دمشق وبغداد: الإرهاب يستهدف تقسيم المنطقة عرقياً وطائفياً
زار مستشار الامن القومي العراقي فالح الفياض العاصمة السورية دمشق، أمس، مبعوثاً من رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، حيث التقى الرئيس بشار الأسد، ورشح عن اللقاء «اتفاق في وجهات النظر» حول ترابط الساحتين السورية والعراقية في مسألة مكافحة «الإرهاب»، ومخاطره التي تستهدف «تقسيم المنطقة» تحت مسمّيات «عرقية وطائفية»، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وكان الفياض قد زار دمشق، في أيلول الماضي، قبيل بدء الضربات الجوية التي ينفذها «التحالف الدولي» على مواقع تنظيم «داعش» في سوريا، حيث تولّى العراق عملية التنسيق بين «التحالف» والحكومة السورية في هذا المجال.
وذكرت «سانا» أنه جرى خلال اللقاء التأكيد على أن «الشعبين السوري والعراقي يخوضان المعركة نفسها في وجه الإرهاب وداعميه، وهما عازمان على مواصلة محاربة التنظيمات الإرهابية حتى تطهير البلدين من الإرهابيين».
ولفتت الوكالة إلى أن الحديث تناول «الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة جراء تصعيد الحرب الإرهابية ولا سيما في سوريا والعراق، وأهمية استمرار وتوسيع التعاون والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين في مواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي ترتكب أبشع الجرائم وتستبيح دماء ومقدرات شعبي البلدين».
وأكدت «سانا» على أنه «كان هناك اتفاق في وجهات النظر بأن أي تقدم أو إنجاز يتحقق في مواجهة المجموعات الإرهابية في أي من البلدين ينعكس إيجاباً على الآخر، فالإرهاب لا وطن ولا دين له ولا حدود توقفه، وهو يستهدف الجميع من دون استثناء ويهدف إلى إضعاف وتقسيم دول المنطقة تحت عناوين ومسميات عرقية وطائفية غريبة عن تاريخ شعوبها».
وأضافت الوكالة «تم التأكيد على أن القضاء بشكل نهائي على ظاهرة الإرهاب يتطلب جهداً جماعياً ملزماً على المستويين الإقليمي والدولي أساسه التعاون البناء واحترام سيادة الدول ومصالح شعوبها».
إلى ذلك، قال الأمين العام لتنظيم «عصائب أهل الحق»، وهو أحد أبرز فصائل المقاومة العراقية ضد الولايات المتحدة خلال احتلالها للعراق، الشيخ قيس الخزعلي، إن الولايات المتحدة أخفقت في القضاء على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، بسبب عدم جدية ضرباتها الجوية، وعدم وجود نوايا حقيقية لديها للقضاء عليه، مؤكداً أن الهدف الحقيقي من وراء السياسة الأميركية هو إعادة تقسيم المنطقة من جديد.
وذكر الخزعلي في مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز»، أمس، أن حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي تتعرض لضغوط كبيرة من قبل الجانب الأميركي لتقييد تحركات فصائل «الحشد الشعبي»، التي تقاتل «داعش». وقال «نحن نعتقد ونؤمن بأن الولايات المتحدة لا تريد حل الازمة بل تريد إدارة الازمة. إنها لا تريد إنهاء داعش بل تريد استثمار داعش من أجل تحقيق مشروعها في العراق وفي المنطقة. مشروع الولايات المتحدة.. هو إعادة تركيب شرق أوسط جديد».
وأكد الخزعلي أن «المشروع الأميركي في العراق هو إعادة تقسيم المنطقة.. إعادة تقسيم حدود البلدان من جديد على أسس تعتمد على التكوينات المذهبية الإثنية والقومية من أجل إعطاء المبرر الكامل لوجود دولة قومية دينية.. وجود دولة إسرائيلية يهودية».
ولفت الخزعلي إلى أن واشنطن تضغط على الحكومة العراقية التي يرأسها العبادي من أجل الاعتماد على القوات التي تديرها في المعارك ضد تنظيم «داعش» واستبعاد «الحشد الشعبي» خصوصا في معارك استعادة الأنبار. وقال «الآن المشروع الأميركي يحاول على الأقل أن يحصر وجود الحشد الشعبي في حدود الفلوجة ولا يصل إلى الرمادي وهذا مقدار الضغط الذي يسببه القادة الأميركيون الآن على رئيس الوزراء العراقي». وأضاف «طبعا نحن نعتبر التأثير الأميركي ما زال موجودا على الحكومة العراقية».
واعتبر الخزعلي أن «من يسعى إلى التقسيم لا بد أن يسعى إلى إثارة مشاكل من أجل التقسيم وإلى إثارة مشاكل طائفية». وأضاف «أنا أعتقد أن حقيقة المشروع الأميركي في العراق أنه هو الذي أنتج البيئة المناسبة والبيئة المنتجة لوجود داعش. والخلل الأمني الذي يوجد في سوريا تحت يافطة الحرية والذي شاركت فيه دول الخليج أبعد ما يمكن أن يكون عن الحرية والديموقراطية والولايات المتحدة تنسق معها».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد