عصام العريان ينتقد برنامج الأخوان المسلمين
أبدى القيادي البارز في جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر عصام العريان اعتراضاً على البرنامج الذي طرحته الجماعة الشهر الماضي على مجموعة من المثقفين والباحثين السياسيين في مصر، وذلك في أول تعليق له على البرنامج عقب الإفراج عنه قبل أيام. وأثار برنامج «الإخوان» انتقادات عدة للنقاط الواردة فيه مثل معارضة تولي المرأة وغير المسلمين للحكم، واقتراح الجماعة هيئة للعلماء تختص بالنظر في الأمور المطروحة على البرلمان.
وعلى رغم أن العريان قال إن «الجماعة تسرعت في طرح البرنامج، وكان ينبغي التريث قليلاً قبل طرحه»، إلا أنه انتقد أيضاً مهاجمي البرنامج معتبرا أنهم ركزوا على نقاط محددة ولم يناقشوا البرنامج تفصيلياً خصوصا أن فيه أموراً جديرة بالمناقشة.
وانتقد محللون سياسيون نقاطاً عدة في برنامج «الإخوان» الذي طرحوه على نحو 50 شخصية من الباحثين والأكاديميين والكتاب، معتبرين أن فيه تراجعاً عن قبول الجماعة مبدأ الديموقراطية وتداول السلطة. وجاء البرنامج في 6 أبواب و15 فصلاً، غلب فيها الاتجاه الدعوي على الاتجاه السياسي.
ورأى العريان في ما يتعلق بمسألة ترشيح المرأة وغير المسلمين، أن هذه المسألة تُترك للشعب. وقال: «كان من الأفضل أن نسكت عن هذه المسألة، والشعب يختار طبقاً لقناعاته الفقهية». وتابع: «الاختيار يكون طبقاً للتصويت وليس طبقاً للنصوص».
وعن هيئة العلماء التي طرحت في البرنامج، رأى العريان أنها نقطة سلبية وتشتت الانتباه عن بقية البرنامج. وقال إن دور العلماء يجب أن يكون محدداً مثلهم مثل بقية المواطنين و «لا يجب أن نعطيهم تميزاً في الدستور». وأضاف: «ليس هذا دور العلماء في فقه أهل السنة». وطالب بإعادة صوغ تلك النقطة، مشيراً إلى إمكان دمجها مع النقطة الخاصة بالمؤسسات الدينية وتطوير الأزهر و «هنا لن تكون محل خلاف».
ودعا إلى مناقشة البنود الاقتصادية في البرنامج، مشيراً إلى أن نجاحاً في الدول يقاس بمعدل نجاح أدائها الاقتصادي، مشيراً إلى تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا، معتبراً أن الفضل في استمراره في سدة الحكم كان نجاحه الاقتصادي وشعور الأتراك بذلك.
وقلل من الحديث عن صعود «التيار المتشدد» في «الإخوان» على حساب تيار المعتدلين الذي ينتمي إليه، مؤكداً أن ما يحدث هو «مراهنات على خلافات وتضخيم لها». وقال إن «الإخوان» الآن جمعوا ما كتب حول البرنامج و «هم بصدد عقد مائدة مستديرة لمزيد من النقاشات»، متوقعاً أن تشهد النسخة الأخيرة تعديلات كثيرة.
وسألته «الحياة» عن الموقف من إسرائيل، فأكد أن الإخوان «لو وصلوا إلى الحكم سيعترفون بإسرائيل ويحترمون المعاهدات، لكن اتفاقية كامب ديفيد ستطرأ عليها تغيرات وفقاً لما يناسبنا، ولا يعني هذا أننا نعلن الحرب ولكن سنقوم بمراجعة الاتفاقات والمعاهدات بما يتواءم مع المصلحة المصرية».
وكانت محكمة مصرية أمرت قبل أيام بإطلاق العريان وتسعة من قيادات الجماعة، وألغت المحكمة قرار نيابة أمن الدولة العليا بحبسه على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم في شأن اتهامهم بالانتماء إلى جماعة أُسست بالمخالفة لأحكام القانون واستخدام الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافها. واعتُقل العريان و13 من قيادات «الإخوان» في منزل رجل الأعمال المهندس نبيل مقبل في آب (أغسطس) الماضي.
وكانت السلطات اعتقلت العريان في حزيران (يونيو) من العام الماضي خلال تظاهرات لمناصرة قاضيين خضعا للمحاكمة بسبب صراع «نادي القضاة» مع الحكومة على خلفية مطالب تتعلق بقانون جديد للسلطة القضائية يكفل استقلالها.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد