خمسون سائقاً سورياً مع شاحناتهم عالقون على الحدود العراقية
علق خمسون سائقاً سورياً مع شاحناتهم على الحدود العراقية - السورية، منذ نحو العشرين يوماً، ومايزالون عالقين حتى اليوم حيث لم تسمح لهم السلطات العراقية بالعبور إلى سورية، عند حدود ربيعة التابعة لجهة القامشلي في محافظة الحسكة، وقد أغلقت السلطات العراقية هذا المعبر في وجه السيارات السورية بذريعة أن بعض السائقين قد دخلوا العراق من الحدود التركية وأن عليهم العودة من حيث أتوا.
وقال السائق أحمد ملحم إبراهيم: إنه استطاع مع اثنين من زملائه العبور إلى سورية أمس، بعد تدخل أحد رؤساء العشائر، لكن ما لبث الجيش العراقي أن أعاد إغلاق الحدود وما زال هناك أكثر من خمسين سيارة عالقة، وأضاف إبراهيم: إن ضباط الجمارك يطلبون من سائقي الشاحنات العودة لداخل الأراضي العراقية، والخروج من بوابة الوليد التي دخلوا منها، ووصف إبراهيم الوضع بالمأساوي، وقال:
إن السائقين يرفضون العودة إلى داخل الأراضي العراقية، لأنهم تعرضوا لإطلاق نار في الموصل «وشفنا الموت»، كما أن شاحنتين عادتا أدراجهما إلى طريق سامراء - بغداد، محلة الثرثار، ووصلت أنباء أن عصابات مسلحة قامت بالاستيلاء على الشاحنتين وطرد سائقيها، لذا يرفض السائقون العودة للحدود التركية، مناشداً السلطات السورية التدخل لإخراج السائقين من العراق.
وقال سائق آخر: إن الطعام والنقود والوقود نفد منهم، وقد سرق بعض الشاحنات، كما أن بعضها بحاجة إلى صيانة لإصابتها برصاص أثناء مرورها بالقرب من الموصل، إضافة إلى وجود بعض المرضى بينهم مثل السائق عبد القادر محروقي والسائق غسان حليبي.
وحسب السائقين فإن الجيش العراقي هو من يمنعهم من العبور، وعندما حاولوا الحديث مع الضباط، رفعوا السلاح بوجههم، أما القوات الأميركية التي تحتفظ بقاعدة عسكرية في المكان ذاته فقالت للسائقين إنها لا تتدخل في مسألة الحدود إلا في حال طلب الجيش العراقي منهم ذلك.
وطالبت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية السلطات العراقية في بيان تلقت الوطن نسخة عنه بالسماح لهؤلاء السائقين بالعبور إلى سورية دون تلكؤ كما طالبت السلطات السورية بالتدخل لدى الجمهورية العراقية لحل هذه القضية.
واعتبرت المنظمة التي تتخذ من دمشق مقراً له، «أن احتجاز الشاحنات السورية عند عودتها من العراق رغم أنها فارغة أصبح أمراً كثير التكرار ويقع ضحيته دائماً السائقون السوريون الذين يسافرون للعراق تحت ضغط لقمة العيش دون أن يشفع لهم نقلهم الغذاء والدواء ومختلف البضائع إلى العراق»، معتبرة أن هذه القضية تستدعي التدخل العاجل لكلا السلطتين السورية والعراقية من أجل إنهائها.
وفي أواخر شهر شباط الماضي، احتجزت جماعة عراقية مسلحة نحو 380 شاحنة سورية نحو 15 يوماً قرب الحدود السورية - العراقية المقابلة لمعبر التنف الحدودي مشترطة تسديدهم «خوة» بقيمة 500 دولار عن كل شاحنة مقابل السماح لها بمغادرة الأراضي العراقية.
كما منعت القوات الأميركيّة والسلطات العراقية منذ نحو عامين نحو سبعمئة شاحنة سورية من دخول الأراضي السورية من منفذ اليعربية وتم احتجازها لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يتم الإفراج عنها فيما بعد.
راما نجمة
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد