لكـل مـرض موسيقـاه
الموسيقى غذاء للروح والجسد، ولهذا صارت تستخدم للعلاج من عدد من الأمراض النفسية والجسدية، وهو أسلوب دخل حديثا إلى العالم العربي، حيث نشأت بعض المراكز الطبية لممارسة هذا النوع من العلاج في مصر وسوريا والأردن والإمارات.
ويشرح الطبيب السوري وسيم القطب، وهو باحث ومعالج بالموسيقى، أن هذا العلاج قديم جداً حيث «استخدمه بعض الأطباء والفلاسفة والموسيقيين العرب مثل ابن سينا والفارابي».
ويتم خلال جلسات العلاج بالموسيقى، استخدام الأدوات الموسيقية لأهداف معينة، حيث يقوم المعالج بتعليم الأطفال مثلا، العد والألوان والفرق بين الاتجاهات الأربعة، كما يزيد التواصل البصري معهم والمشاركة الاجتماعية، كونهم يملكون صعوبة في التواصل الاجتماعي، فضلاً عن مساعدتهم في تقوية عضلات الحنجرة من خلال استخدام الأدوات الموسيقية النفخية.
وفي ما يتعلّق بنوع الموسيقى المستخدمة في العلاج، فإن أي موسيقى تصلح، لكن مع مراعاة الحالة المرضية التي يواجهها الطبيب المعالج. فهناك أنواع موسيقية محفزة ومنشطة «تحتوي تغيرات بإيقاعها وتواتر في سرعتها مع تغييرات فجائية كارتفاع وانخفاض الصوت وتوقف العزف غير المتوقع، وهناك موسيقى الاسترخاء التي تتميز بثبات إيقاعها ولحنها الهادئ والمتوقع لدى الناس».
لكن لا يقتصر العلاج بالموسيقى على الاستماع، بل يتضمن أهدافا أخرى منها تعديل السلوك عند الأطفال، أو تعليمهم مهارات جديدة، فضلاً عن استخدام الأدوات الموسيقية لإعادة التأهيل الفيزيائي عند مصابي الجلطات الدماغية ومرضى الباركنسون، كما «يضم أهدافا طبية وتربوية»، حسبما يشرح القطب.
ويضيف القطب «هناك قسم للاستماع يفيد في معالجة الاكتئاب كما يخفف التوتر لدى مرضى الزهايمر والباركنسون، ويخفف أيضاً الضغط الجسدي والنفسي لدى عدد من المرضى، كما يخفف كمية الدواء المستخدمة لعلاج بعض الأمراض وخاصة مرض السكري»، مؤكداً ان العلاج بالموسيقى يحقق فائدة بنسبة 80 في المئة عند أطفال التوحد». ويذكر انه يجب على المعالج بالموسيقى أن يتمتع بخصائص منها: دراسته الطب النفسي واهتمامه الكبير بالموسيقى، ومن ثم قدرته على تأليف مقطوعات موسيقية ارتجالية تناسب حالة المريض، بالاضافة الى تمتعه بقدر كبير من الصبر والهدوء.
المصدر:«ميدل ايست أونلاين»
إضافة تعليق جديد