عــادل إمــام يُضحـكـنـا.. بانـتــظار المحـاكـمــة

25-08-2012

عــادل إمــام يُضحـكـنـا.. بانـتــظار المحـاكـمــة

في تسابقها لعرض أعماله الفنية في عيد الفطر، لم تنتبه محطات التلفزيون المصرية إلى حقيقة أنّ عادل إمام، سيقف بعد أسابيع قليلة أمام المحكمة، في جولة جديدة ونهائية،  في مشهد من «فرقة ناجي عطالله» لمحاكمته بتهمة «ازدراء الأديان في أعماله الفنية». وهي التهمة التي عوقب على إثرها بالحبس ثلاثة أشهر في درجة التقاضي الأولى، قبل أن يَستأنف الحكم، منتظراً مصيره في أيلول المقبل. لم تنتبه المحطات الفضائية لذلك، ورقد تكون لم تكترث، أو ربما لا تتوقع أن يتم تأكيد العقوبة فعلاً. «الزعيم» لن يذهب إلى «الزنزانة»، ودخول عادل إمام إلى السجن إن حدث فسيكون أشبه بانهيار هرم خوفو.
وبغضّ النظر عن عودة إمام إلى التلفزيون في رمضان بمسلسل يغازل المشاعر الوطنية المتحفّزة دوماً تجاه إسرائيل، إلَّا أنَّ شاشات عيد الفطر كانت مناسبة لنتأمل تأثير هذا الفنان الأكبر نجاحاً وجماهيرية على مدى تاريخ السينما المصرية، في شقّها الكوميدي على الأقل. صمتت أزمات عادل إمام السياسية والقضائية قليلاً في العيد، لتترك المساحة الأكبر على الشاشات لأعماله الفنية الغزيرة التي ما زالت تجد لنفسها بسهولة أهم المسوقين، وأفضل توقيتات العرض. يتنقل مشاهد العيد بين القنوات فيجد «عريس من جهة أمنية» على الفضائية المصرية، ينتقل إلى الفضائية الثانية فإذا به أمام «مدرسة المشاغبين»، على القنوات الخاصة لا يختلف الأمر فها هو فيلم «زهايمر» على قناة «الحياة»، وعلى غيرها يواصل «سرحان عبد البصير» إضحاك الناس في «شاهد ما شافش حاجة». أفلام ومسرحيات تتفاوت مستوياتها الفنية، لكنّها تنافست في العيد كأنّ إمام يتنافس ضدّ نفسه، في «الواد سيد الشغال» و«النوم في العسل» وكراكون في الشارع» و«البحث عن فضيحة» و«سلام يا صاحبي»، أعمال تتوالى وتتزاحم، كأنّ ذلك «الكوميديان» النادر المثير للضحك، وللغضب أحياناً، لم يحصل على أي راحة منذ أربعة عقود من الزمن.
مع ذلك، يبدو أنّ ثمة شيئاً ناقصاً في أسماء الأعمال المذكورة، نوع من الأعمال لم يظهر في العيد ولا الأيام السابقة عليه، فأين فيلم «طيور الظلام»؟، وأين «الإرهابي»؟ وأين «الإرهاب والكباب»؟، وهي أبرز الأعمال التي أودت بإمام إلى القضاء متهماً بالسخرية من الرموز الإسلامية، في انتقام بارد ومتأخّر من الذين طالما أزعجتهم هذه الأعمال؟ هل هي استبعدت بهجة العيد هذه الأعمال التي تنتقد التطرف؟ أم هي الظروف السياسية التي تغيّرت، ويتغير معها، كل شيء في مصر اليوم؟ قد لا يظهر الجواب قبل أن تنطق المحكمة قرارها.

علي المحروس

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...