سورية بوصفها مركزا ل "السياحة الجهادية" البريطانية

وصف بعض المقاتلين المتشددين في سوريا، البريطانيين الوافدين لـ"الجهاد" في سوريا بأنهم "سياح الجهاد" معبّرين عن غضبهم من عودتهم السريعة إلى بريطانيا بعد أسابيع قليلة من القدوم إلى سوريا.

وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن بعض المتطرفين "الإسلاميين" الذين تراقبهم أجهزة الاستخبارات البريطانية أمضوا اسبوعين أو ثلاثة أسابيع فقط في سوريا.

وواجه هؤلاء انتقادات مقاتلين في سوريا في رسائل وفيديوهات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، قائلين أن "أي أحد لا يمتلك الالتزام الكافي للبقاء والقتال والموت من أجل القضية فليبقَ مكانه ولا يأتِ".

و كانت صحيفة "التلغراف" البريطانية نشرت مقالا وصفت فيه "الجهاد" في سوريا بأنه "جهاد 5 نجوم" حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعية دعوات بثها "مجاهدون" بريطانيون في سوريا، تعد القادمين باستقبالهم بالورود و القصور، و تغريهم بتوفر الشوكولا و مشروب الطاقة "ريد بول" كما تعدهم بأن هناك فتيات ينتظرن "المجاهدين" للزواج منهن.

و تشير تغريدة أخرى انتشرت على مواقع "جهادية" بريطانية، إلى رغد "الجهاد" في سوريا، فتقارن بين "مجاهد" في مالي لم يستطع تبديل ملابسه أو الاستحمام لشهرين، و بين الوضع في سوريا، التي تصفها التغريدة بأنها "أفضل مكان على الأرض"، و يذكر "المجاهد"، صاحب التغريدة بأنه كان "جالساً في الصباح أمام الموقد و يشرب الشاي الدافئ" في إشارة منه إلى هناء الحياة التي يعيشها في سوريا.

و كانت جامعة "كينجز" البريطانية المتخصصة بدراسة التطرف، قالت في دراسة لها بأن أعداداً متزايدة من النسوة البريطانيات يسافرن إلى سوريا بهدف الزواج من "مجاهدين" يتكلمون اللغة الإنكليزية، و بأن نسوة من جنسيات أخرى "فرنسية، بلجيكية، سويدية وَ صربية" سافرن إلى سوريا لنفس الهدف، و هذا ما يشكّل دافعاً إضافياً لاستقدام "المجاهدين".

يُذكر ان أجهزة الأمن البريطانية تقدّر عدد المشاركين في القتال الدائر في سوريا منذ نحو ثلاث سنوات، من أبنائها بـ 600 بريطاني، و تقول مصادر صحفية بريطانية بأن نحو 250 "جهاديا" من الذين تلقوا تدريبات في سوريا عادوا إلى بريطانيا بالفعل، بينما يقّدر عدد القتلى البريطانيين في سوريا بـ 20 قتيلا.

المصدر: وكالات