ضربوا رئيس البلدية لأنه نفذ قوانينها

أمتار قليلة فقط تفصل بين مخفر شرطة حرستا وبلديتها التي تقع في الجهة المقابلة من الشارع وفي مبنى البلدية تعرض رئيسها عبد الناصر عراط للضرب في مكتبه عصر الخميس الماضي ما أدى إلى نقله لمشفى دوما وفق ما ذكر مقربون له ومصادر أخرى. رئيس البلدية  شرح ما جرى معه يوم الخميس نحو الساعة الثانية والنصف قائلاً: فوجئت بنحو 15 شخصاً مسلحين وقفوا بجانبي «خمسة على يميني وآخرون على يساري». 
 وما إن طلبت من الداخلين للمكتب الجلوس حتى انهالت علي الضربات من اليمين فحاولت استخدام الهاتف الخلوي لطلب المساعدة فأخذوه مني وعندما حاولت رفع سماعة الهاتف الأرضي، قام المهاجمون بكسر الهواتف ورموها على الأرض كما ألقوا الفاكس وقاموا بتكسير المكتب تقريباً، إضافة لرمي التلفزيون لوجود كاميرا على الباب وتلقيت ضربة بخرازة الورق على وجهي ثم بدأت الضربات تنهال علي وقاموا بسحب سكاكين ومسدسات وأغلقوا الباب علي.
وأكد عراط معرفته بالمهاجمين بالنظر إليهم إضافة إلى بعض أسمائهم وأوضح عراط سبب ما تعرض له من ضرب بالقول: إن سبب الاعتداء هو تنفيذه للتوجيهات بقمع المخالفات ويبدو أنهم (أي الفاعلون) أصحاب مخالفات سابقين.
أما السبب الرئيسي لتعرضه للضرب فيقول عراط: إنه في الثامن من الشهر الماضي أتتني برقية من المحافظ لإزالة مخالفة صالة ومكتب سيارات ووجهت العناصر للهدم فقاموا بإزالة غرفة واحدة فقط. وفي صباح اليوم التالي توجهت مع العناصر وقمت بهدم كامل المخالفة وهي مبنية على أرض أملاك دولة تابعة للمؤسسة العامة للمواصلات. عراط ذكر أنه تعرض لتهديدات في اليوم التالي من صاحب المخالفة الذي قال له: «سأحضرك من فراشك». وأضاف رئيس البلدية: في اليوم التالي مساء اقتحم أحدهم الوحدة الإدارية بسيارة رنج سوداء وذكر لي عناصر الوحدة أنه سحب سلاحاً ولم أتمكن من تصويره يحمل السلاح ولكن صورت دخوله للوحدة الإدارية.
عراط قال: إن هاتفه الخلوي يحتوي على التسجيلات الصوتية وبعض الصور ولكن تم أخذ الجهاز منه. في مكتب رئيس البلدية الذي دخلته «الوطن» برفقة عدد من موظفي البلدية ومعارف رئيسها وصحفيين من جهات صحفية أخرى كانت الهواتف في مكانها وجهاز التلفاز مقلوب على وجهه ومحطم مع بعض البعثرة للمكان وآثار بقعة حمراء على الأرض قرب كرسي رئيس البلدية وحجمها يزيد على حجم الليرة بقليل، قال الموظف الذي فتح الباب: إنها بقعة دماء بينما لا يزال فنجان الزهورات على مكتب رئيس البلدية، أما مكتب مدير مكتب رئيس البلدية فكان هاتفه محطماً وملقى على الأرض دون أن يحركه أحد.
احد الموظفين في البلدية شرح تفصيلات بداية الاعتداء على رئيس البلدية بأن أحد المهاجمين أخبره أن جاره لديه ملحق يبنيه ويريد إخبار رئيس البلدية، فما كان من الأول إلا إخطار رئيس البلدية ليطلب فطلب منه إدخال المشتكين، وأضاف الموظف: إن المتجمعين أخبروه بأنهم يجب أن يدخلوا جميعاً لشرح الموضوع لرئيس البلدية وما إن فتح الباب حتى تم تكسير الهواتف ووضعت السكاكين على رقابنا وفق وصف الموظف للمشهد الذي أضاف: إن مجموعة منهم أوصدت الباب لمنع الدخول أو الخروج من المكتب.
وقال الموظف ذاته إنه ما إن رفع مدير مكتب رئيس البلدية الهاتف لطلب النجدة حتى تعرض للضرب مضيفاً إن موظفة أخرى تعرضت للضرب وحول عدم وجود شرطة البلدية في المقر أوضح بأن كافة عناصر شرطة البلدية كانوا مع رئيس المكتب الفني ومهندسين من البلدية لمعاينة أمر ما خارجها.
عضو مجلس بلدية حرستا ونائب مدير مشفى دوما العام الدكتور صالح صادقة وهو أحد أصدقاء رئيس البلدية قال لـ«الوطن»: إنه علم أن رئيس البلدية مصاب وتم نقله إلى مشفى حرستا الوطني وهو بحاجة صور «طبقي محوري» غير موجودة في المشفى فتم نقله إلى مشفى دوما لكي يتم إبعاده عن حرستا من جهة أخرى.
صادقة أوضح للوطن أن عراط كان بحالة غيبوبة فاقداً للوعي ويتألم إضافة لوجود كدمات على الرأس والكتفين وأخرى شديدة فوق العين اليسرى وتحت الفك والأذن اليمنى وهو تقريباً مصاب بارتجاج دماغ وتمت استشارة أطباء عصبية والجراحة والداخلية، وأقروا بالموضوع وطلبوا مراقبته مدة 24 ساعة وكانت صورة «الطبقي المحوري» سليمة وطلب طبيبا الأشعة العصبية إعادتها بعد 12 ساعة، وقمنا بذلك ونخشى الآن عليه من العقابيل، وحول عدد المخالفات التي هدمتها البلدية وهل من مشاكل سابقة نتجت عن الهدم قال: إنه لا يملك رقماً محدداً عنها.

فادي مطلق

المصدر: الوطن السورية