صراع تحت الرماد بين أبو مازن وفياض
يبدو أن صراعاً خفياً على السلطة يدور في الأروقة الفلسطينية في الضفة الغربية، وخصوصاً بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض، الذي ينتهج خطاً استقلالياً عن الرئاسة الفلسطينية.
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أمس، أن الرئيس محمود عباس حذّر فياض أخيراً من استغلال منصبه الحالي ونفوذه الذي يزداد يوماً بعد يوم وخصوصاً في الضفة الغربية، لإنشاء حزب جديد موازٍ لحركة «فتح».
وقالت المصادر، التي اشترطت ألا يذكر اسمها، إن فياض (الذي يقود كتلة التيار الثالث البرلمانية) يسعى لإقامة حزب جديد في ظل تنامي نفوذه في الضفة بعد تسلمه منصب رئيس الوزراء قبل نحو أربعة أشهر.
وأوضحت المصادر أن أبو مازن مستاء جداً من تصرفات فياض مع بعض قادة حركة «فتح» وكوادرها وإقصاء العديد من المسؤولين «الفتحاويين»، وإتاحة الفرصة أمام مقربين من فياض لشغل مناصب مهمة في حكومته، وعدم إتاحة المجال أمام خبراء «فتح».
وكانت مصادر فلسطينية قد أبلغت عباس أن هناك محاولات تقوم بها أطراف خارجية وداخلية، لتشكيل مراكز قوى في الساحة الفلسطينية بهدف إضعاف الرئاسة الفلسطينية وعرقلة جهودها التي تقوم بها على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن كبار رجالات حركة «فتح» يخشون أن يكون سلام فياض، بالتعاون مع أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه وآخرين، يتآمرون للتنافس في الانتخابات المقبلة للبرلمان الفلسطيني في إطار سياسي جديد، وهو ما سيؤدي مباشرة إلى إضعاف حركة «فتح» في البرلمان والشارع الفلسطيني.
وقالت المصادر للصحيفة إن «فياض وعبد ربه يعملون من وراء الكواليس لإقناع أميركا بأن أجندتهم التي طرحوها هي الصحيحة، وأن ما تقوله السلطة في الاجتماعات مع إسرائيل ليست صحيحة». كذلك تشير التقديرات الفلسطينية إلى أنه بعد فشل لقاء الخريف «ستطالب حركة فتح بعزل سلام فياض لا الرئيس الفلسطيني عباس».
ورجحت المصادر نفسها أن عباس سيرضخ للضغوط التي سيمارسها قادة «فتح» عليه بعد الخريف، وسيقوم بإجراء تعديلات في حكومة فياض، كذلك من غير المستبعد أن يقيل فياض نفسه من منصبه.
ووفق المصادر الفلسطينية، التي تحدثت للصحيفة العبرية، فإن سهام النقد اللاذع موجهة من كبار قادة السلطة وحركة «فتح» إلى فياض، الذي «تمكن من الحفاظ على الأمن والنظام في مدينة نابلس». وأشار المصدر إلى أن فياض، ووفق ما يعتقده قادة «فتح»، يحافظ على علاقات ممتازة مع الإدارة الأميركية، وأنه تمكّن من إقناع الدول المانحة بتحويل الميزانيات للسلطة الوطنية الفلسطينية في مؤتمر باريس الاقتصادي، الذي سيعقد الشهر المقبل.
وأضافت المصادر الفلسطينية أن فياض يحرص على الابتعاد عن لقاء الخريف في أنابوليس، مثل ابتعاده عن المياه الساخنة، حيث صرح بأن حكومته قادرة على تفعيل المعابر الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة، إذا توصلت الأخيرة وحركة «حماس» إلى اتفاق في هذه القضية.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن قادة حركة «فتح» يفسرون هذا التصريح، بالإضافة إلى تصريحه بأن الأمن في نابلس أهم من لقاء الخريف، «كأنه تحدّ لحركة فتح ولمحمود عباس».
أحمد شاكر
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد