كنا نقاوم وندبك ونضحك
أربعة كانوا، يفترشون الأرض. شبان نحيلون، يتبادلون النكات والضحك. بينهم مراهق لم تكتمل لحيته بعد.. الدبابات تنزل من سمخيا المقابل منسحبة، وهم يرصدون الانسحاب ويتحسرون على الصيد الضائع.
بعض الدبابات المنسحبة مدمر. آلية تجر مدفعاً خلع عن ظهر دبابته التي تسحبها آلية خلفها. والشبان يراقبون بمنظار هو أشبه بلعبة أطفال. مهما حدقت فيهم لن تقتنع أن هؤلاء فعلوا ما فعلوه بهذا الجيش المنسحب.
هناك أعطبنا أربع دبابات. يقول المقاتل الأول، مشيرا إلى مكان قريب من التلة. هنا، عند اللافتة الصفراء، كمنّا لهم، يتابع المقاتل الثاني: وأنا قصفت البيت الذي دخلوا إليه، وبعيني رأيتهم بعدها يخرجون ثلاثة على الحمالات.
يا أبا عبد الله، صرخ حين رمى عليهم. يومها وقعت مطاردات. هرب الإسرائيليون. لم يدخلوا قلب الضيعة ولا مرة.
كيف مضت الأيام عليهم؟ يجيب واحد منهم: كما الآن. مزاح وضحك. كنا ندبك تحت الزيتونة كلما سمعنا خبراً جيداً. كنا نقاوم وندبك، يقول الشاب وهو في الخامسة والعشرين ومتزوج ولديه ثلاثة أطفال.
جهاد بزي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد