لافروف: السوريون يقررون مصير بلدهم وزعمائهم ومود يرفض زيادة عدد المراقبين أو تسليحهم
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة 22 يونيو/حزيران لقناة "روسيا-24": "اننا ننطلق من ان السوريين فقط هم مَن يمكنهم ان يقرروا مصير بلدهم ، بما فيه مصير زعمائهم".
واضاف لافروف: "من المحتمل ان الحديث يجب ان يدور حول انتخابات حرة.. انتخابات يجب ان تكون حرة وعادلة بالمطلق وتحت اشراف شديد الصرامة من قبل المراقبين الدوليين.. لا ارى طريقا آخر".
وتابع قائلا ان "زملائنا الامريكيين يصرحون ان مصير الرئيس الاسد يجب ان يقرره الشعب السوري ولكن بعد ان يستقيل فقط. وثم يضيفون ان الولايات المتحدة لن تتدخل في هذه العملية، بالضبط كما لم تتدخل عندما كان الشعب الليبي يقرر مصير معمر القذافي.. لقد اصبت بصدمة ولم اصدق عيناي. فإذ كان الحديث يدور حول ان الرئيس الاسد يجب ان يرحل ومن ثم يجب ان يتم القصاص منه، فبالطبع فان هذا الاعلان غير جدي".
واعتبر وزير الخارجية الروسي انه في حال وضع الجانب الاخلاقي جانيا فان هذا التصريح "غير واقعي سياسيا على الاطلاق"، مضيفا انه "من الغريب سماع ذلك من الامريكيين الذين هم برغماتيون عموما".
من جهة أخرى اعلن مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص بتسوية الازمة السورية كوفي عنان انه يجب زيادة مستوى الضغط على الاطراف الموجودة على الارض في سورية لايقاف العنف واقناعهم بالحل السياسي.
وقال عنان في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود يوم الجمعة 22 يونيو/حزيران ان الاهداف التي حددت لعمله هي "وقف القتل والعنف وضمان الانتقال السياسي للسلطة ومنع تصدير الازمة الى الدول المجاورة"، مشيرا الى عدم توصل مجلس الامن الى اتفاق حول سورية.
واضاف انه "لابد لنا ان نحظى بدعم كامل من الاسرة الدولية من اجل انجاح عملنا، ويجب زيادة مستويات الضغط على الاطراف الموجودة على الارض في سورية لايقاف العنف واقناعهم بالحل السياسي، ولكن ذلك مازال متعذرا"، مشيرا الى انه "كلما طال الانتظار اصبحت الاوضاع قاتمة اكثر".
وحذر عنان من "الوصول الى يوم يكون فيه قد اصبح من المتأخر العمل على احتواء الازمة السورية"، مؤكدا "حرص المراقبين في سورية على اكمال عملهم، لكن بعد تهيئة المناخ اللازم لذلك".
واشار عنان الى ان "تأسيس مجموعة الاتصال من الممكن ان يعطي نتائج وان يساعد الشعب السوري، وذلك لاحتوائها على الاعضاء دائمي العضوية(في مجلس الامن) ووجود بعض الدول المؤثرة على الاطراف المتنازعة"، كاشفا عن مناقشة فرصة عقد اجتماع في جنيف في الـ 30 من الشهر الحالي، ومؤكدا ان ايران يجب ان تشارك فيه وان تكون جزء من الحل.
من جانبه اعلن الجنرال مود "أننا نقوم الان بعمليات إدارية ، لكن الدوريات لم تعد مدرجة على جدول أعمالنا"، لافتا إلى عدم اعتقاده بوجود ضرورة لزيادة عدد المراقبين وقال: "انني بعيد عن فكرة ان العدد الكبير للمراقبين او تسليحهم قد يساعد في تسوية الوضع"، مؤكدا في نفس الوقت أن "المراقبين مصرون على الوفاء بالتزاماتهم تجاه الشعب السوري".
واضاف: "لدينا دوريات تجوب المستشفيات لمراقبة الاوضاع ورسم الصور الدقيقة".
واوضح مود ان "مهمتنا في سورية تنتهي في 20 تموز، ونحن نبذل جهدنا لأداء عملنا"، منوها بأنه "لدينا عمل لم ينته ويجب انجازه قبل انتهاء التفويض"، ومضيفا أنه "كان من الصعب علينا الاستمرار في سورية في ظل الوضع القائم".
واشار الجنرال النرويجي الى ان "عددا من السكان ما زال عالقا بحمص بسبب القصف، وعلى الجميع الالتزام بتوفير الامن للمدنيين والسماح لهم بالخروج من المناطق الساخنة في سورية"، معلنا ان "محاولات الصليب الاحمر لاخراج السكان من حمص لم تنجح".
وفي ذات السياق أعلنت واشنطن مساندتها لعقد اجتماع لمجموعة الاتصال في العاصمة السويسرية جنيف في 30 من شهر يونيو/حزيران الجاري لبحث الأزمة السورية، مؤكدة أهمية التركيز على مناقشة مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد وشكل التغيير السياسي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند يوم 21 يونيو/حزيران "اننا ندعم عقد هذا الاجتماع، إذا كان يمكن أن يحرز تقدما في تشكيل وصياغة عملية التحول السياسي لما بعد نظام الأسد، ويمنح السوريين من مختلف الأطياف الثقة في مستقبلهم". وأضافت "نحن نواصل المشاورات حول العناصر المتعلقة بهذا الاجتماع مع الدول الأخرى التي ستشارك في الاجتماع للتأكد من أنه يمكن أن يكون ناجحا".
وحول معايير واشنطن لنجاح الاجتماع قالت نولاند "نعتقد أنه يلزم على كل الأطراف التأكد من تضييق الفجوة في المواقف التي لدينا الآن، ونحن نريد أن يشارك الروس والصينيون، وأن نصل إلى نقطة اتفاق قبل أن يبدأ عقد الاجتماع". وأشارت نولاند إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن هناك اختلافا في المواقف الأمريكية والروسية وفجوة لا بد من تضييقها.
هذا ورحبت نولاند بفرار الطيار السوري حسن مرعى الحمادة، بطائرته من طراز "ميغ 21" إلى الأردن وإعلان انشقاقه، معتبرة أنه الخيار الصحيح، ومؤكدة أنه لن يكون الخيار الأخير، وإننا نود أن نرى المزيد من ذلك".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد