صفقة الأسرى: حماس تتجه للرد بـ«نعم ولكن»
انتقلت كرة صفقة الأسرى يوم أمس من ملعب الحكومة الإسرائيلية إلى ملعب حركة حماس بعدما تسلمت من الوسيط الألماني المقترحات الجديدة، التي تتضمن القبول بقائمة الأسرى شرط إبعاد حوالي ربعهم عن الضفة الغربية. وهو ما اتاح للوسيط مغادرة المنطقة إلى بلاده لقضاء إجازة الأعياد، والعودة لتسلم رد حماس على الغالب في مطلع العام الجديد. وتتوقع إسرائيل ألا يطرأ جديد على الموقف قبل مرور عشرة أيام، هو الوقت الذي تتطلبه دراسة حماس للرد الإسرائيلي وعودة الوسيط الألماني.
وقد بدأت حماس بدراسة الرد الإسرائيلي الذي تسلمته، والمكون من عشرات الوثائق باللغة الإنكليزية تحوي أسماء ومقترحات مفصلة بشأن مكان الإفراج عن كل أسير وجهة إبعاد كل واحد من 125 أسيرا قبلت إسرائيل في الجولة الأخيرة بالإفراج المشروط عنهم. وبحسب معلق الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية ايهود يعري فإن الاقتراحات المفصلة تشير إلى إبعاد 95 من هؤلاء إلى
غزة وحوالي عشرين إلى قطر، والباقي إلى عدد من الدول الأوروبية.
وكان الوسيط الألماني قد دخل قطاع غزة عبر معبر إيريز بسيارة دبلوماسية، واجتمع بقيادات من حماس لمدة ثلاث ساعات. وأعلن المتحدث باسم حماس في غزة فوزي برهوم أن حركته «تسلمت الرد الصهيوني حول صفقة تبادل الأسرى عبر الوسيط الألماني، وعندما تنتهي من دراسة الرد الإسرائيلي سيتم تسليم ردنا عبر الوسيط الألماني». وتضاربت أحاديث عدد من المسؤولين في حركة حماس حول الموقف من مبدأ الإبعاد. وفي حين رفضه البعض من أساسه، أشار آخرون إلى أن الأمر يمكن أن يكون مقبولا إذا كان في أضيق نطاق.
غير أن رد فعل قيادة حماس الأولي على الرد الإسرائيلي يوحي بأن المفاوضات ستتواصل وستنتقل الآن من الأسماء إلى أماكن الإفراج عن الأسرى. ومن المنطقي الافتراض أن حماس لن تقبل بالمطلب الإسرائيلي بإبعاد كل الأسرى الـ125 وستصر على تقليص العدد. وثمة من يشير إلى أن حماس تزيح عن كاهلها ذنب الموافقة على الإبعاد بالإصرار على إبقائه حقا للأسير نفسه، الذي يتعين عليه الاختيار بين الإفراج مبعدا أو البقاء في الأسر.
ويشير مراقبون إلى أن حماس ستدفع على الأغلب في ردها للوسيط الألماني بالطريقة الإسرائيلية، وستبلغه أيضا بـ«نعم... ولكن»: نعم للصفقة، ولكن لا نقبل بإبعاد هذا العدد من المعتقلين عن وطنهم، وستحاول تقليص عدد من سيبعدون من الضفة إلى غزة او الخارج . ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن القيادي البارز في حركة حماس في غزة محمود الزهار قوله إن جزءاً من الاقتراحات التي حملها الوسيط الألماني كانت في الأصل موضع توافق وهناك تحفظات إسرائيلية ستتم دراستها. وقال إن حماس الداخل والخارج ستضطر للبحث في الأسماء واحداً واحداً.
ويفترض أن يصل إلى العاصمة السورية في غضون اليومين المقبلين وفد من حماس في غزة يحمل خلاصة الموقف هناك من الرد الإسرائيلي.
واعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي أن الإفراج عن الجندي جلعاد شاليت «مهمة قومية».
وردا على سؤال حول أثر صفقة التبادل على مستقبل الوضع الأمني في المنطقة قال إن مناعة المجتمع تتقرر وفق جملة عوامل، «وفي الأساس من الحاجة والحق الأساسي لنا بالدفاع عن أنفسنا ومقدار ثقة المجتمع بجيشه».
وسئل أشكنازي حول احتمالات التصعيد على الحدود مع لبنان وسوريا فقال إن الجيش يعد نفسه لاحتمالات مواجهة مسلحة. وأضاف أنه «منذ حرب يوم الغفران (1973) كانت جبهة الجولان هادئة جدا... ومع ذلك نتابع يوميا ما يجري هناك ونعد أنفسنا لكل الاحتمالات». وأشار إلى الجبهة اللبنانية، فقال إنه «من الواضح أن حزب الله لا يقف مكتوف الأيدي وإنما يواصل تعزيز قوته وينجح في تهريب السلاح إلى القرى ويستعد لاحتمالات تدهور الوضع الأمني. ونحن نواصل التسلح والتطور، وإذا تطلب الأمر أن ندافع مرة أخرى عن الحدود الشمالية فإن حزب الله سوف يجدنا على أهبة الاستعداد».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد