحلّ المشكلات. كررنا ذلك في تصريحات سابقة، أما دعم المفاوضات فهو دور مهم». وقال «علينا أن نحدّد دورنا وخاصة كاتحاد أوروبي لوضع حد للعنف عبر المفاوضات، والنمسا تتطلع لدور فعلي وحيادي لدفع السلام»، مشيراً إلى أهمية «المفاوضات التي يخوضها وسطاء بالنيابة عنكم». وأضاف «للاتحاد الأوروبي دور يمكن أن يؤديه من خلال إعطاء رأي سياسي واتخاذ إجراءات دبلوماسية للتعبير عن رأي الاتحاد الأوروبي بأنه ضد العنف».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد