طهران تطالب واشنطن بتغيير أفعالها
اعتبرت طهران امس، ان إجراء تغيير حقيقي في «أداء» واشنطن تجاهها، ليس أمرا «صعبا»، ودعت ادارة الرئيـس الاميركي باراك اوباما الى تغيير الســياسات الاميركية في العراق وأفغانســتان، معتبرة في الوقت ذاتـه ان «استياء» الدول الكبرى من المواقف الايرانية دليل على «حضورنا المؤثر».
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني «ان شعبنا يراقب عن كثب إجراءات الأميركيين ومواقفهم في التعاطي مع إيران حتى يقف على واقع الحديث عن التغيير: هل هو حقيقة، أم مجرد كلام». وأضاف ان «الشعب الإيراني يتابع بدقة سلوك الولايات المتحدة في التعاطي مع إيران ويرى أن إجراء تغيير حقيقي في أداء أميركا مع إيران ليس صعبا، وعلى واشنطن إنهاء عدائها للشعب الإيراني لا إرسال التهاني لمناسبة العام الجديد تزامنا مع تشديد العقوبات ضدنا».
واعتبر لاريجاني ان شعار التغيير الذي رفعته الإدارة الأميركية الجديدة «طرح كضرورة فرضت على واشنطن لتغيير صورتها نتيجة لحقائق وتطورات يشهدها العالم»، مطالبا الولايات المتحدة بـ«تغيير سياساتها في العراق وأفغانستان وترك الشعبين العراقي والأفغاني كي يقررا مصيرهما بنفسيهما.. وأيضا بإنهاء دعمها لإسرائيل التي ترتكب أبشع الجرائم ضد الشــعب الفلسطيني».
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، ان «الحقائق الجديدة في المجتمع الدولي تتطلب تغيير السياسات القمعية والأحادية الجانب التي انتهجتها الادارة الاميركية السابقة، بالأفعال لا بالأقوال». وأضاف «يتعين على أوروبا ايضا ان تنظر باحترام الى قوانين وقواعد مؤتمر دوربان المتضمن لآراء ومواقف طيف واسع من المجتمع الدولي حيال الأنظمة العنصرية في العالم، وان تتجنب الأحكام المسبقة وتجعل نفسها محامــية للأنظمة القمعية».
وكان مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي، اعتبر امس الاول خلال استقباله الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، أن استياء «الدول الاستكبارية من مواقفنا دليل على حضورنا المؤثر». وتوجه إلى تشافيز قائلا ان «تولي حكومتكم السلطة في فنزويلا فتح فصلا جديدا في تاريخ منطقة اميركا اللاتينية»، مضيفا ان «شجاعة وجرأة حكومة وشعب فنزويلا بعث الثقة بالنفس لدى شعوب هذه المنطقة».
وأثنى خامنئي على «المواقف الشجاعة» للرئيس الفنزويلي «تجاه قضية غزة وقطاع العلاقات مع الكيان الصهيوني». وقال ان «ما فعلته الحكومة الفنزويلية كان في الحقيقة ما يجب ان تفعله الدول الاوروبية التي تتشدق بحقوق الإنسان والدفاع عن البشر، الا انه من المؤسف، سارت الدول الأوروبية عكس هذا المسار».
وتطرف خامنئي الى «الضجة الإعلامية» المستمرة بشأن الموضوع النووي الايراني. وقال ان «القضية تدل ايضا على استياء جبهة الاستكبار من ان تصل ايران الى التقنية النووية». وأكد ان «الغربيين يعلمون جيدا اننا لسنا بصدد امتلاك القنبلة النووية الا ان سبب استياءهم هو ان هذا البلد توصل الى هذه التقنية من دون إذنهم».
وفي إطار العلاقات الإيرانية الفنزويلية، وقع الرئيسان محمود أحمدي نجاد ونظيره الفنزويلي، على 9 وثائق للتعاون في المجالات السياسية والتجارية والصناعية والعلمية. كما وقع وزيرا خارجية ايران وفنزويلا على مذكرة تفاهم لإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين.
وعلى هامش زيارته ايران، قال تشافيز انه يأمل في بدء صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة. وأوضح في مقابلة عبر الهاتف من طهران مع اذاعة فنزويلية «نأمل في ان تكون قمة ترينيداد وتوباغو بداية صفحة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا». ومن المقرر ان يحضر الرئيس الاميركي باراك اوباما القمة التي ستعقد في الفترة بين 17 و19 نيسان الحالي، كما يتوقـع ان يحــضرها تشافيز أيضا.
في هذا الوقت، تسلم متكي رسالة من نظيره الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وقام بتسليمها سفير الامارات لدى إيران خليفة شاهين المرى. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» أن الرسالة تأتي في إطار حشد الدعم الدولي لترشيح الإمارات لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أرينا» في أبو ظبي.
من جهة اخرى، قال رئيس الوزراء الايراني السابق مير حسين موسوي، المرشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري في حزيران المقبل، انه سيواصل برنامج بلاده النووي في حال انتخابه رئيسا. وأوضح في خطاب لمديري حملته الانتخابية «لا اعتقد ان اي حكومة ستجرؤ على التراجع في هذا الخصوص لان الناس سيشككون في مثل هذا القرار. ونظرا للمصلحة على الأمد الطويل، نحن مجبرون على عدم التراجع بهذا الشأن او بشأن قضايا اخرى».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد