صفقة مشرف للبقاء في الرئاسة
أعربت مصادر حكومية باكستانية عن توقعات بأن يعلن الرئيس الجنرال برويز مشرف في غضون اليومين المقبلين عن تخليه عن منصبه العسكري وتقاعده من الجيش، وان يقدم مجموعة من التعديلات الدستورية والادارية، استجابة لبعض الشروط التي وضعها حزب الشعب بزعامة بينظير بوتو لتقاسم السلطة معه.
وقد شهدت العاصمة الباكستانية انشطة سياسية مكثفة خلال اليومين الماضيين، شملت اجتماعات عقدت بين مشرف ورئيس الوزراء شوكت عزيز ومسؤولي الحكومة وكبار قادة حزب الرابطة الحاكم الذي يطلق عليه اسم “حزب الرابطة كاف” أو “حزب الملك” لموالاته للرئيس طوال السنوات الخمس الماضية وحتى اللحظة، باستثناء بعض الانشقاقات البسيطة التي حدثت مؤخرا، خصوصا بعد المفاوضات بين مشرف وبوتو، وتركز البحث في هذه الاجتماعات على إعادة انتخاب مشرف ومسألة عودة رئيسي الوزراء السابقين بوتو ونواز شريف. ويمضي مشرف جل وقته في اتصالات مع مقر قيادة الاركان ومبعوثيه في لندن الذين يكافحون من اجل التوصل لاتفاق نهائي مع بوتو.
وتفيد المصادر الحكومية ان فريق الرئيس سيعود من لندن خلال يوم أو يومين، وأن مشرف سيعلن بعد التشاور معه عن تقاعده من الجيش وتخليه عن منصبه العسكري والدفع بمجموعة التعديلات الدستورية. ومن اهم هذه التعديلات إلغاء المادة “52 (8) 2 ب” التي تمنح الرئيس سلطة حل البرلمان المركزي والبرلمانات الاقليمية، وإقالة الحكومة متى شاء، وكذلك إلغاء المادة الدستورية التي تحظر تولي شخص واحد لرئاسة الوزراء لمرة ثالثة. فضلاً عن شطب جميع القضايا المرفوعة ضد بوتو وزوجها آصف علي زرداري.
وقال وزير السكك الحديدية شيخ رشيد احمد، المقرب من مشرف، والذي عقد معه اجتماعا منفردا مؤخراً، بأن البزة العسكرية لم تكن مشكلة في يوم من الايام، وان الرئيس سيقرر بشأنها في وقت لاحق، وطبقا لبنود ومواد الدستور. وقال ان الحكومة تتحاور مع الاحزاب السياسية بشأن منصب الرئيس العسكري. واتهم السياسيين في باكستان بأنهم يلعبون بعواطف الناس، ويبحثون عن الطرق التي تقودهم الى السلطة.
إلا أن تشودري ظهور الهي رئيس وزراء اقليم البنجاب وأحد قادة “حزب الملك” البارزين قال، ان الرئيس سيتخذ قراراً مهماً بشأن منصبه العسكري وسيعلن ذلك في وقت عاجل. وقال ان المفاوضات ما زالت جارية مع حزب الشعب الباكستاني. واتهم رئيس الوزراء السابق ظفر الله خان جمالي الذي يصدر تصريحات مضادة ل”حزب الملك” بأنه يقوم بتشكيل مجموعة لبث الفتنة وسط صفوف الحزب الحاكم.
علي مطر
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد