رايس تعد بإقامة دولة فلسطينية وحماس تشكك بنواياها
قال مسؤول أميركي كبير إن الاجتماع الثلاثي الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس, سيعقد بالشرق الأوسط على الأرجح في غضون الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة.
يأتي ذلك توضيحا لإعلان رايس، من القاهرة، بأنها ستجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قريبا لإجراء محادثات غير رسمية بشأن إقامة دولة فلسطينية.
وأوضحت رايس في مؤتمر صحفي بالأقصر جنوبي مصر أن الاجتماع مع أولمرت وعباس يرمي إلى التوصل "لأفق سياسي" للشعب الفلسطيني, في إشارة إلى تقديم ضمانات يطالب بها الفلسطينيون بشأن قيام دولتهم وانتهاء الاحتلال لبعض أراضيهم. والتقت الوزيرة الأميركية في القاهرة التي زارتها بعد إسرائيل, بنظيرها المصري أحمد أبو الغيط.
في إسرائيل, التقت رايس أولمرت بالقدس أمس حيث اتفقا على عدم الاعتراف بأي حكومة فلسطينية لا تنفذ مطالب اللجنة الرباعية وخاصة الاعتراف بإسرائيل، ونبذ ما يسمى العنف، والاعتراف بالاتفاقات السابقة.
ورغم فشل اجتماعات مماثلة جرت خلال السنوات الست عقب انهيار محادثات السلام عام 2001, فإن مسؤولا أميركيا يسافر مع رايس قال إن هذا الاجتماع سيكون مختلفا وهو ليس مجرد اجتماع آخر.
غير أن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية اعتبر زيارة رايس "الأخطر على القضية الفلسطينية" وأن هدفها "تأمين المصالح الإسرائيلية". وقال هنية في مقابلة مع تلفزيون المنار اللبناني من غزة, إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "لن تعترف مطلقا بإسرائيل" وإن موضوع الاعتراف "خط أحمر لا يمكن الاعتراف بشرعيته".
وجدد هنية رفضه دعوة عباس لإجراء انتخابات مبكرة, قائلا إن حماس لن توافق مطلقا على الشروط التي حددتها الدول الغربية والتي تشمل أيضا قبول اتفاقات السلام التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في عقد التسعينيات.
ومع وصول رايس إلى المنطقة، نشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية إعلانات بالصحف تطلب فيها من شركات المقاولات التقدم بعطاءات لبناء 44 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة معاليه أدوميم كبرى مستوطنات الضفة الغربية.
وقد انتقد الفلسطينيون بشدة هذه الخطوة وتوقيت إعلانها، فقال رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير صائب عريقات إن على إسرائيل أن تختار بين السلام والاستيطان. وذكر لوكالة الصحافة الفرنسية أن تل أبيب تتحدى بذلك المجتمع الدولي.
ويقيم حوالي 32 ألف مستوطن في معاليه أدوميم القريبة من القدس، ووصف الأمين العام لحركة السلام العام المناهضة للاستيطان ياريف أوبنهايمر توسيع المستوطنة بأنه "بصقة في وجه الحكومة الأميركية".
في تطور آخر قالت قوات الأمن الفلسطينية إنها اكتشفت شبكة من الأنفاق بقطاع غزة يمكن استخدامها لاغتيال كبار زعمائها بمن فيهم الرئيس محمود عباس.
وحمّل المتحدث باسم فتح بالقطاع، عبد الحكيم عوض، حماس المسؤولية عن حفرها. غير أنه لم يتهم الحركة بالوقوف وراء أي مؤامرة اغتيال بعينها. ويمر أحد الأنفاق تحت الطريق الرئيسي المؤدي إلى معبر إيريز بين القطاع وإسرائيل والذي يُعد طريقا هاما يستخدمه بعض العمال الفلسطينيين للدخول إلى إسرائيل.
كما يستخدم عباس ومحمد دحلان، وهو أحد خلفائه المحتملين، ومسؤولون آخرون من فتح المعبر والطريق للوصول إلى الضفة الغربية. وقال عوض "في حالة أي اعتداء على أي من قيادتنا فإن هذا سيحول الساحة الفلسطينية إلى ساحة من الفوضى الجدية والاقتتال الداخلي الذي لا يبقي ولا يذر".
وقالت حماس إنها ترفض الرد "على مثل هذه الاستفزازات الاعلامية انطلاقا من المبادرة التي قدمناها من طرف واحد لكي نعطي أجواء إيجابية لنزع فتيل الأزمة والعودة للحوار الوطني لتشكيل حكومة الوحدة".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد