دمشق تعيد تنظيم شؤون اللاجئين العراقيين على أراضيها
بلغ عدد العراقيين الموجودين في سوريا، وفق تقديرات رسمية، مليوناً و400 ألف لاجئ، بزيادة 200 ألف عن آخر رقم أعلن منذ شهرين ونصف الشهر، في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة السورية إجراء دراسة جدية تستهدف تنظيم أوضاعهم، بما يحقق أهدافاً اجتماعية واقتصادية مختلفة.
وقالت مصادر في منظمة دولية في دمشق، إن عدد العراقيين الموجودين في سوريا يقارب المليون و400 ألف لاجئ، مشيرة إلى أن حوالى 90 ألفاً من هؤلاء مسجلين رسمياً لدى المفوضية العليا للاجئين، وذلك في الوقت الذي تشير مصادر غير رسمية إلى تجاوز الرقم المليونين. ويدخل سوريا شهرياً بين 30 و50 ألف عراقي، أي ما يعادل 12 ألفـاً في الأسبوع، يغادر عدد قليل منهم عائداً إلى العراق.
وأمام مركز تسجيل اللاجئين العراقيين في دوما، يقول أبو مصطفى، إنه اضطر وزوجته وأولاده إلى مغادرة منزله في بغداد خلال يوم واحد، بعدما تلقى تهديداً من ملثمين بالمغادرة أو الموت، فجاء لاجئاً إلى سوريا وفي جعبته مبلغ ضئيل استأجر به منزلاً في جرمانا، وهي ضاحية شرقي دمشق أصبحت معروفة بأنها مركز للاجئين. وأشار إلى انه اضطر إلى مغادرة المنزل بعدما ارتفعت الإيجارات بمعدل 200 دولار (الدولار يساوي 51 ليرة سورية تقريباً) شهرياً، إلى سعسع غربي العاصمة.
أما الحاجة فاطمة، وهي قد تجاوزت السبعين وتعيش وحيدة على المساعدات في دمشق، فقد اختطف ابنها على الحدود السورية ـ العراقية حين ذهب لتجديد إقامته.
وتظهر تقارير المفوضية أن حوالى 49 في المئة من المسجلين هم من السنة، 24 في المئة من الشيعة و20 في المئة من المسيحيين.
وقالت مسؤولة الإعلام الإقليمية في المفوضية سيبيلا ويلكس، إن غالبية من جاء في المرحلة الأولى من الحرب كان في وضع مادي أفضل ممن يأتي الآن، مشيرة إلى أن تفجير المرقدين في سامراء في 2006 كان بداية انطلاق حالة الهلع الطائفي في العراق، وما نجم عنها من أحداث جعلت كل العراق بلداً غير آمن.
وتوضح ويلكس أن إحدى مهام المفوضية الآن هي شرح «ما تقوم به الحكومة السورية من جهود استثنائية وكرم مدهش»، مشيرة إلى أن 60 مليون دولار مطلوبة لمساعدة الحكومة السورية، تمّ الحصول فقط على حوالى 12 مليون دولار، وزعت على وزارات الصحة والتعليم والهلال الأحمر السوري ومحافظة الحسكة، فيما يتم العمل على استقدام معونات تقارب 30 مليون دولار، بهدف دعم البنية التحتية في سـوريا لمجاراة «الضغط المتزايد عليها» خصوصاً في قطاعات الصحة والتعليم، حيث يقدر عدد الطلاب العراقييـن في المدارس بـ33 ألفاً، من بين 200 ألف طفل في سـن التعليم موجودين في سوريا.
وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قال، إن الحكومة السورية تجري دراسة «معمقة وجدية» حول أوضاع اللاجئين العراقيين فيها، موضحاً أن هذا الموضوع «يدرس بجدية من طرفي المعادلة. لا يجوز أن يستمر تدفق اللاجئين من دون ضمانة لهم ولأسرهم. يجب أن يتوفر ضمان صحي وتعليمي وحياتي، والموضوع حساس، ويجب أن تأخذ بالاعتبار مصالح العراقيين والسوريين معاً».
وقال مصدر في وزارة الخارجية الأردنية لـ«فرانس برس» إن عمان ستستضيف أواخر تموز المقبل اجتماعاً للدول المضيفة للعراقيين بمشاركة الأمم المتحدة، لبحث سبل مساعدة هذه الدول على مواجهة «الأعباء والضغوط» الناجمة عن وجود اللاجئين على أراضيها.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد