صحيفة مقربة من 14 آذارتتحدث عن تكتيك الجيش السوري ضد المسلحين

19-03-2012

صحيفة مقربة من 14 آذارتتحدث عن تكتيك الجيش السوري ضد المسلحين

قالت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، المقربة من حركة 14 آذار المعارضة للنظام السوري، إن الإقتحام الذي قام به الجيش السوري لبابا عمرو في حمص منذ فترة قريبة قاده ضابطان درزي من السويداء وسني من حماة.

ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى في الجيش السوري قوله: هوية قائد المعركة في بابا عمرو وهو درزيّ من السويداء من آل زهر الدين، معروف عنه شدّته في القتال ونائبه وهو ضابط سنّي من ريف حماه، عِلماً أنّ زهر الدين يُروى عنه أنّه لم يسترح يوماً طيلة أيّام القتال في بابا عمرو، ويتواصل مع كلّ العسكريّين على الأرض ويحثّهم على المواجهة للقضاء على "المجموعات الإرهابيّة"... حتى أنّه دخل بلعبة شدّ الأعصاب مع المسلّحين عبر أجهزة اللاسلكي، ويُقال إنّ الضابط المذكور كان بارعاً في إبراز هدوء أعصابه مع العسكريّين في الميدان.

تقرير الصحيفة كاملا:

بعد سقوط إدلب في قبضة الجيش السوري، وصلت العملية العسكرية التي ينتهجها النظام إلى مرحلة دقيقة، وتحوّلت نسبيّاً إلى العمل الاستخباراتي أكثر منه العسكري، مع الأخذ في الحسبان كلّ الاحتمالات في كلّ خطوة يقوم بها وهو يتعامل مع كلّ حالة بحالتها ويعيش واقع الأرض من دون نشوة الانتصار.
أمّا الهاجس الكبير فهو منع تحويل بلاد الشام إلى أرض جهاد للحركات السلفية أسوة بالعراق، فيدخل البلد في آتون حرب أهلية (سنّية-علويّة)، بانت براثنها في حوادث ومجازر عدّة، لكنّها لا تزال تحت السيطرة.

ضابط سوريّ رفيع المستوى يروي لـ"الجمهورية" أنّ الجيش السوري اعتمد سياسة القضم والهضم على كلّ مستوى: قسّم المحافظات الساخنة الى مناطق، ووضع الأولوية لإنهاء المظاهر المسلّحة في المدن، بعد تأكّده من معلومات أنّ "الجيش الحر" والمجموعات المسلّحة اعتمدت خطة تكتيكية بنقل الأزمة من مدينة الى أخرى لسببين: تمديد الوقت (ما يسمح بالتدخّل الدولي) وإنهاك الجيش النظامي... وقد اطّلعت القيادة العسكرية على معلومات عن بعض خطط المسلّحين عبر عملاء لها داخل الجسم العسكري لتنسيقيات الثورة.

ويقول الضابط السوري: إنّ خطّة المدن بدأت فعليّاً في آخر شهرين من السنة الماضية... لكنّ تقارير القيادة أكّدت أنّ "قلب الثورة المسلّحة" هو حمص وتحديداً بابا عمرو، إلّا أنّ ثمّة صعوبة في الدخول اليه بسبب الكثافة السكّانية ووجود أنفاق متشعّبة يستعملها المسلّحون الى خارج الحي، فواظبت القيادة العسكرية للجيش النظامي على وضع خطط عدّة، بحيث يتمّ، في حال فشل أحدها، استعمال البديل فوراً... على قاعدة التبديل في الألوية والأفواج المقاتلة وعدم إنهاكها... علماً أنّ الجيش – حسب المصدر – لم يستعمل إلّا مجموعات صغيرة للقتال الميداني، للحفاظ على القدرة القتاليّة في اكبر وقت ممكن لإفشال مخطّط المجموعات بإنهاك الجيش في أطول مدة ممكنة. وكشف الضابط هوية قائد المعركة في بابا عمرو وهو درزيّ من السويداء من آل زهر الدين، معروف عنه شدّته في القتال ونائبه وهو ضابط سنّي من ريف حماه، عِلماً أنّ زهر الدين يُروى عنه أنّه لم يسترح يوماً طيلة أيّام القتال في بابا عمرو، ويتواصل مع كلّ العسكريّين على الأرض ويحثّهم على المواجهة للقضاء على "المجموعات الإرهابيّة"... حتى أنّه دخل بلعبة شدّ الأعصاب مع المسلّحين عبر أجهزة اللاسلكي، ويُقال إنّ الضابط المذكور كان بارعاً في إبراز هدوء أعصابه مع العسكريّين في الميدان.

وفي هذه المعركة يروي المصدر أنّ أجهزة الاتّصالات لعبت دورها، بتحديد قيادة المجموعات المسلّحة وضربها، وتلك الخطوة شتّتت جمع المسلّحين، ما أدّى الى فرار بعضهم خلسة، حتى إنّ الجيش علم بالأمر وتركهم ليشجّع آخرين على الفرار... وهكذا حصل بعدما وهنت عزيمة المقاتلين المسلّحين في ظلّ الحصار والشحّ في التموين العسكري والغذائي. وهنا كانت خطّة القيادة في الجيش النظامي تقضي بتحقيق النصر في أسرع وقت ممكن، من دون خسائر بشريّة... ولذلك تمّ الاعتماد على القصف المدفعي، ثم دخول الحي تدريجيّاً، خلف عناصر الهندسة التي فكّكت الألغام...

أمّا في إدلب، فقد تقاطعت المعلومات من عملاء للاستخبارات السوريّة أنّ معظم المقاتلين هم غير سوريّين أو من قرى ريف إدلب، وأنّ بعضهم يأتي من بلدات إدلبية هادئة جدّاً، للقتال. وقد اعتمدت القيادة خطّة عسكرية تقضي بحصار المناطق الثائرة، وتحديداً من ناحية الحدود التركية، لكنّ طبيعة المكان لا تسمح بنجاح أيّ خطة عسكرية في الريف بسبب وعورة الهضاب، لذلك اعتمد على طائرات استطلاع صغيرة جدّاً، تشبه ألعاب الأطفال تتحكّم بها القيادة من أحد المراكز العسكرية، وتمّ تحديد عدد المقاتلين الآتين إلى إدلب من قبل المخبرين، أمّا الدخول إلى المدينة فتمّ تدريجياً ونجحت الخطة بعد أربعة أيّام.

ويروي الضابط أنّ العسكريين فوجئوا بالأهالي الذين سارعوا في أكثر من محلّة لإرشاد الجيش الى أماكن المسلّحين، حتى إنّ بعضهم طلب السماح باستحضار نجله أو أقارب له كانوا يقاتلون مع هذه المجموعات، فاعتمد الجيش النظامي أسلوب المسامحة شرط الاعتراف بكلّ الأسرار والتأكّد من

صحّتها، هذا الأمر حصل في ريف دمشق، الرقعة الجغرافية الأسهل لدخول عناصر الجيش. ويروي الضابط قصصاً عن أساليب تضليلية لجأ إليها الجيش السوري، حيث قامت بعض المجموعات فيه بالإيحاء أنّها انشقّت ولجأت الى "الجيش الحر" لكن سرعان ما يتبيّن لاحقاً أنّها خدعة حصلت في أكثر من منطقة، ويسمّونها "دبّابة طروادة". وفي إحدى المعارك، يضيف الضابط السوري الذي يعيش ما يرويه في حركاته وإيحاءاته، أنّ الجيش قام بإنزال وهميّ لمجسّمات بشريّة سلّط الإضاءة عليها ليلاً، فما كان من المسلّحين إلّا أن خرجوا من مخبئهم لإطلاق النار، وهنا حدّدت القيادة قوّتهم ومراكز تجمّعهم وشنّت هجوماً عسكريّاً على نقاط تمركزهم.

وفي إحدى المعارك، ابتكر أحد الضبّاط خدعة، تمثّلت بربط "لمبات صغيرة" في أعناق قطط، وتمّ إطلاقها ليلاً باتّجاه أحد تجمّعات "الجيش الحر" الذي اعتقد أفراده أنّ هجوماً يشنّه جيش النظام، فبادروا إلى إطلاق النار على القطط ما سمح للجيش بتحديد مكانهم.

وكشف الضابط عن التحضير لعملية عسكرية وقائية ستجري في ريف حلب بعدما تقصّت المخابرات السوريّة عن معلومات بشأن خطط للتأسيس لعمل مماثل على ارضها كالذي حصل في حمص من قبل المجموعات السلفية، وهي ترصد أماكن تجمّعهم، في ريف حلب وتنتظر التوقيت المناسب للانقضاض عليهم.

المصدر: سيريا بولتيك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...