الرأسمال الثقافي
هو مفهوم محوري عند عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، يعبّر عن مجموع المعارف والمهارات والأذواق الثقافية التي يمتلكها الفرد، والتي تسهم في تحديد مكانته الاجتماعية. هذه الأصول الثقافية ليست مادية كالمال، لكنها تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الفوارق الطبقية.
لنأخذ مثالين لتوضيح الفكرة. الأول هو التعليم: شخص يتخرج من جامعة مرموقة مثل السوربون في فرنسا يتمتع برأسمال ثقافي أكبر من شخص آخر يتخرج من جامعة غير معروفة، حتى وإن كانا يدرسان نفس التخصص. السمعة التي تكتسبها المؤسسات التعليمية تضفي على خريجيها قيمة إضافية، مما يمنحهم فرصًا أفضل في سوق العمل.
المثال الثاني هو الذوق الفني: تصور شخصًا نشأ في بيئة تثمن الفنون الرفيعة، مثل المسرح الكلاسيكي أو الموسيقى الكلاسيكية، وآخر نشأ في بيئة تركز على ثقافة شعبية. الشخص الأول قد يبدو "أكثر رقيًا" في عيون المجتمع، مما يعزز مكانته الاجتماعية. بورديو يجادل بأن هذه الأذواق والتفضيلات ليست طبيعية أو فردية بالكامل، بل هي موروثة من الطبقة الاجتماعية للفرد.
باختصار، الرأسمال الثقافي هو أحد الأدوات التي تستخدمها النخب للحفاظ على هيمنتها وإعادة إنتاج الفوارق الاجتماعية. إنه أكثر من مجرد معرفة، بل هو مفتاح لفهم القوة الاجتماعية.
إضافة تعليق جديد