كيف اشترت "إيباك" هيلاري كلينتون
كشف كاتب امريكي عن نماذج من كيفية تأثير اللوبي الاسرائيلي في صنع السياسة الخارجية الأمريكية ، وانتقد في الوقت نفسه دراسة نشرت مؤخرا في الولايات المتحدة حول هذا اللوبي لم توضح طريقة عمله ، بالرغم من أنها استنتجت ان الكثير من القرارات المتعلقة بسياسة واشنطن تتخذ بناء على مصلحة اسرائيل.
وفي مقال نشر له مؤخرا بمجلة " نيويورك ريفيو اوف بوكس" ، قدم الكاتب مايكل ماسنج أمثلة عملية على قوة اللجنة الإسرائيلية الأميركية للشؤون العامة "ايباك" في التاثير على أعضاء الكونجرس الأمريكي.
ويورد ماسنج مثلا على ذلك قائلا " حدثني احد مساعدي عضو كونجرس عن مرشح ديمقراطي من ولاية في الوسط الامريكي..كان متحمسا للحصول على تبرعات مؤيدي اسرائيل، فاتصل بايباك، والتي بدورها عرفته على مهندس كمبيوتر في نيويورك استطاع ترتيب حفلة جمع تبرعات في شقته في نيويورك، وجمع المرشح اكثر من 15 الف دولار".
وتابع ماسنج "وبالنسبة للمرشح، الذي يقطن ولاية صغيرة فسوق الاعلانات التلفزيونية فيها رخيص، وبالتالي فقد ساعده هذا المبلغ المالي وفاز في السباق الانتخابي والآن هذا المرشح هو عضو كونجرس من بين المئات الذين يمكن الاعتماد عليهم للتصويت لصالح ايباك في كل مرة" .
وبحسب ماسنج فان المرشحين الذين يواجهون ايباك قد يجدون ان تمويلهم جف. ويشير في هذا السياق الي حالتين " هما لعضوة الكونجرس سينثيا مكيني من جورجيا و ايرل هيلارد من الاباما، و كلاهما من الافارقة الامريكيين.ففي عام 2002 قام مكيني و هيلارد بالتعبير عن مواقف ناقدة لاسرائيل، واستلم بمقابل ذلك منافسيهما مبالغ مالية من اللوبي المؤيد لاسرائيل. و بما ان مكيني و هيلارد لم يكونا من الاعضاء المشهورين شعبيا، فان هذه المبالغ لمنافسيهم ادت الى خسارتهما السباق الانتخابي".
ووفقا لماسينج فإن الديمقراطيين هم المستلمون الاوائل لتبرعات المؤيدين لاسرائيل.ويقول "اكبر مؤيدو ايباك في اسرائيل هم الليبراليون المعروفون مثل نانسي بيلوسي و هينري واكسمن و جيرولد نادلر وهاورد بيرمان وهيلاري كلنتون. ولا تزال هيلاري تحاول التخلص من مشاكلها مع اللوبي الاسرائيلي بعد اعلانها تأييد قيام دولة فلسطينية عام 1998 ، حيث قامت هيلاري بعد ذلك بالتصويت لصالح جميع التشريعات التي ايدتها ايباك في مجلس الشيوخ " .
ويضيف قائلا " وفي الدورة الانتخابية الاخيرة حصلت كلنتون على 80 الف دولار من تبرعات المؤيدين لاسرائيل، وهو مبلغ يتجاوز اي مرشح اخر. و كنتيجة لهذه التبرعات، يقول احد العاملين في الكونجرس، انه يمكن الاعتماد على نصف مجلس النواب (من 250 الى 300 عضو) للتصويت اوتوماتيكيا لصالح ايباك".
وكما يشير ماسينج ، فتقوم ايباك بلا كلل بتجهيز مشاريع القرارات التشريعية و بكتابة الرسائل المؤيدة لاسرائيل. وتظهر اكثر من مئة هذه المشاريع في الكونجرس كل عام في عملية منظمة روتينية لاظهار تأييد الاعضاء لاسرائيل و بالتالي اهليتهم لاستلام المزيد من التبرعات المالية من ايباك.
ومن " الانتحار معارضة مشاريع القوانين هذه" كما يقول ام جي روزنبيرج و هو مدير المعهد الاسرائيلي للسياسة ومؤيد لقيام الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية و عمل روزنبيرج في ايباك بين عام 1982 و 1986، ويقول حول هذه الفترة " عملت في الكونجرس لعشرين عاما و اي نقد لايباك او معارضة لمشاريعها سيعرض الشخص للخطر...".
و كما قال احد اعضاء الكونجرس- الذي يعتمد على تبرعات ايباك - لمايكل ماسينج: "نحن معتمَدون، و مؤيدون، و لا نساءل نشاطات اسرائيل لدرجة اننا دفعنا العالم العربي بعيدا. لقد مررنا تشريعات توضح اننا لا نريد ان يقوم كلنتون او بوش بوضع الضغط على اسرائيل فيما يتعلق بالمستوطنات او المفاوضات. لو اننا مررنا تشريعا مؤيدا لخارطة الطريق لكان ذلك سيؤثر على العالم العربي و كان ساعد في تهميش الارهابيين..."
المصدر: العربية
إضافة تعليق جديد