عدوان إسرائيل على غزة مستمر: شهيدان وحماس مستعدة لـ«تهدئة متبادلة»
ما زالت حالة التوتر تسود أجواء قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي في ظل استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدوانها على القطاع، والذي رفع عدد الشهداء إلى تسعة، بعد سقوط اثنين أمس، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
في هذا الوقت، واصلت المقاومة الفلسطينية ردها على مواقع الاحتلال بعشرات الصواريخ والقذائف، موقعة حوالي 18 جريحا إسرائيليا في يومين، يُذكر أن صاروخ «غراد» سقط في منطقة غير مأهولة قرب بلدة بئر السبع البعيدة جنوبي النقب. وأعلنت حركة حماس، في وقت متأخر أمس، التزامها بالتهدئة استجابة للجهود المصرية، إذا رضخ الاحتلال لها أيضا، بينما لم يصدر أي رد إسرائيلي رسمي على هذا الأمر.
وأعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحماس، الالتزام بوقف جولة التصعيد مع الاحتلال اذا التزم الاحتلال بوقف العدوان على غزة وذلك استجابة لجهود مصرية. وأضافت، في بيان، أن «المواجهة مع العدو في هذه الجولة كانت بالحد الأدنى من النيران والردود، وهي رسالة ينبغي على قادة الاحتلال أن يفهموها جيدا».
وفي مدينة غزة، قال المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سليمة إن «الطفل مؤمن الاضم (14 عاماً) استشهد وأصيب والده بجروح خطيرة»، مضيفاً أن «سيدتين أصيبتا أيضاً بجروح متوسطة بعد استهداف طائرة استطلاع لأرض خالية في حي الزيتون» في شرقي المدينة.
وكانت طائرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في رفح جنوبي القطاع، ما أسفر عن استشهاد غالب ارميلات (21 عاماً) وإصابة آخر. وقال شهود عيان إن ارميلات ينتمي إلى «كتائب عز الدين القسام».
من جهته، أعلن جيش الاحتلال أن «سلاح الجو الإسرائيلي استهدف إرهابييْن في حركة الجهاد العالمي قاما بدور محوري في الهجوم الإرهابي على الحدود مع مصر الاثنين الماضي»، مشيراً إلى أن «الجريح هو محمد الرشدان من حركة التوحيد والجهاد».
لكن مصدرا طبيا فلسطينيا أكد أن الجريح هو محمد رشوان، وأن إصابته خطيرة، مشيراً إلى أنه لم يتم التأكد ما إذا كان رشوان ينتمي إلى أي من المنظمات الفلسطينية.
وشنت الطائرات الحربية غارات على مواقع تدريب تابعة لـ«كتائب القسام» في مخيم النصيرات وسط القطاع، وشرق مخيم جباليا شمالي القطاع، أسفرت عن إصابة طفلين.
وأصيب فتى (14 عاما) بجروح متوسطة، نتيجة شظايا قذيفة مدفعية أطلقتها دبابات الاحتلال المتمركزة في محيط موقع «كيسوفيم» العسكري شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع. وجرح مواطنان في غارة نفذتها طائرات الاحتلال على بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
من جهتها، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية مسؤوليتها عن مواصلة إطلاق الصواريخ على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إصابة 18 إسرائيلياً، بينهم 11 من عناصر «حرس الحدود» جراء صواريخ «كتائب القسام». وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إنه منذ بداية المواجهات سقط حوالي 100 صاروخ وقذيفة هاون على المستوطنات المحاذية للقطاع.
وأعلن جيش الاحتلال أنه «سيواصل العمل بصبر وإصرار ضد الذين يستخدمون الإرهاب ضد إسرائيل». وهدد رئيس الأركان الإسرائيلي بني غانتس بمواصلة العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، مؤكداً أن جيش الاحتلال سيواجه بقوة كافة المحاولات للمساس «بأمن إسرائيل». وقال إن «الجيش على استعداد ليستمر في الرد على كل تهديد، وفي كل وقت».
بدوره، أكد السفير المصري لدى فلسطين ياسر عثمان، لوكالة «معا»، أن الدور المصري ثابت في رعاية عملية التهدئة وضمان تثبيتها، موضحاً أن القاهرة تتدخل حالياً لدى الأطراف كافة لاستعادة حالة الهدوء مرة أخرى.
وكان مصدر فلسطيني أعلن أن الجانبين اتفقا على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة الحادية عشرة مساء أمس بعد تدخل مصر، فيما تحدث التلفزيون الإسرائيلي عن فشل الوساطة المصرية «حتى الآن».
وأكد القيادي في حركة حماس أيمن طه، في حديث لـ«معا»، أن حركته «لا تلهث خلف التهدئة»، وأن المعادلة مع العدو هي «هدوء يقابله هدوء»، مؤكداً أن «حماس حريصة على تجنيب الشعب الفلسطيني آلة الحرب الإسرائيلية، لكن الاعتداءات لا يمكن أن تمر من دون عقاب».
من جهة أخرى، واصل المستوطنون أعمال البناء والجرف لليوم الثالث على التوالي في ثلاث بؤر استيطانية جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة غسان دغلس لـ«معا»، إن «المستوطنين بدأوا بتوسيع ثلاث بؤر استيطانية في محيط قرى جالود وجوريش وقريوت جنوبي نابلس، وقاموا بجرف أكثر من 60 دونماً زراعياً وأقاموا 45 منزلا متنقلاً، وأسسوا لإقامة عدد من المنازل الثابتة»، مؤكداً أن «أعمال الجرف باتت لا تبعد سوى 300 متر عن منازل المواطنين الفلسطينيين، لا سيما في قرى مثل جالود».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد