عشرات المقاتلين يغادرون مدينة التل مع بدء تسويتها
بدأت عملية إخلاء مدينة التل في ريف دمشق من المسلحين، وذلك بعد إعلان اتفاق التسوية الاسبوع الماضي، الذي تأخر تطبيقه نتيجة تراجع قادة بعض الفصائل الاسلامية عنه، فجاءت العملية لتمهّد مرحلة البدء بتنفيذه أمس الاول.
وأكدت مصادر ميدانية في مدينة التل أن عملية الإجلاء بدأت في المدينة، وذلك بعد اكتمال اللوائح الاولى للراغبين بمغادرة المدينة نحو وجهة أخرى، هي إدلب مجددا. وقدَّرت المصادر عدد الذين تمت تسميتهم حتى أمس بحوالي اربعة آلاف بين مدني ومقاتل، على أن يتم فتح الباب لتسجيل قوائم اضافية إن دعت الحاجة.
ووفقاً للاتفاق فإنه سيتم «السماح لمن يريد الخروج من الشباب بسلاحهم الفردي لأي منطقة يختارونها، وتسليم السلاح الباقي بالكامل، وتسوية وضع المطلوبين رجالاً ونساء والمتخلفين عن خدمة العلم، ضمن تسوية تستمر لمدة ستة أشهر يليها إما الالتحاق بالخدمة العسكرية، أو مغادرة مدينة التل». ويشمل الاتفاق «المنشقين» عن الجيش ومؤسسات الدولة، باستثناء من ظهر في وسائل الاعلام وفقاً للمصادر ذاتها.
وتحدثت مواقع المعارضة عن 500 مقاتل يستعدون للمغادرة، إلى جانب ما يقارب هذا العدد من المتخلفين عن الخدمة العسكرية، والمنشقين عنها.
وتضمنت بنود التسوية «فتح طريق التل بالكامل وفتح طريق (بلدة) منين أمام المدنيين»، مع «تشكيل لجنة من 200 شخص لحماية المدينة يتم تشكيلها من قبل لجنة التواصل تعمل تحت أمرة الجهاز الأمني للدولة». ووفقاً للبنود السابقة أيضاً، تُحصر مهام الجيش بالمدينة في البحث عن حَمَلة السلاح المخالف، وبالاتفاق مع لجنة المصالحة الدائمة.
ومن المقرر أيضاً، وفقاً لمواقع «المعارضة»، أن «يتم إجلاء جرحى ونساء وأطفال ضمن عملية الإجلاء تلك، وستقلّهم أكثر من 40 حافلة إلى مدينة إدلب في الشمال السوري».
وتعتبر مدينة التل إستراتيجية بالحسابات العسكرية والأمنية، اذ تقع في الريف الشمالي للعاصمة السورية على سلسلة جبال القلمون، وتبعد عن مركز دمشق نحو 14 كيلومتراً.
ويُقدر تعداد سكانها قبل الأحداث السورية بحوالي 100 ألف نسمة، تضاعف خمس مرات مع نهاية العام 2016 بسبب النزوح إليها من بلدات الغوطة الشرقية وقرى القلمون.
واعتبر تقرير ميداني سابق أن المدينة تعتبر «مفتاح الغوطة من الجهة الشمالية من ناحية مدينة برزة، وتمتد مع وادي موسى باتجاه وادي بردى. كما انها تشكل أحد المعابر الإستراتيجية للمسلحين من سلسلة القلمون باتجاه العاصمة، فضلاً عن كونها تشكل تهديداً رئيسياً على أوتوستراد دمشق ـ حمص، إذ تسيطر عليه من الاتجاهات كافة».
واعتبر التقرير أن «انتهاء سيطرة (جبهة) النصرة على المدينة سمح للجيش السوري بقطع أهم طرق إمداد المسلحين عن الغوطة الشرقية، وإغلاق بوابة من بوابات امداد مسلحي وادي بردى، كما تأمين أوتوستراد دمشق ـ حمص نهائياً من التهديد الذي كان يشكل عبئاً على حركة المدنيين على الأوتوستراد».
كما يشكل مدخل مدينة التل احد المداخل الرئيسية لدمشق من المناطق الوسطى، والشمالية، الى جانب المدخل الرئيسي المجاور لمدينتي حرستا ودوما، والذي يتعرض لحالات قنص من مناطق سيطرة المسلحين بين وقت وآخر.
ويُنتظر، وفقاً لتسريبات عديدة، أن تبدأ عملية تسوية أو مصالحة في الغوطة الشرقية، تشمل بلدات عدة كسقبا وحمورية، مع تقدم الجيش في تلك المنطقة، فيما يُتوقع أن تتبع بلدات في الغوطة الغربية كزاكية التسوية التي تمت في خان الشيح الاسبوع الماضي.
ووفقاً لمركز حميميم للمصالحات، فإن 3010 أشخاص غادروا بلدة خان الشيح اثر التسوية التي جرت، بينهم 1846 مسلحاً و1164 من افراد عائلاتهم، علما أن عملية النقل لم تنته بعد، ويتوقع نقل 100 مسلح آخر و300 من افراد عائلاتهم إلى ادلب في الايام المقبلة. وكشفت معلومات ميدانية أن الجيش السوري تسلم من المقاتلين بعد التسوية عربتي شيلكا، وسبع دبابات، وأربع مضادات جوية، وثلاث منظومات لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع، اضافة لما يقارب 500 رشاش ثقيل وما يماثل هذا العدد من البنادق الرشاشة، ومعها ثلاثة ملايين رصاصة.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد