قضية الهجرة تخيم على قمة بروكسل: تضامن أوروبي لحل المشكلة.. بلا ترجمة عملية
اختتم رؤساء دول وحكومات بلدان الاتحاد الأوروبي الـ28 أمس، اليوم الثاني من أعمال قمة طغت عليها مسألتا الهجرة إلى أوروبا، والتبادل الحر.
وتمحور الاجتماع حول مسألة الهجرة غير الشرعية، بعد ثلاثة أسابيع على مأساة لامبيدوزا. وللحيلولة دون تكرار هذه المأساة في المستقبل، ينوي قادة أوروبا قبل كل شيء، تشديد مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وتعهد قادة الاتحاد التضامن في معالجة ملف الهجرة السرية الشائك في البحر المتوسط، إلا أنهم أحالوا عملية اتخاذ القرار إلى شهر حزيران في العام 2014، بعد الانتخابات الأوروبية.
وأعرب رئيس الحكومة الإيطالية إنريكو ليتا، الذي طالب بإدراج ملف الهجرة في جدول أعمال القمة، عن ارتياحه للقرارات التي اتخذها نظراؤه الأوروبيون.
وقال ليتا في مؤتمر صحافي «لقد حاربنا من أجل فرض قضية الهجرة، وكي يكون للقرارات طابع عملي. إنها قرارات مرضية بالنسبة إلى تطلعاتنا لأنها تتضمن مفهوم التضامن، الأمر الذي لم يكن سهلاً»، إلا أنه اعترف بأن هذه النتائج «لن تكون كافية ما لم تتبعها تحركات عملية».
من جهته أشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى نزوح واسع محتمل للاجئين السوريين قبل الشتاء، قائلاً «يجب أن نتحرك بشكل عاجل ومبكر».
غير أن القادة الأوروبيين ما زالوا مختلفين على الحلول اللازمة لتفادي تكرار مأساة لامبيدوزا التي قضى خلالها المئات غرقاً مطلع الشهر الحالي.
ويذكر أن المعاهدات الأوروبية تنص على تقاسم المسؤوليات، بما فيها المالية في القضايا الداخلية، إلا أن دول الشمال ترفض أي تقاسم للأعباء. وتقع مسؤولية التعامل مع طالبي اللجوء على عاتق دول الوصول، وترفض 24 من الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي بشدة، أي تعديل أو تخفيف لهذه القاعدة.
وكان متوقعاً خلال الاجتماع أن يعيد القادة الأوروبيون تأكيد رغبتهم في توقيع اتفاق شراكة وتبادل حر مع أوكرانيا لمناسبة قمة الشراكة الشرقية المقررة أواخر تشرين الثاني المقبل في فيلنيوس، وذلك على الرغم من التحفظات الشديدة التي تبديها روسيا المستاءة من تقرب كييف من أوروبا.
ويفترض أن يعلن القادة الأوروبيون ما إذا كانوا مستعدين لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع بلدين آخرين من الاتحاد السوفياتي السابق هما مولدافيا وجورجيا.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيكون من الصعب على أوكرانيا الانضمام للاتحاد الجمركي الذي تترأسه روسيا، حال توقيع كييف على اتفاقية التعاون مع الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن بوتين أمس، قوله إنه سيكون من المستحيل انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي لأن توقيعها على اتفاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي ينص على إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين الاتحاد وبينها، مشيراً إلى أن بلاده ليست ضد انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي لأن هذا حق سيادي للشعب الأوكراني.
من جهة أخرى، قال هولاند إنه سجل «تباطؤاً واضحاً» في معدل البطالة في فرنسا خلال شهري آب وأيلول الماضيين، على الرغم من القفزة التي سجلها الشهر الماضي بسبب خطأ وقع في شهر آب.
ولفت هولاند، خلال مؤتمر صحافي، إلى أن عدد العاطلين عن العمل زاد بما مجموعه عشرة آلاف «وهذا رقم لا يزال مرتفعاً، لكن هناك تباطؤ واضح مقارنة مع ما لاحظناه قبل عام، حيث كانت البطالة تزداد من 30 إلى 40 ألفاً شهرياً».
وأقر الرئيس الفرنسي: «لم نصل بعد إلى تغيير منحى البطالة»، مضيفاً «أقوم بكل ما في وسعي لتحقيق هذا الهدف، وتشير الأرقام الأخيرة، إذا نظرنا إليها بموضوعية، إننا نسلك الطريق إلى ذلك».
وفي سياق آخر، ضغط رئيس الوزراء البريطاني على الزعماء الأوروبيين لإلغاء إجراءات روتينية تقول لندن إنها تخنق الشركات الصغيرة، ولكن لم يحصل منهم سوى على التزام مبهم بتخفيف القواعد.
وسعى كاميرون ــ الذي أحضر تقريراً من 60 صفحة ورافقه عدد من رجال الأعمال البارزين ــ إلى معالجة الشكاوى التي يعبر عنها البريطانيون المشككون في جدوى الاتحاد الأوروبي، والذين يقولون إن قواعد الاتحاد تافهة وضارة ومتعجرفة.
وقال كاميرون لدى وصوله للمشاركة في اليوم الثاني من قمة الاتحاد الأوروبي «جئت ببعض من أفضل عقول قطاع الأعمال في بريطانيا إلى هنا في بروكسل لبحث القواعد التي يمكننا تخفيفها».
وسيتعهد زعماء الاتحاد الأوروبي في البيان الختامي لقمتهم بدعم المفوضية الأوروبية في جهودها الرامية إلى تخفيف القوانين غير الضرورية.
وأظهرت مسودة للبيان الختامي أن الزعماء سيرحبون «بالخطوات التي اتخذتها الدول الأعضاء والاتحاد الأوروبي بهدف تحديد القواعد التي تشكل عبئاً ثقيلاً بشكل أفضل».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد