صفقة سياسية لإطلاق صدام والتعاون مع كبار ضباطه
أفادت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية أمس، بأن «السعودية وإيران تصطفان الآن وراء الأحزاب الدينية السنية والشيعية المتناحرة في العراق في مواجهة مدمرة مع تزايد التوقعات في البلدين بأن الولايات المتحدة تستعد لسحب قواتها من العراق».
وقالت الصحيفة إن «السعوديين يدرسون تزويد زعماء السنة في العراق بالمال والدعم اللوجستي والسلاح على غرار ما تفعله إيران مع الميليشيات الشيعية»، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية «تهدد بتفجير حرب بالوكالة بين الفصائل المدعومة من الرياض وطهران في التطور المقبل للأزمة الطائفية الدامية في العراق».
في هذا الوقت، قال المطلك، في مؤتمر صحافي في عمان: «نحن نعمل منذ اشهر لتأسيس جبهة بالتعاون مع اخواننا من القوى السياسية الاخرى، وتوصلنا الى اتفاقات شبه نهائية علة إعلان هذه الجبهة، حيث اننا نعمل حالياً على وضع اللمسات الاخيرة عليها».
وأشار رئيس جبهة الحوار الوطني إلى أن «الجبهة ستستثني المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (بزعامة عبد العزيز الحكيم) وقسماً من حزب الدعوة (الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي) بالاضافة الى الحزبين الكرديين (الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني». وأوضح المطلك ان «الجبهة ستستثني بذلك كل من يريد تقسيم العراق والطائفيين، وتحتضن كل من يريد وحدة العراق».
وأوضح المطلك ان «الغاية من انشاء هذه الجبهة هي تغيير العملية السياسية في البلاد، حيث بات من الواضح أن هذه الحكومة اصبحت غير قادرة على إدارة البلاد».
وعما اذا كان «التيار الصدري»، الذي يتزعمه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، سينضم الى هذه الجبهة، قال المطلك «هذه الجبهة مع انضمام التيار الصدري فقط اذا حل جيش المهدي».
ورحَّّب المطلك، من جهة أخرى، بدعوة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان إلى عقد مؤتمر دولي حول العراق، وقال ان «هذه الدعوة ما هي الا صحوة ضمير دولية وإن جاءت متأخرة جداً»، مناشداً كل الدول العربية والإقليمية والمجتمع الدولي ان «يقوموا بمسؤولياتهم وأن ينقذوا العراق من خلال الاسراع في تنظيم انعقاد مثل هذا المؤتمر الدولي».
إلا أن الطالباني رفض أمس، دعوة انان الى عقد مؤتمر دولي حول العراق قائلاً: «هناك عملية سياسية جارية وهناك مجلس نواب هو الافضل في المنطقة، ونحن قد اصبحنا دولة مستقلة ذات سيادة، ونحن من يقرر مصير البلد»، علماً بأن الحكيم كان قد رفض كذلك دعوة أنان هذه.
وقال انان في حديث الى تلفزيون «بي بي سي» سيجري بثه اليوم، إنه «بالنظر الى مستوى العنف وعدد الاشخاص الذين قتلوا والطريقة التي تنظم القوات بعضها ضد بعض، قبل بضع سنوات وعندما كان هناك نزاع في لبنان وفي امكنة اخرى، كنا نصف ذلك بالحرب الاهلية»، مضيفاً أن الوضع في العراق «اسوأ من حرب اهلية».
أما المالكي فقال من جهته، إن «الحكومة الحالية تمثل كل العراقيين، والحديث عن حكومة انقاذ وطني يعني الانقلاب على ما حققه العراقيون والعودة بالمتسكعين من جديد ليحكموا العراق»، مشيراً الى أن «الحكومة مصممة على فرض الامن والسيطرة على البلد».
ميدانياً، قتل 29 شخصاً وأصيب آخرون بجروح في هجمات متفرقة طاولت أمس الموصل وكركوك وتكريت والبصرة والسماوة، فيما عثر على 50 جثة في أنحاء مختلفة من بغداد.
وأفاد الجيش الاميركي أمس، بأن ثلاثة من جنوده قتلوا في حادثين منفصلين شمال بغداد ومحافظة الأنبار أول من أمس. كما أعلن عن مقتل الطيار الذي فقد عند تحطم طائرة «أ ف 16» الاثنين الماضي.
وذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أمس، ان اجتماع الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي، الاسبوع الماضي في عمان، بحث صفقة سياسية تقضي بإطلاق الرئيس المخلوع صدام حسين في مقابل موافقة كبار ضباط الجيش العراقي السابق على المشاركة في إعادة بناء الجيش الجديد وتدريبه.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر لم تكشف عن هويتها قولها ان «أطرافاً عراقية عديدة وافقت على فكرة الصفقة باستثناء عبد العزيز الحكيم الذي ما زال مصراً على تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق صدام». وتقترح الصفقة ترحيل صدام إلى دولة عربية لم يكشف عنها بعد. وقالت المصادر إن أطرافاً في الحكومة العراقية، وكذلك السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد، التقوا عدداً من كبار ضباط الجيش العراقي السابق المقيمين حالياً في الاردن، حيث طلب هؤلاء الضباط إطلاق صدام باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية «لأن من شأن الخطوة التخفيف من حالة العنف المتصاعد في العراق».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد