دراما

19-07-2008

دراما

أفضل ما في الرجال هو أنهم يعشقون النساء، وأسوأ ما في النساء تعلقهن بالرجال، فلولا الرجال ما اختبرن الأسر ولا أصبن بالغيرة ولما كان هناك عاهرات... يستيقظ الرجال فيبدأون يومهم برصد حركة البورصة ونشرة الأخبار.. تستيقظ النساء فيبدأن يومهن بفنجان القهوة وسماع الأبراج ورصد بورصة العواطف عبر هاتف النميمة الصباحي.. النساء أرحام تمور بالحياة، والرجال سواعد وأظافر تتسلق النجاح.. يسعى الرجل إلى إنجاز مشروعه في الحياة على أنقاض مشروع رجل آخر فتنشأ المنازعات والمحاكم والتحالفات، بعضهم ضد بعض: خاسرون ومنتصرون يتداولون حركة البناء والتدمير في غابة الحيوانات الناطقة، بينما تسعى المرأة إلى حظوة المنتصر فتسقط في شر محبتها وترفل في أسرها حتى يأتي منتصر آخر يجدد هذا الأسر وهذي التبعية.. آه ياللنساء وياللرجال ويا لهذه الحياة التي نختصرها في نهار واحد: بزوغ وانطفاء، بداية وانتهاء لروايات لا تنتهي من الحديث عن شق وأنبوبة يختزلان الصراع: شق أنثوي بهيج يتناسل القتلة والأنبياء، الأذكياء والأغبياء، بالفرح والحب نفسه دونما تمييز.. وأنبوبة ذكرية تشكل قوة الرجال وضعفهم، فخرهم وذلهم ونصف أحاديثهم، باعتبارها مصدراً لقوانين الأحوال الشخصية، والدساتير الوطنية، التي تعطيهم حق الطلاق والتعدد والهجر والجنسية وتبعية الأولاد القومية والدينية، وحق مضاعفة الشهادة والملكية عما هو مقرر للأخوات المشقوقات بالألم والحب والعدوان و.. الحمد لله الذي جعل لنا أنبوبة نأكل بها حقوق مواطناتنا المستسلمات.. حتى النصر..

 

نبيل صالح

المصدر: جريدة "الخبر" الأسبوعية

التعليقات

الأستاذ نبيل ، أنا من أشد المعجبين/ات بقلمك و انت بتعرف، و عادة بفهم ما بين سطورك و بحبو بنفس درجة حبي و اعجابي لما فوق السطور، بس اليوم ما فهمت شو الغرض من المكتوب ، التعابير قوية و التشابيه كمان بس أنا آسفة ما فهمت المقصورد .يا أنا اليوم ضاربني موجة غباء حاد يا انت ما عرفت توصلي شو بدك تقول ، المهم انو بدي قلك انو من كتر ما بستنى حديثك بشوق بزعل لما ما بفهم.

بعكس ما علمنا آباؤونا في حكمتهم الأخلاقية. اليوم أقف على المعنى الحقيقي لتأنيب الضمير. فتأنيب الضمير هو أن نجعل أنبوبة في ضميرنا مما يجعل علاقتنا بالحياة أسهل. هذا ما يفعله بالفطرة موظفوا الدولة التي سيتأخر قطار ديموقراطيتها حتى تنموا جحافل المواطنين المهرة : خريجي الأكاديميات الخاصة و المدارس المخبرية و التي تمثل خزان مستقبلنا. و هؤولاء سلالة لصوص اليوم و التجار المحازبين. لا اعرف كيف يمكن استخدام الأنبوبة في أكل حقوق الآخرين على اعتبار ان أنبوبتي لا تتجاوز سرتي -بشق- النفس/ لهذا أشكر السيد نبيل على شملنا جميعاً غاضاً النظر عن تواضع إمكاناتنا/ . و شق النفس من أشهر الشقوق و أقدمها يأتي بعده شق الصف و شق الطرق و شق الحال. و شق الحال هي إحدى الخيارات الديمقراطية في بلادنا. إذ كثيراً ما يمكن للسائح الذاهب في طريق قاسيون او بوابة دمر أن يمتع ناظريه بمنظر السوريين الذين يمارسون خياراتهم الديموقراطية بأن يشقوا حالهم على تلك الإطلالات الفريدة. حيرة زيزينا حيرتني.

الأستاذ نبيل: تحية طيبة أرجوك أستاذ نبيل، يحق لك أن تكتب عن المرأة ما تريد، ولكن أرجوك لاتتحدث عن اي شيء يتعلق بحقوقها أو التمييز ضدها، إذ لايمكن أن أصف ما تكتبه عن المرأة في الاونة الأخيرة سوى أنه مهين للمرأة إلى درجة مؤلمة، وربما تتساءل لماذا مؤلمة!! لأنها صادرة عن قلم نعتز به ونحترمه تحياتي مية الرحبي

الاستاذ نبيل صالح: شكرا لهذه النمذجة الصغيرة للحياة ارى في كتاباتك يأسا، أكثر من شغب في كثير من الاحيان قلت أعمق من الذي نريد قوله .. شكرا لك

هي الحياة .... شق يركع الأنبوبة بين الأنا ولذة سافلة لك كل الإحترام والمحبة لموضوعك فجرحنا ليس له شفاء

الأفقي والعمودي، الجبل والسهل، الصوت والسكون، الليل والنهار، الذكر والأنثى. وكل ثنائية في السماوات والأرض، ماهي إلا علامات موسيقية يتكوّن منها لحن الحياة على سلَّم أعمارنا. إن النشاز الحياتي الذي نعيشه هو نتيجة سوء توزيع هذه العلامات التي تبدو متضادة. ثمة قواعد للتأليف الموسيقي نحن بالتأكيد نجهلها أو نتجاهلها.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...