حشد القوات البريطانية على الحدود مع إيران

الجمل: زعمت الحكومة البريطانية بأنها سوف تخفض عدد القوات البريطانية الموجودة في العراق خلال هذا العام من 7500 إلى 400 عنصر.
والجدير بالملاحظة أن أعداد القوات البريطانية الموجودة في العراق ظلت أرقامها في حالة تغير وتقلب دائم، وكل مرة يتم اكتشاف وضع جديد.. فعندما تتحدث الحكومة البريطانية عن تخفيض وتقليل القوات، يتم اكتشاف أنها قامت بزيادة ورفع العتاد العسكري البريطاني من دبابات ومروحيات، ومدافع، وذلك على النحو الذي يؤكد بوضوح أن تصريحات الحكومة البريطانية تهدف إلى تقديم التغطية، لإجراء آخر أكثر خطورة تنوي القيام به ميدانياً على الأرض..
برغم قيام الحكومة البريطانية بإعلان ما أطلقت عليه الـ(خطة الانتقالية) والتي زعم المسؤولون البريطانيون بأنها تهدف في نهاية الأمر إلى سحب كامل القوات البريطانية من العراق.. إلا أن ما ظلت تقوم به الحكومة البريطانية ينفي ويناقض ذلك تماماً.. وحالياً أصبح بحكم المؤكد أنه قد تم نشر المزيد من القوات البريطانية في العراق، وحالياً يتم حشد القوات البريطانية المزودة بأشد الأسلحة فتكاً، على طول خط الحدود الإيرانية، وذلك على نحو يدعم المزاعم والتحليلات الجارية حالياً، بأن حملة عسكرية جديدة للحرب الأنجلو- ساكسونية، قد أصبحت وشيكة الحدوث.
كان خطاب الحكومة البريطانية يركز على أطروحة أن القوات البريطانية سوف يستمر وجودها لفترة قصيرة في العراق. من أجل تقديم المساعدة للحكومة العراقية.. في عملية إعداد وتدريب وتكوين قوات الشرطة والجيش الوطني في العراق، ولكن حالياً تغيرت نغمة ولهجة المسؤولين البريطانيين، وأصبحت تركز على أطروحة جديدة مفادها أن وجود القوات البريطانية في العراق، يهدف إلى المصالح الاستراتيجية البريطانية، في المنطقة، وعبارة (في المنطقة) معناها يتجاوز بوضوح حدود العراق.
مخطط الحرب الجديدة، يهدف إلى إعطاء القوات البريطانية دوراً في الحرب ضد إيران، وبالذات في إقليم خوزستان الإيراني، القريب من محافظة البصرة.
كذلك يتضمن المخطط أن تقوم القوات والمخابرات البريطانية بتحويل إقليم خوزستان الإيراني إلى (كوسوفو جديدة) وذلك بتفجير التناقضات والصراعات بين العرب المقيمين بهذا الإقليم (عرب الأهواز) مع الإيرانيين، وبالتالي تشتعل الحرب الأهلية، ويتحول إقليم خوزستان الغني بالنفط والمجاور للعراق والمطل على الخليج العربي إلى مستنقع نزاع جديد في منطقة الخليج، على النحو الذي يبرر للحكومة البريطانية إرسال المزيد من القوات إلى منطقة الخليج والعراق.

الجمل قسم الدراسات والترجمة