رغم نفي الرياض يديعوت أحرنوت وهآرتس تؤكدان لقاء أولمرت مع بندر
أثارت المعلومات التي نشرتها «يديعوت أحرونوت» عن عقد لقاء سري بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ومسؤول سعودي رفيع المستوى، اهتماماً كبيراً لدى الأوساط الإسرائيلية التي رحبت بشكل عام بهذه الخطوة، متوقفة عند أهميتها ودلالاتها، رغم نفي الرياض لهذه الرواية جملة وتفصيلاً.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أنْ «لا صحة على الإطلاق لما روجته وسائل الإعلام الإسرائيلية والقطرية أخيراً عن اتصالات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين». وأوضح المسؤول أن «الخبر مختلق من أساسه وأن المملكة تقوم بأدوارها الوطنية والقومية بوضوح وشفافية، وليست لها سياسات معلنة وأخرى غير معلنة». وشدد على أن موقف المملكة «من القضية الفلسطينية قد حددته مبادرة السلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت لعام 2002». ولم يستبعد المصدر السعودي استمرار مثل هذا «الترويج الإعلامي الذي لا يخدم سوى مصالح أصحابه ولا يمت إلى الحقيقة بصلة».
ورغم النفي السعودي، أكدت «هآرتس» ما سبق أن نشرته «يديعوت أحرونوت»، فقالت إن أولمرت زار قبل نحو اسبوعين بشكل سري الأردن حيث التقى هناك رئيس الأمن الوطني السعودي، الأمير بندر بن سلطان. ونسبت «هآرتس» معلوماتها إلى الردود الصادرة عن مصادر سياسية إسرائيلية.
بدورها، عادت «يديعوت» لتؤكد الخبر على صفحتها الأولى واصفة إياه بـ"الإنجاز الهائل"، و"اللقاء التاريخي". ونقلت الصحيفة عن محافل رفيعة المستوى في المستوى السياسي في اسرائيل تأكيدها أنه "عقد قبل أكثر من عشرة أيام لقاء سري بين رئيس الوزراء إيهود أولمرت ومسؤول رفيع المستوى في الأسرة المالكة السعودية. وقد بحث الرجلان ضمن أمور أخرى، الخطر الذي تشكله ايران على السلام الإقليمي في محاولاتها للتزود بالسلاح النووي، والاكتشافات التي ظهرت في الحرب عن عمق دور ايران الى جانب حزب الله وإقامة دولة إرهاب إسلامي متطرف برئاسة حماس في قطاع غزة".
وبحسب «يديعوت»، فإن "شركاء السر في القناة السرية مع ممثلي المملكة السعودية كانوا قِلة: المستشارون المقربون من رئيس الوزراء، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني".
وتضيف «يديعوت» أن "المحافل التي كان لها ضلع في اللقاء الذي عقده اولمرت ترفض الكشف عن هوية الشخصية السعودية والمكان الذي عقد فيه اللقاء. وقدرت القيادة السياسية أمس أن أولمرت سافر قبل أكثر من عشرة أيام سراً الى الأردن وهناك عقد لقاء مطولاًُ مع شخصية رفيعة للغاية في المملكة السعودية".
وتطرقت «يديعوت»، في افتتاحيتها، إلى الموضوع، فرأى ايتان هابر أن "الأنباء الأخيرة التي نشرت حول اجراء لقاء بين مصادر سعودية وأخرى اسرائيلية تشجع كثيراً، حتى وإن جرى نفيها من قبل الجانبين".
أضاف هابر "ها هي السعودية التي قادت سباق الكراهية ضد دولة اسرائيل، وعندما تُظهر حاليا علامات اعتدال، فلا بد من مباركتها على هذه البداية. والبقية لن تأتي بسرعة. المبادرة السعودية هي خطوة أولى، مهمة وجيدة من اجل حل النزاع في المنطقة. ولكن في الوضع الحالي لا يمكن قبولها في اسرائيل المتألمة والمأزومة".
وبحسب هابر فإن "السعوديين يطالبون بإعادة كل الأراضي المحتلة في مقابل السلام معهم، مع ذلك يجب عدم التقليل من أهمية الجهود السعودية التي تنبع، كما يبدو، من الكراهية للإيرانيين أكثر من المحبة للإسرائيليين. اذا كانوا هناك، في الرياض، يتراجعون عن فكرة تدمير اسرائيل، فان هذه اللقاءات السرية مع السعوديين ستكون الخطوة الاولى في مسيرة المليون ميل، وهذا ايضا يعدّ جيداً".
وحذر دوري غولد، مندوب اسرائيل السابق في الأمم المتحدة، من مخاطر العلاقة مع السعودية، فاعتبر أنه "من الجيد أن توسع اسرائيل دائرة العلاقات بالدول العربية لكي تُعد القاعدة لسلام اقليمي مستقبلي. ولكن في ما يتعلق بالسعودية، يجب أن نذكر أن 15 من الارهابيين الـ 19 الذين هاجموا الولايات المتحدة في 11 ايلول 2001 كانوا سعوديين. ولا يجوز أن ننسى أيضاً أن اسامة بن لادن وُلد ونشأ في السعودية".
أضاف غولد إنه "يصعب على مؤيدي المبادرة السعودية أن يُبينوا كيف يستوي مد اليد الى اسرائيل والتمويل السعودي الكثيف لحماس الذي بلغ في 2003 نحوا من 70 في المئة من أموال المنظمة. في الحقيقة، إن للسعودية مشكلة شديدة مع الإرهاب الداخلي بسبب خلايا تنتسب الى القاعدة، لكنها تفصل فصلا واضحا بين حربها الداخلية على القاعدة وبين التأييد الدائم لجهات تشارك في الجهاد العالمي".
وكان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، شمعون بيريز، نفى في وقت سابق أن تكون حكومته أجرت أي مفاوضات سرية مع مسؤولين سعوديين. وقال بيريز، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرتها أمس، إن المبادرة السعودية «غير عملية»، أضاف «نعرف بشكل جيد الخطة السعودية، لكن المشكلة التي تبرز من جديد هي ماذا سيحدث للجماعات الإرهابية كونها تمثل العائق الرئيسي الآن؟».
ورأى بيريز «أن هناك عوائق كثيرة تعتري طريق استئناف مفاوضات السلام بشكل جدي، من ضمنها الخلافات بين الفصائل الفلسطينية والتهديد الحدودي الذي تشكله ضد إسرائيل والذي فشل الغرب في التعامل معه». أضاف بيريز «ما هي قوة إيران؟ إنها تكمن فقط في ضعف الأسرة الدولية، وما هي قوة حزب الله وحماس؟ إنها ضعف العالم العربي»، مشيراً إلى أن إسرائيل «دولة صغيرة، ولكن علينا أن نتصرف كدولة ضخمة».
محمد بدير
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد