كيف تميز العسل الأصلي من المغشوش؟
العسل من أقدم الأطعمة والأدوية التي نشأت مع الإنسان, ومع ازدياد انتشار محلات بيعه واختلاف أنواعه ومشتقاته, ازدادت حالات الغش والغلاء, ولهذا لا بد من معرفة الطرق التي يمكن التأكد بها من جودة العسل, وهل هو طبيعي أم صناعي ومغشوش..وهل الطرق الشعبية التي يتبعها الكثيرون للكشف عن الغش كافية للحكم على جودته, وماذا عن العسل الذي يأتي من الخارج, هل هو بجودة العسل السوري أم لا؟
يقدر عدد النحالين في سورية بنحو 25 ألف نحال ويعمل بهذه المهنة أكثر من 17 ألف أسرة سورية ويتراوح إنتاج العسل بين 1600 إلى 2000 طن سنوياً تبعاً للموسم الزراعي, هذا ما أكده المهندس الزراعي والمربي عماد اسماعيل مضيفاً: إن العسل السوري من أجود أنواع سلالات العسل في العالم في إنتاج الغذاء الملكي, ويتميز بمزايا كثيرة تميزه عن سلالات العسل الأجنبية بجمعه للعسل وتأقلمه مع الظروف المحلية والقدرة على الدفاع عن سكنه أمام أعدائه كالدبور الأحمر.
يبدأ موسم نشاط النحل في فصل الربيع بتفتح الأزهار المتنوعة للنباتات البرية والمزروعة التي يقوم النحل بجمع الرحيق منها وينتهي الموسم عند اشتداد البرودة وانخفاض الحرارة, وتختلف أنواع العسل باختلاف المراعي والألوان وحسب المناخات, فمثلاً عسل الحمضيات في الساحل لونه أحمر فاتح قابل للتبلور, تركيز السكريات فيه 81%, أما العسل الناتج عن السنط والنبق تركيز السكريات فيه 84% لونه غامق ولزج جداً, أما عسل اليانسون فيكون عندما يرعى النحل نبات اليانسون, ويغلب عليه اللون الأبيض, أما العسل الناتج عن الزعتر البري والبرسيم والكراويا وعن الأشجار الحراجية كالكفيا والأكاسيا بأنواعها المختلفة جميعها تأخذ اللون الأبيض, أما عسل الجرد (جبل الشيخ) يحتوي على نسبة كبيرة من المعادن وخاصة الحديد والنحاس, لونه أبيض ويتغذى نحله من النباتات العطرية, بالإضافة إلى أنواع أخرى كعسل الأزهار الشوكية والقطن.
وعن أسعار العسل حدثنا المهندس اسماعيل قائلاً: تتباين الأسعار حسب جودة ونسبة العسل الصافي فيه, وليس له سعر ثابت, بل يتحدد حسب قانون العرض والطلب, عسل اليانسون والحمضيات والقطن أسعاره تبدأ من 600 وقد تصل إلى 800 ل.س للكيلو, العسل الجردي سعره يبدأ من 1800 ل.س وعسل الأشوال يتراوح بين 1200- 1500 ل.س أما عسل الزعتر البري والبرسيم فأسعاره تتراوح أيضاً بين 600-900 ل.س للكيلو.
أما بالنسبة لتسويق العسل السوري المحلي أشار إلى أنه ما زال يحتاج إلى الكثير من الدعم والجهد فهو لم يأخذ حقه في التسويق ويأتي ذلك عن طريق عرضه بالمعارض المحلية والأجنبية.
وفيما يتعلق بالغذاء الملكي أجاب: هو ما تنتجه الغدد البلعومية لدى الشغالات الفتية ويتركب من 66% ماء ويحتوي 8 أحماض أمينية يحتاجها الجسم بشكل ماس, إنتاجه مستمر من اليوم الأول وحتى الثالث من وضع العسل في الخلية أما بعد أربعة أيام فيتحول إلى يرقة وبعض النحالين يأخذونه مع اليرقة ويطحنونه وهذا يؤدي إلى الغش, ويستخدم في حالات العقم وأمراض القلب.
يغش العسل بإطعام النحل القطر أو بإضافة القطر إلى العسل مع أصنص كيميائي لإعطاء رائعة العسل أو بغلي عشبة اسمها (الجنجان) وإضافتها للمادة المغشوشة, وتتنوع طرق كشفه بين شعبية وحديثة.
الطرق الشعبية تبقى غير كافية ولكنها مقبولة إلى حد ما ومنها طريقة الملعقة حيث يغمس طرف الملعقة في العسل ثم يعرض مباشرة على النار ثم تبعد وتنزل, فإن لم يتغير العسل فهو طبيعي, وإن تجمد وتحطب فهو مغشوش.
أما الطريقة الثانية: تؤخذ نقطة من العسل وتوضع على التراب مباشرة, فإن انكمشت ولم تلتقط معها التراب فهو طبيعي, طريقة عود الثقاب: نأخذ عود كبريت ويغمس بالعسل ثم نحاول إشعاله عن طريق حكه بعلبة الكبريت فإذا اشتعل فهو طبيعي وإذا لم يشتعل فهو غير طبيعي ومغشوش.
طريقة الترشيح: تؤخذ ورقة ترشيح وتوضع عليه نقطة من العسل, فإذا بقيت مكورة ولم ينتج عنها أي تسرب لسطح الورقة بالماء دلّ ذلك على أن العسل طبيعي وغير مغشوش.
أما بالنسبة للعسل الخارجي, إن كان روسياً أو قوقازياً أو غيره فجودته بالنسبة للعسل السوري ضئيلة جداً, ويعود سبب رخصه إلى قلة التكلفة نظراً لتوفر المادة الأولية لإنتاج العسل وهي المراعي المتوفرة بكثرة في هذه المناطق.
هند دمر حمودي- عابد اسماعيل
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد