سوق باب السريجة يحلق بأسعاره وينافس الشعلان

أنتم عاجزون عن ضبط سعر أي مادة بالسوق، وجولاتكم لا تقدم ولا تؤخر، من يرحمنا من تحكم التجار بنا؟ أسعار أغلبية المواد وخاصة الخضار والفواكه زادت مع بداية رمضان بنسب 10-40% هل يعقل أن يتحول شهر الخير والرحمة والبركة لشهر يستغل به المواطن بأبشع أساليب الاستغلال بقوت يومه ومعيشته؟ 
 هذا لسان حال معظم المواطنين الذين كانوا يتسوقون في سوق باب السريجة أمس «وهو يعد من الأسواق الشعبية بدمشق» وصادف وجودهم مع جولة إعلامية نظمتها وزارة الاقتصاد والتجارة يرأسها معاون وزير الاقتصاد والتجارة عبد الخالق العاني ومديرة الأسعار بالوزارة وفاء الغزي وعدد من المعنيين، ولحظة دخولنا السوق لمسنا أن معظم المحال لا تعلن عن أسعار المواد وعند علمهم من بعضهم البعض أن دورية للتموين بالسوق بادر البعض منهم لكتابة أسعار وهمية على ورقة توافرت بين أيديهم والبعض الآخر وبشبه تحد لمندوبي الوزارة لم يعلن عن الأسعار ووجه كلامه لهم بالقول: هل يعقل أن نبيع بالسعر نفسه الذي اشترينا به من سوق الهال؟
أحد أصحاب محال اللحوم الحمراء سألته مديرة الأسعار عن سعر كيلو غرام اللحم فأجابا بصوت لا يكاد يسمع 400 ل.س وعندما طلبت مديرة الأسعار من بعض المواطنين الشراء من المحل بدأ صاحب المحل بالتململ مطالباً ببعض الوقت ليجهز معداته ولدى سؤالنا له عن السعر الحقيقي لكيلو اللحمة أجاب بشيء من السخرية: من يصدق أننا قد نبيع كيلو اللحمة (المشفاية) بـ400 ل.س إن سعرها يصل لـ600 ل.س ولكنني أقول ذلك لتفادي تنظيم ضبط بحقي.
مواطن أقسم بأغلظ الإيمان أنه اشترى كيلو الكوسا بـ25 ل.س قبل يومين من شهر رمضان واليوم يباع بـ50 ل.س وذكر آخر أن كيلو دبوس الدجاج كان بـ135 ل.س واليوم بـ195 ل.س وصحن البيض من 155 ل.س إلى 180 ل.س.
وقالت سيدة أخرى: كنت أنوي تحضير صحن «فتوش» على الإفطار ولكنني فوجئت أن سعر باقة البقدونس بـ10 ليرات والفجل بـ10 ليرات والبقلة بالسعر نفسه وأنا احتاج لما يقل عن 10 باقات بقدونس لإعداد صحن لعائلتي المكونة من 6 أفراد وهذا يعني أن صحن الفتوش لوحده سيكلفني ما لا يقل عن 300 ل.س فبلا فتوش ولا سلطة «إلنا الله». وسجلت أسعار أغلبية المواد من خضار وفواكه وأجبان وألبان وتمور ومواد استهلاكية ارتفاعاً ملحوظاً في سوق باب السريجة كما تبين لنا فكيلو الكوسا بين 40-50 ل.س والبامياء 100-125 ل.س والجزر 35 ل.س واللوبيا 85-90 ل.س والفاصولياء الخضراء بين 60-75 ل.س والتمر الجديد السعودي الكيلو بـ160 ل.س والرطب 175 ل.س والمعلب منه وزن العلبة لا يتجاوز الكيلوغرام 200 ل.س والتفاح 60-65ل.س والإجاص 65-75 ل.س والخوخ الأسود 60 ل.س والبطاطا 15-25 ل.س والباذنجان 15 ل.س وسعر كيلو الفروج 138 والشرحات فيه 275 ل.س والبرتقال 65 ل.س أما الحمص الحب فيباع بـ50-60 ل.س.
وكيلو المسبحة 90-100 ل.س والفول 50 ل.س والمتبل 90 ل.س وكيلو الزيتون أسود بلدي 110 ل.س والعنب بين 40-60 ل.س والملفوف 20 ل.س والجبنة البلدية 160 ل.س والعكاوي 170 ل.س واللبن المصفى بقري 100 ل.س.
أمام هذا الواقع وضغط واستفسارات المواطنين ومطالبتهم بتدخل مباشر من الحكومة لكبح جماح الأسعار لن يجد معاون وزير الاقتصاد والتجارة عبد الخالق العاني وسيلة لتهدئة هؤلاء ولو مؤقتاً إلا بالمطالبة بتنظيم ضبوط بحق 6 محال لمخالفتها الإعلان عن الأسعار وعدم تداول الفواتير وهذه المحال لا تشكل 10% من محال السوق الذي أكد أحد التجار فيه والذي نظم ضبط بحقه لعدم إعلانه عن الأسعار أن أغلبية التجار لا يعلنون الأسعار ولا يتعاملون بالفواتير لأن سوق الهال بالأصل لا يقدم لنا هذه الفواتير اذهبوا وحاسبوا تجار سوق الهال الذين رفعوا الأسعار.
من جانبه اعترف معاون وزير الاقتصاد والتجارة أن الأسعار بالأيام الأولى من شهر رمضان ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة الطلب على المواد والسلع والوزارة تقوم بدورها من حيث مراقبة الأسواق وتسيير الدوريات ولكن إذا كان لدينا 70 مراقباً في دمشق فكيف يمكن ضبط الأسواق؟ لذلك سنترك الأمر لضمير التاجر.

هناء ديب

المصدر: الوطن السورية