صنعاء تدخل مجدداً على خط المصالحة الفلسطينية
انضم اليمن، أمس، مجدداً إلى الجهود العربية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، مقترحا مبادرة جديدة، تستند إلى الاتفاقات السابقة الموقعة بين حركتي فتح وحماس، ولكن مع إشراك كل من مصر وسوريا وتركيا لرعاية الحوار، في ما بدا انه محاولة لتشكيل مظلة إقليمية، تضم مجموعة من الوسطاء يحظون بتأييد القوى الفلسطينية كافة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية »سبأ« أنّ المبادرة اليمنية تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها إجراء انتخابات نيابية ورئاسية متزامنة خلال ستة أشهر، موضحة أنّ »المبادرة الجديدة« قدمت قبيل القمة العربية الاقتصادية في الكويت، إلى السلطة الفلسطينية وحركة حماس، إضافة إلى مصر وسوريا وتركيا »باعتبارها الدول المقترحة لرعاية الحوار«.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية »سبأ« عن »مصادر مطلعة« أن أبرز بنود المبادرة هي استئناف الحوار الذي كان قد بدأ في القاهرة وصنعاء »استنادا إلى ما سبق من الاتفاقيات الموقعة« بين فتح وحماس، إضافة إلى »تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة القوى السياسية الفاعلة في الساحة الفلسطينية، على أن تتولى خلال فترة ستة أشهر التحضير لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية متزامنة«.
وتتضمن المبادرة كذلك »إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية بعيدا عن الحزبية والمناطقية، بحيث يكون التجــنيد فيها من كافة المناطق الفلسطينية وبحسب التعداد الســكاني لكل منطقة، وتكــون محايدة وتابعة للشـرعية الدستورية«.
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، في مقابلة مع شبكة »بي بي سي«، إنّ صنعاء »اقترحت رسميا على مصر إشراك سوريا وتركيا في رعاية هذه المبادرة«. وشددً على أهمية استئناف الحوار بين فتح وحماس وتشكيل حكومة وطنية تتولى التحضير للانتخابات المتزامنة، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية بعيدا عن الانتماءات الفصائلية والحزبية.
وفي أول تعليق على المبادرة، أكد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد أن السلطة الفلسطينية لا تعارض مشاركة سوريا في المبادرة اليمنية، مشيراً إلى أنّ السلطة على استعداد لبدء الحوار مع حماس وجميع الفصائل الفلسطينية.
وفي دمشق، أبدى قادة الفصائل استعدادهم »للتجاوب مع الجهود المصرية والقطرية والسورية والتركية، وأي جــهود مخلصة تساهم في معالجة الأزمة الداخلية بعيدا من الضغوط والاشتراطات الخارجية، بما يضمن تشكيل مرجعية وطنية فلسطينية موحدة عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس الميثاق الوطني«.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنّ وفدا من حماس، من الداخل والخارج، سيصل الأحد المقبل إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين. وترددت معلومات عن أن القاهرة دعت الفصائل الفلسطينية إلى لقاءات منفصلة ابتداء من يوم أمس، بهدف تهيئة الظروف لمؤتمر جديد للمصالحة الوطنية، لكن مصادر مصرية وفلسطينية أعلنت أنّ حماس فضلت إرجاء الزيارة إلى الأحد المقبل من دون أن تعلن عن سبب التأجيل.
من جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه جدية السلطة الفلسطينية لتحقيق المصالحة الداخلية، مشيراً إلى أنّ حكومة تصريف الأعمال برئاسة سلام فياض أبلغت الرئيس الفلسطيني أنها »تضع مصيرها وفق تصرفه في حال التقدم باتجاه المصالحة الفلسطينية دون أي قيود أو شروط«.
في المقابل، اتهم عبد ربه حماس و»قيادتها الدمشقية« بالسعي إلى »تكريس الانفصال« بين الضفة والقطاع، و»تثبيت أسس بقاء الإمارة الظلامية« في غزة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد