لعبة الكراسي
«المال الداشر يعلم الناس الحرام»..تأتي الدولة برجل (نظيف الكف) بحسب تصنيف "الجهات الوصائية"التي ترشحه للمنصب الذي سيدخله عبر "دهليز الإغراء" وهو أمام خيارين: إما أن يتعفف فيصنف حماراً وإما أن يمد يده فتتغاضى عنه الدولة أول الأمر باعتباره غزالاً، ثم تطلق كلاب الصيد في إثره لحظة يضعف ولاءه وتخف طاعته.. وهكذا رأينا ومازلنا نرى كيف يتزحلق العديد من المدراء والوزراء في نهاية دهليز الإغراء ليصلوا إلى الفضيحة والسجن والحجز على أموالهم والأقربين منهم.. والسؤال: كيف يقع هؤلاء بين براثن الرقابة والتفتيش بسهولة؟ والجواب: لأنهم محدودوا الذكاء وهواة في مجال الاختلاس.. ولو كان لديهم بعد نظر لما تورطوا بالعمل لدى الدولة التي تسحب من بطنهم اليوم ما ابتلعوه بالأمس لتعود فتضعه فوق الصواني الممدودة على جانبي دهليز الإغراء بانتظار أضاحٍ جديدة يتم استخدامهم ضمن اللعبة نفسها دون أن تخسر الدولة شيئاً في لعبة الفساد المستمرة منذ عقود..
هامش: كلما رأيت فيلماً أجنبياً يظهر عبقرية لصوص الغرب وبراعتهم أقول في سري: الحمد لله أن مسؤولينا ليسوا بهذا المستوى من الذكاء.. وكلما نشرت صحفنا المحلية اسم مسؤول أطيح به بسبب الفساد أقول لنفسي: انظروا إلى هذا الغبي الذي كان يقود حياتنا وتتبارى الصحف في مديحه ثم يغرق في شبر ماء؟!
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد