لماذا يكرهنا الناس والشعوب والأمم بهذا القدر الكبير؟
الجمل: هجمات الحادي عشر من أيلول المفزعة، على مبنى التجارة العالمية، والبنتاغون ترافقت مع اختطاف أربعة طائرات.. وتحطمها بمن فيها من ركاب، إضافة إلى أكثر من ألفي شخص لقوا مصرعهم .. في انهيار الأبراج، ومبنى البنتاغون.
كل حكومات العالم عبرت عن رفضها وإدانتها لهذا العمل، حتى التي تكن ضغائن وعداوة متجذرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وسط جحيم القتل والموت والغموض والحيرة ، التي أحس بها الأمريكيون، برز بقوة السؤال الرئيسي: لماذا يكرهنا الناس بهذه الطريقة ؟
كانت صور الناس وهم يستمتعون في البلدان الأخرى بمناظر ومشاهد كارثة أيلول تقف في تناقض واضح وصريح يعاكس كل الأخبار والتقارير التي تعبر عن مشاعر الحزن والمواساة للأمريكيين!!
لقد تزايدت بوضوح الكراهية المكثفة للولايات المتحدة، وتجذرت بعمق في بعض مناطق العالم، وآن الأوان، أن نعرف بشكل مباشر.. لماذا كل هذه الكراهية..؟
أبرز الإجابات البسيطة لهذا السؤال، يقول: إن الولايات المتحدة تقوم بدعم اسرائيل وتأييدها ومساندتها بشكل مجحف.. ، وذلك على النحو الذي غرس الإحباط، وجعل الكراهية والغضب ضد الولايات المتحدة تنمو وتترعرع على مدى نصف قرن من الزمان.. على خلفية اعتقاد كل شعوب الشرق الأوسط خاصة ، وبقية العالم عامة، بأنه لو قامت الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل، ..لكان قد تغير الأمر.. ولما حدثت كل هذه الفظائع والمآسي.. في منطقة الشرق الأوسط..
في رأيي، أقول: إن وجود إسرائيل في حد ذاته، هو عامل رئيسي في توليد الكراهية العالمية ضد الولايات المتحدة، وفي رأيي أيضاً، أن هناك أسباباً أخرى، منها: وجود القوات الأمريكية والبريطانية، بهذه الطريقة غير الأخلاقية في كل من العراق وأفغانستان".
كذلك، أقول بأن هذين السببين، ليسا كافيين، وحدهما، لتفسير هذا الحجم الهائل من الكراهية، وإذا كان بعض الأمريكيين يقولون بأن الآخرين يحسدون أمريكا على كل هذا الجاه والنعيم والقوة والثروة فإنني أقول بغير ذلك:
بعد فشل ملوكهم وأمبراطوراتهم ، بتجنيب الخراب ومذابح الحرب العالمية الأولى، أصبح الأوربيون ينظرون إلى الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون باعتباره دليلاً مادياً ومرشداً للأسلوب الأمثل الجديد.. ولكن ضعف التأييد والمؤازرة داخل أمريكا لتوجهات الرئيس وودرو ويلسون جعل أمريكا تفضل البقاء بعيدأً.. بعد الحرب العالمية الثانية كان الأمر مختلفاً، فقد انهمك الأمريكيون في مساعدة بقية بلدان العالم ، وألقوا مسؤولية "قيادة العالم الحر" على رقابهم..
ولكن القادة الأمريكيين تمادوا في "قيادة العالم الحر" التي حلموا بها.. على نحو أصبحت فيه الإدارة الأمريكية المتعاقبة "تبتز" الشعوب الأخرى باسم الديمقراطية.. والحرية.. وحقوق الإنسان .. والعولمة..
وحالياً لم تعد أمريكا تشكل خطراً سياسياً واقتصادياً.. بل أصبحت تشكل خطراً اجتماعياً وثقافياً.. ونظرة واحدة لما تقوم وسائل الإعلام الأمريكية ببثه من مواد إعلامية.. تكفي .. لكي يعرف المرء.. الكارثة التي يمكن أن تحدث في العالم..
الجمل: قسم الترجمة
المصدر: أوسيجي إم إي أروغ
إضافة تعليق جديد