حزن فلسطيني على رحيل حيدر عبدالشافي

خيمت أجواء من الحزن في شوارع مدينة غزة لدى الإعلان عن رحيل المناضل والسياسي الفلسطيني البارز الدكتور حيدر عبدالشافي عن عمر يناهز (88 عاماً)، بعد صراع مع المرض لنحو عامين.

وشيعت جماهير مدينة غزة، يتقدمها مسؤولون ومثقفون وشخصيات وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، جثمان عبدالشافي بعد الصلاة عليه في المسجد العمري في المدينة.

وكان عبدالشافي شارك في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام ،1964 وترأس أول برلمان فلسطيني خلال الفترة بين 1962 و،1965 مروراً بقيادته للوفد الفلسطيني المفاوض في مدريد عام 1990 ثم مفاوضات واشنطن.

ولا ينتمي عبدالشافي لأي تنظيم سياسي فلسطيني، وأسس عام 2002 المبادرة الوطنية الفلسطينية، مع نخبة من الشخصيات الفلسطينية أغلبهم من قادة الحزب الشيوعي سابقاً، ويرأس المبادرة حالياً النائب في المجلس التشريعي د. مصطفى البرغوثي.

وكان عبدالشافي استقال من رئاسة الوفد الفلسطيني المفاوض في مدريد، عندما علم بوجود مفاوضات سرية بين منظمة التحرير و”اسرائيل”، فيما استقال لاحقاً من عضوية المجلس التشريعي احتجاجاً على تداخل السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، وانتقاده الحاد للسياسة العامة للسلطة إبان رئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ولد د. عبدالشافي في مدينة غزة عام ،1919 وتخرج في كلية الطب بالجامعة الأمريكية في بيروت عام ،1943 وبعد التخرج عمل طبيباً في المستشفى الحكومي في يافا، كما عمل طبيباً خصوصياً وعضو المجمع الطبي العربي منذ عام ،1945 وترأس جميعة الهلال الأحمر لقطاع غزة منذ عام 1972. ونعى رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الدكتور أحمد بحر بمزيد من الحزن والألم الفقيد “المناضل الفلسطيني الكبير حيدر عبدالشافي الذي كان احد ابرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني”.

ونعى مجلس الوزراء في حكومة سلام فياض إلى “أبناء الشعب الفلسطيني والامة العربية والإسلامية أحد اعمدة النضال الوطني الفلسطيني”. وقال المجلس في بيان: “فقد الشعب الفلسطيني ومعه الأمة العربية جمعاء برحيل المناضل الكبير عبدالشافي واحداً من اهمّ رجالات العمل الفكري والسياسي والنضالي التاريخي الفلسطيني والعربي الذي شارك في صنع التاريخ، مميزاً عمله بتغليب الحوار الوطني وتمتين الوحدة الوطنية.

كما نعت حكومة الوحدة المقالة برئاسة اسماعيل هنية ، وعبد الشافي “أحد أهم رموز شعبنا الفلسطيني ونضاله التاريخي لاستعادة حقوقنا المشروعة”.

ونعى الامين العام للمبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي وقيادة واعضاء المبادرة القائد عبدالشافي “رمز النزاهة والاستقامة والوحدة الوطنية”.

واعتبر البرغوثي وفاة د. عبدالشافي “خسارة وطنية كبيرة لقائد تمسك بالحقوق الفلسطينية”، مشيراً إلى ان عبدالشافي “يجمع عليه الشعب الفلسطيني كرمز للنزاهة والاستقامة والإخلاص والوحدة الوطنية وتمسكه الحازم بالحقوق الوطنية”.

ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الراحل مشيرة الى معارضته لاتفاقات أوسلو التي ألحقت الضرر بالقضية الوطنية الفلسطينية”، مشيرةً إلى أن “عبد الشافي رحل عن فلسطين وهي بأمس الحاجة لقيمه الإنسانية الوطنية الوحدوية، وطهارته ونزاهته ودوره الوطني والاجتماعي من أجل الحرية والاستقلال وبناء المجتمع الديمقراطي”. ونعت “حركة الجهاد الإسلامي ممثلة بأمينها العام الدكتور رمضان شلح وقياداتها السياسية في الداخل والخارج وفي السجون “الإسرائيلية” القائد الوطني الكبير عبدالشافي احد المؤسسين البارزين لمنظمة التحرير والذي أفنى عمره في خدمة القضية الفلسطينية”، ودعت لإكرامه عبر تغليب لغة الحوار.

ونعت دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الراحل، وقالت في بيان: إن “عبد الشافي كرس حياته لوطنه، مدافعا عن قضية شعبه وحقوقه الشرعية.

رائد لافي

المصدر: الخليج