01-04-2006
قصائد الشيرازي
العيد عاد
العيد عادَ، وهذه بركاتُهُ
حلَّت عليكَ، فهاتها يا ساقي
وصُن المواعيد التي حددْتَها
يوماً لنا، إنّا على ميثاق
إني لأعجبُ في زمان فراقنا
كيف استطعتَ تصبُّراً وتَحمُّلا
كيف انخدعتَ إلى خصوم قلوبنا
بل كيف طاوعكَ الفؤادُ فتُهمِلا
قلْ لابنة الكرْم الأثيرة إننا
خدمٌ لها في محفل الجُلاّس
قد حرَّرَتْكِ من القيود جميعها
أنفاسنا فتقدَّمي في الكاس
بقدومِكِ الشَرْبُ الندامى كلُّهم
متنعِّمون بكامل الأفراح
فلْيغدُ قلبٌ لا يريدُ مسرّةً
لك دائماً مستودعَ الأتراح
شكراً لربِّكِ، فالخريف بغزوهِ
للروض لم يظفرْ بأيِّ قطافِ
بالياسمين نجتْ رياضُكِ كلُّها
والسروِ والأزهارِ والصفصافِ
ولْتنْأ عينُ السوءِ عنكِ على المدى
فلقد رجعتِ من الفراق الآفل
أدناكِ طالعُكِ الشهيرُ تحفُّهُ
أنعامُ حظٍّ بالولادةِ كامل
يا حافظُ استمسكْ بمنجاةٍ، ولو
جلَّتْ، ولا تتركْ سفينة نوح
أو أنَّ طوفانَ الحوادث عنوةً
يذور جذورَك في مهبِّ الريح
دار الزمان
إن انحناءةَ حاجبيكَ جسورةٌ
تكفي لقتل الواهن المسكين
كالقوس في السهم الشديد نصبتَها
لتصيدَ روحي. نِعْمَ ما يرديني
العالَمان الزائلان يؤكَّدان
زوالَ كلِّ محبّةٍ وحنان
وزمانُنا ليس المطوِّحَ وحده
بالحبِّ هذا طبعُ كلِّ زمان
وبغمزةٍ فتَّانةٍ مغرورةٍ
ألقيتَها من نرجس الأحداق
مئة من الفتن الكبيرةِ خلَّفتْ
خِدَعَ العيون بعالم العشَّاق
مترنحاً غِبَّ الشرابِ ومتعَباً
في حالتيْكَ ذهبتَ للبستان
فعجبتُ كيف مياه وجهكَ خلَّفتْ
شررَ اللظى في الأرجوان القاني
ليلاً مررتُ على مجالس روضةٍ
والخمر قد دارت برأس الحاسي
فعجبتُ كيف لبرعمٍ في وردةٍ
به سرُّ ثغركَ كان من جلاسي
وأرى بنفسجةً، ومثلَ جديلةٍ
من زلفها المجدول كانت تجدلُ
لكنْ ضفيرتُكَ التي ظهرت لنا
أخبارُها بفم الصَبا تتنقَّلُ
شبّهتُ وردَ الياسمين بروضهِ
يوماً بوجهكَ فاستحى وتحيَّرا
وغدت على استصغاره ريح الصبا
تحثو على فمه تراباً أغبرا
أيكون عيشكَ واسعاً في خربةٍ
وضلالةٍ، أيراه <<حافظُ>> هكذا؟
حيثُ الخرابُ عطيَّةٌ أزليَّةٌ
خمرُ المجوس له يكونُ ملاذا
دار الزمانُ كما أشاءُ الأنا
صرتُ الموَّقَ، والزمانُ زمانا
وغدوتُ أخدمُ سيداً له سطوةٌ
أزليَّةٌ تستعبدُ الأكوانا
حجابك هذا
حجابُك هذا من يفكُّ قيودَهُ
ألا أيها المعشوقُ، و<<الشاهد القدسي>>
ويا طائر الفردوس من كان ناثراً
لكَ الحَبَّ؟ من أعطاك ماءً مع الحبس؟
ولي كَبيدٌ محروقةٌ من تفكُّري
بما صرتُ فيه، فاستبدَّ بيَ السهدُ
أفكِّرُ في حِضنِ غدا لكَ منزلاً
وفيه يطيب النوم، والعيشةُ الرغدُ
فلا تسأل الدرويشَ يوماً دعاءهُ
لدى الربِّ، إنَّ العفوَ وقفٌ على الربِّ
أخاف به عجزاً لجعل دعائه
قديراً على تحصيل عفوٍ على ذنبِ
دروبُ قلوبِ العاشقين أصابها
خُمارٌ بعينٍ منكَ قد مُلِئتْ خمرا
ويظهرُ من أسلوبها أنها احتستْ
شرابَكَ فارتدَّتْ بنظرتها سكرى
لقد أخطأ السهمُ الذي قد رميتَهُ
بغمزةِ عينٍ منكَ قد ناصلتْ قلبي
فذرْني إذنْ حتى أرى ما تريدهُ
وكيف ترى؟ ما رأيكَ الآن في حبي
ولو مرّةً في الدهرِ في إمْرةِ الهوى
سمعتَ صراخي يا حبيبي وآهاتي
وأهملْتَني، أهملتَ كلَّ تضرُّعي
فأنت كما يبدو رفيعُ المقاماتِ(1)
تنبَّهْ على هذي الطريق، فإنهُ
بعيدٌ ورودُ الماءِ في هذه الصحرا
تنبَّهْ، ولا يخدعْكَ غولُ سباسبٍ
لئلا سرابَ الماء تحسبه نهرا
إذا سرَتَ في عصر الشبابِ على الخَطا
ولم تنتبهْ أن المشيبَ سيُقبل
فقلْ، أيُّ قانونٍ ستمشي بهديهِ
إلى حيثُ لا ترجو، ولا تتأمّلُ
ويا منزلَ الأحبابِ والأنس والهوى
سلمتَ، ويا قصرَ الفؤادِ المُنَوَّر
ويا ربِّ، صنْهُ من صروفِ زمانهِ
ليبقى أنيساً عامراً غيرَ مقفرِ
و<<حافظ>> ذاك الخادمُ الصبُّ حافظٌ
لسيدِّه عهداً، سيبقى له عبدا
فأرجوكَ، صالحْني، وعدْ، أنتَ مهلكي
عتابُكَ يا محبوبُ قد هدَّني هدّا
العيد عادَ، وهذه بركاتُهُ
حلَّت عليكَ، فهاتها يا ساقي
وصُن المواعيد التي حددْتَها
يوماً لنا، إنّا على ميثاق
إني لأعجبُ في زمان فراقنا
كيف استطعتَ تصبُّراً وتَحمُّلا
كيف انخدعتَ إلى خصوم قلوبنا
بل كيف طاوعكَ الفؤادُ فتُهمِلا
قلْ لابنة الكرْم الأثيرة إننا
خدمٌ لها في محفل الجُلاّس
قد حرَّرَتْكِ من القيود جميعها
أنفاسنا فتقدَّمي في الكاس
بقدومِكِ الشَرْبُ الندامى كلُّهم
متنعِّمون بكامل الأفراح
فلْيغدُ قلبٌ لا يريدُ مسرّةً
لك دائماً مستودعَ الأتراح
شكراً لربِّكِ، فالخريف بغزوهِ
للروض لم يظفرْ بأيِّ قطافِ
بالياسمين نجتْ رياضُكِ كلُّها
والسروِ والأزهارِ والصفصافِ
ولْتنْأ عينُ السوءِ عنكِ على المدى
فلقد رجعتِ من الفراق الآفل
أدناكِ طالعُكِ الشهيرُ تحفُّهُ
أنعامُ حظٍّ بالولادةِ كامل
يا حافظُ استمسكْ بمنجاةٍ، ولو
جلَّتْ، ولا تتركْ سفينة نوح
أو أنَّ طوفانَ الحوادث عنوةً
يذور جذورَك في مهبِّ الريح
دار الزمان
إن انحناءةَ حاجبيكَ جسورةٌ
تكفي لقتل الواهن المسكين
كالقوس في السهم الشديد نصبتَها
لتصيدَ روحي. نِعْمَ ما يرديني
العالَمان الزائلان يؤكَّدان
زوالَ كلِّ محبّةٍ وحنان
وزمانُنا ليس المطوِّحَ وحده
بالحبِّ هذا طبعُ كلِّ زمان
وبغمزةٍ فتَّانةٍ مغرورةٍ
ألقيتَها من نرجس الأحداق
مئة من الفتن الكبيرةِ خلَّفتْ
خِدَعَ العيون بعالم العشَّاق
مترنحاً غِبَّ الشرابِ ومتعَباً
في حالتيْكَ ذهبتَ للبستان
فعجبتُ كيف مياه وجهكَ خلَّفتْ
شررَ اللظى في الأرجوان القاني
ليلاً مررتُ على مجالس روضةٍ
والخمر قد دارت برأس الحاسي
فعجبتُ كيف لبرعمٍ في وردةٍ
به سرُّ ثغركَ كان من جلاسي
وأرى بنفسجةً، ومثلَ جديلةٍ
من زلفها المجدول كانت تجدلُ
لكنْ ضفيرتُكَ التي ظهرت لنا
أخبارُها بفم الصَبا تتنقَّلُ
شبّهتُ وردَ الياسمين بروضهِ
يوماً بوجهكَ فاستحى وتحيَّرا
وغدت على استصغاره ريح الصبا
تحثو على فمه تراباً أغبرا
أيكون عيشكَ واسعاً في خربةٍ
وضلالةٍ، أيراه <<حافظُ>> هكذا؟
حيثُ الخرابُ عطيَّةٌ أزليَّةٌ
خمرُ المجوس له يكونُ ملاذا
دار الزمانُ كما أشاءُ الأنا
صرتُ الموَّقَ، والزمانُ زمانا
وغدوتُ أخدمُ سيداً له سطوةٌ
أزليَّةٌ تستعبدُ الأكوانا
حجابك هذا
حجابُك هذا من يفكُّ قيودَهُ
ألا أيها المعشوقُ، و<<الشاهد القدسي>>
ويا طائر الفردوس من كان ناثراً
لكَ الحَبَّ؟ من أعطاك ماءً مع الحبس؟
ولي كَبيدٌ محروقةٌ من تفكُّري
بما صرتُ فيه، فاستبدَّ بيَ السهدُ
أفكِّرُ في حِضنِ غدا لكَ منزلاً
وفيه يطيب النوم، والعيشةُ الرغدُ
فلا تسأل الدرويشَ يوماً دعاءهُ
لدى الربِّ، إنَّ العفوَ وقفٌ على الربِّ
أخاف به عجزاً لجعل دعائه
قديراً على تحصيل عفوٍ على ذنبِ
دروبُ قلوبِ العاشقين أصابها
خُمارٌ بعينٍ منكَ قد مُلِئتْ خمرا
ويظهرُ من أسلوبها أنها احتستْ
شرابَكَ فارتدَّتْ بنظرتها سكرى
لقد أخطأ السهمُ الذي قد رميتَهُ
بغمزةِ عينٍ منكَ قد ناصلتْ قلبي
فذرْني إذنْ حتى أرى ما تريدهُ
وكيف ترى؟ ما رأيكَ الآن في حبي
ولو مرّةً في الدهرِ في إمْرةِ الهوى
سمعتَ صراخي يا حبيبي وآهاتي
وأهملْتَني، أهملتَ كلَّ تضرُّعي
فأنت كما يبدو رفيعُ المقاماتِ(1)
تنبَّهْ على هذي الطريق، فإنهُ
بعيدٌ ورودُ الماءِ في هذه الصحرا
تنبَّهْ، ولا يخدعْكَ غولُ سباسبٍ
لئلا سرابَ الماء تحسبه نهرا
إذا سرَتَ في عصر الشبابِ على الخَطا
ولم تنتبهْ أن المشيبَ سيُقبل
فقلْ، أيُّ قانونٍ ستمشي بهديهِ
إلى حيثُ لا ترجو، ولا تتأمّلُ
ويا منزلَ الأحبابِ والأنس والهوى
سلمتَ، ويا قصرَ الفؤادِ المُنَوَّر
ويا ربِّ، صنْهُ من صروفِ زمانهِ
ليبقى أنيساً عامراً غيرَ مقفرِ
و<<حافظ>> ذاك الخادمُ الصبُّ حافظٌ
لسيدِّه عهداً، سيبقى له عبدا
فأرجوكَ، صالحْني، وعدْ، أنتَ مهلكي
عتابُكَ يا محبوبُ قد هدَّني هدّا
إضافة تعليق جديد