طرابلس اللبنانية بلا سيارات ليوم واحد فقط

عادت مدينة طرابلس اللبنانية، أمس، مئة سنة إلى الوراء عندما كانت تجوب شوارعها عربات تجرها الخيول قبل دخول المدينة عصر السيارات الآلية.

وعلى غرار «بيوك أضا» (جزيرة الأميرات) في تركيا، التي تحظر فيها السيارات تماماً، تحوّلت عاصمة الشمال اللبناني «مدينة خالية من السيارات» ليوم واحد فقط، في مبادرة بيئية نظمتها جمعيات محلية بهدف الحد من التلوث عبر تشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل البديلة.

وهكذا، تنفس الطرابلسيون هواء نظيفاً على مدى ساعات قليلة، وهم يجولون مشياً في شوارع مدينتهم بعيداً من ضوضاء السيارات والأدخنة الخارجة من عوادمها.

الحدث الذي أقيم تحت شعار «عينك عالبيئة... والمشي أحسن طريقة» حرص رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رعايته وحضوره شخصياً. وكان آخر رئيس جمهورية زار الميناء هو الراحل شارل حلو عام 1966، كما أكد نائب طرابلس روبير فاضل.

وشارك في التحضير للمبادرة وإنجاحها حوالى 600 متطوع من الجمعيات الكشفية والأهلية والمدنية، ومئة تلميذ من عشر مدارس في طرابلس والميناء، أخضعوا لدورة تدريب استعداداً للحدث الذي تضمن نشاطات رياضية وبيئية وفنية وثقافية ومسابقات وألعاباً ترفيهية، فضلاً عن سباق سيارات تعمل على الطاقة الشمسية.

وهو «الحدث البيئي الأول من نوعه في الشرق الأوسط»، بحسب تعبير هلا فاضل، رئيسة «مؤسسة جائزة موريس فاضل»، الجهة المنظمة والداعية إلى الحدث.

وخلت شوارع رئيسة في طرابلس تماماً من السيارات، للمرة الأولى في تاريخ المدينة. وقال عبدالستار حلواني (86 سنة): «إنها المرة الأولى التي أرى فيها طرقات مدينتي خالية من السيارات منذ طفولتي، في مشهد أعاد إلى ذاكرتي صورة طرابلس القديمة في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي». وتهدف المبادرة، بحسب وزير الاقتصاد والمال في حكومة الظل الشبابية زياد مبسوط، إلى «تعزيز الثقافة البيئية لدى المواطنين وجعل المدينة صديقة للإنسان، وإظهار الوجه الآخر لطرابلس ونزع الصورة المشوهة لمدينتنا والتي لا تعكس حقيقتها الجميلة والبسيطة والمتسامحة أبداً».

ودعماً للحدث البيئي، أحيا الفنان راغب علامة حفلة غنائية في المدينة ليل أول من أمس، بصفته سفير حملة الأمم المتحدة حول تغير المناخ.

المصدر: الحياة