حزب الله سيعيد الأمور إلى طبيعتها
بدأ أنصار المعارضة اللبنانية الخميس فتح الطريق إلى مطار بيروت الدولي، الذي استأنف رحلاته التجارية قبل ساعات، بعد قرابة أسبوع على إغلاقه، فيما تم الاتفاق على عقد جولة جديدة من الحوار بين "الفرقاء" اللبنانيين في العاصمة القطرية الدوحة، اعتباراً من الجمعة.
جاء هذا الاتفاق في ختام مهمة اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، خلال اجتماعه بالقاهرة في وقت سابق هذا الأسبوع، والتي ترأسها رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، والأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى.
وأكد الشيخ حمد أن الاتفاق يقضي بعودة الوضع في لبنان إلى ما كان عليه قبل الخامس من مايو/ أيار 2008، والإنهاء الفوري لكافة المظاهر المسلحة، وفتح الطرق المؤدية إلى العاصمة بيروت، بما في ذلك فتح مطار ومرفأ بيروت، وعودة الحياة الطبيعية.
وأشار رئيس الحكومة القطرية، في مؤتمر صحفي مشترك مع موسى، في بيروت الخميس، إلى أن الاتفاق يشمل أيضاً إنهاء اعتصام المعارضة في وسط بيروت، وكذلك انتخاب رئيس توافقي للبنان خلال أيام.
وقد صدر في ختام مهمة اللجنة الوزارية العربية بياناً، جاء فيه، أن اللجنة توجهت إلى بيروت خلال يومي 14 و15 مايو/ أيار الجاري، تنفيذاً لقرار مجلس وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية، في الحادي عشر من الشهر نفسه، بشأن احتواء الأزمة اللبنانية.
وأضاف البيان أن أعضاء اللجنة التقوا عدداً من القيادات اللبنانية، لمناقشة "الوضع في لبنان، والاتفاق على التنفيذ العاجل للمبادرة العربية، والإحاطة بالوضع الخطير الذي يهدد البلاد."
وفي ضوء المشاورات التي أجرتها اللجنة، وانطلاقاً من مبادئ الدستور اللبناني، واتفاق الطائف، تم الاتفاق على عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الاخيرة في الخامس من الشهر الجاري، وفقاً لما جاء في البيان.
وفي هذا الإطار فقد أعلنت اللجنة عن ترحيبها بقرار حكومة رئيس الوزراء، فؤاد السنيورة، الاستجابة لاقتراح قيادة الجيش بشأن القرارين المتعلقين بجهاز أمن المطار وشبكة الاتصالات التابعة لحزب الله.
كما تم الاتفاق على الانهاء الفوري للمظاهر المسلحة بكافة صورها، والسحب الكامل للمسلحين من الشوارع، وفتح الطرقات والمنافذ البرية وكذلك مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت.
وأشار البيان إلى أنه تم أيضاً الاتفاق على عودة الحياة الطبيعية، وتولي الجيش مسؤولية الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي، وتأمين عمل المؤسسات العامة والخاصة، حسبما نقل موقع شبكة "لبنان الآن" على الانترنت.
وكذلك تم الاتفاق على استئناف الحوار الوطني على مستوى القيادات، والعمل على بناء الثقة بين الفرقاء، وفق جدول أعمال يتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية، ووضع قانون جديد للانتخابات، على أن يتوج الاتفاق بانهاء الاعتصام في وسط بيروت، عشية انتخاب المرشح التوافقي، العماد ميشال سليمان، رئيساً للجمهورية.
وينص الاتفاق أيضاً على أن يبدأ الحوار بين القوى السياسية اللبنانية، فور صدور هذا الإعلان وتنفيذ البند الأول منه، وذلك في العاصمة القطرية الدوحة، بتاريخ الجمعة 16 مايو/ أيار الجاري، برعاية الجامعة العربية، على أن يستمر بشكل متواصل ومكثف حتى الوصول إلى اتفاق نهائي.
وبحسب البيان، فقد تعهدت كافة الأطراف بالامتناع عن أو العودة إلى استخدام السلاح أو العنف، بهدف تحقيق مكاسب سياسية، كما أعلنت القيادات السياسية التزامها بوقف استخدام لغة التخوين أو التحريض السياسي والمذهبي على الفور.
وتم كذلك الاتفاق على إطلاق حوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة أراضيها، وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية، بما يضمن أمن الدولة والمواطنين، على أن يتم إطلاق هذا الحوار في الدوحة، ويستكمل برئاسة رئيس الجمهورية فور انتخابه، بمشاركة الجامعة العربية.
وكان حزب الله اللبناني قد أعلن، في وقت سابق الخميس، أنه سيعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة، بعد أن تراجعت الحكومة مساء الأربعاء عن قرارين كانت قد اتخذتهما الأسبوع المنصرم.(المزيد)
وشكل هذان القراران الذريعة الأساسية لتحرك حزب الله والمعارضة المسلح في شوارع بيروت وسائر المناطق اللبنانية، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، في أسوأ أحداث عنف يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد